احتفال في إيران بفوز بوش.. والقلق يتصاعد في أوساط الراديكاليين
لندن: علي نوري زاده
في استطلاع اجرته شبكة «ياران» الفضائية وهي قناة تلفزيونية معارضة تبث برامجها من لوس انجليس بولاية كاليفورنيا ويشاهدها اكثر من سبعة ملايين من الايرانيين والناطقين باللغة الفارسية في ايران ومختلف انحاء العالم، حول الانتخابات الرئاسية في الولايات ادلى 89% من المشاركين في الاستطلاع وعددهم سبعون الفا بأصواتهم الى جورج بوش.
قبل حوالي سنة من الانتخابات الرئاسية اشار الصحافي والمحلل الاميركي المعروف توماس فريدمان، عقب عودته من ايران في مقال مثير، الى ان الايرانيين هم اكثر الشعوب حبا للرئيس بوش، والاصوات الوحيدة التي ابدت رفضها لبوش في ايران كانت لمجموعة من السياح الاوروبيين الذين التقى فريدمان بهم في احد مقاهي مدينة اصفهان.
وقصة حب الايرانيين وخاصة الشبان والنساء مع جورج بوش بدأت بعد يوم من احداث 11 سبتمبر (ايلول) الدامية، عندما فاجأت ردود الشارع الايراني النظام الذي كان يشعر بارتياح بالغ لما حدث في الولايات المتحدة. فقد انطلقت مسيرة شبابية ونسائية في ميدان محسني لاظهار تعاطف الشعب الايراني مع الشعب الاميركي، والآلاف من الشبان والنساء هتفوا تحيا اميركا، واعلنوا شجبهم وادانتهم للارهابيين وخاصة بن لادن وطالبان. واحد الشعارات «الموت لطالبان في كابل وفي طهران» سبب ازعاجا شديدا لمعارضي الاصلاحات، لا سيما قادة الحرس والاستخبارات.
وقد بثت القنوات التلفزيونية الفضائية الفارسية في الخارج شريط مسيرة ميدان محسني عدة مرات خلال الايام التي أعقبت احداث 11 سبتمبر وهو ما دفع شبكة «سي ان ان» الى بثه ايضا. ووفقا لمستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كونداليزا رايس، ترك الشريط اثرا بالغا في قلب الرئيس بوش وادارته، بحيث وجه بوش تحياته وتقديره الى الشعب الايراني في خطاب بثته اذاعة صوت اميركا. وعلاقة الشارع الايراني مع بوش توثقت اكثر فأكثر بعد اسقاط الطالبان في افغانستان والنظام البعثي في العراق. فقد قام بوش بما فشلت ايران في تحقيقه. ورغم ذلك فان الراديكاليين ومؤيدي ولاية الفقيه، الذين اعتبروا انتشار القوات الاميركية على طول حدود ايران الشرقية والغربية خطرا عليهم، لم يشاركوا الشعب الايراني فرحته بسقوط الملا عمر وصدام حسين فحسب، بل جندوا سائر طاقاتهم لافشال بوش في تنفيذ خطته في العراق وافغانستان. ومقابل ذلك فان الاصلاحيين، لم يخفوا حماستهم وفرحتهم بقيام نظام غير ديني منتخب في افغانستان وتجاه مستقبل العراق واحتمال قيام نظام علماني فيدرالي فيه بعد انتخابات يناير (كانون الثاني) المقبل.
وخلال الاشهر الثلاثة الاخيرة بلغت حدة المواجهات بين مؤيدي بوش ومعارضيه في الشارع الايراني وعلى صفحات الصحف والمواقع الالكترونية في الانترنت ذروتها، بعد ان تبين ان مرشد النظام يأمل بفوز جون كيري الذي اكد في مناظرته التلفزيونية الاولى مع بوش بانه سينتهج سياسة قريبة من سياسة الاتحاد الاوروبي في التعامل مع ايران بحيث سيدخل في الحوار مع النظام الايراني من اجل ايجاد حل سلمي لمشكلة الملف النووي الايراني.
كما اشار الى انه يمكن تزويد ايران باليورانيوم المخصب والتقنية النووية لاستكمال مفاعل بوشر مقابل تخلي طهران عن برامجها النووية السرية، بينما الرئيس بوش اعلن دعمه لنضال الشعب الايراني في سبيل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في ايران.
واول من امس الذي تزامن مع ذكرى احتلال السفارة الاميركية في طهران عام 1979، نظمت اجهزة الاستخبارات ومؤسسات قريبة من المرشد مظاهرة امام مبنى السفارة الاميركية السابقة بشارع طالقاني، حيث احرق المتظاهرون ومعظمهم من رجال الحرس الجمهوري وانصار «حزب الله» دمية جورج بوش والعلم الاميركي.
وشهدت الجامعات الايرانية في طهران وعدة مدن كبرى تجمعات حاشدة للطلبة الذين كانوا يرددون التهاني بفوز بوش. وفي اتصال مع اذاعة وتلفزيون ياران، ابدى الاتحاد الوطني للجامعات سروره لذلك. وقال متحدث باسم الاتحاد ان ايران «تتصدر قائمة اولويات بوش، الذي وعدنا ليس بمهاجمة ايران عسكريا بل بمساندة الشعب الايراني للخروج من محنته. ونحن متفائلون جدا».
November 5, 2004 12:47 PM