مصدر إيراني: الجعفري وصل طهران صديقا وغادرها غير مرضي عنه من المحافظين
الوفد العراقي إلى اجتماعات وزراء داخلية الجوار اتخذ موقفا متشددا تجاه نشاطات الحرس الثوري
لندن: علي نوري زاده
كشف مصدر ايراني متابع لاجتماعات وزراء داخلية الدول المجاورة للعراق عن استياء كبار المسؤولين في الجناح الايراني المحافظ من موقف الوفد العراقي المشارك في الاجتماعات بشكل عام، وموقف نائب الرئيس العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري بوجه خاص، وهو الذي كان، حسب قول المصدر، يعتبر صديقا حميما للقيادة الايرانية كونه زعيما لحزب «الدعوة» ومقربا من الاجهزة الايرانية المعنية بالشأن العراقي لسنوات طويلة في عهد النظام العراقي السابق.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان الدكتور الجعفري لم يكتف بتوجيه انتقادات قوية الى الحرس الثوري وأجهزة خارجة عن سلطة الرئيس محمد خاتمي وحكومته واتهامها بالتدخل السافر في شؤون العراق الداخلية، بل انه كان صريحا في ذكر اسماء بعض الدوائر الخاضعة لهيمنة المحافظين ومكتب المرشد الايراني علي خامنئي باعتبارها مسؤولة عن تسلل الارهابيين الى العراق والسعي الى اثارة الفتن الطائفية وعدم الاستقرار فيه. يشار الى ان الجعفري ووزير الداخلية العراقي فلاح النقيب اعربا عن تقديرهما لمساعي حكومة الرئيس محمد خاتمي الهادفة الى ضبط انشطة استخبارات الحرس الثوري وفيلق القدس المتعارضة مع سياسة ايران الرسمية حيال العراق.
وكان بعض المسؤولين الايرانيين قد حاولوا الربط بين وجود عناصر من منظمة «مجاهدين خلق» المعارضة في العراق وما يقال عن وجود عناصر استخبارات الحرس الثوري وفيلق القدس في العراق، معتبرين ان ابعاد وطرد عناصر «مجاهدين خلق» من العراق، قد يكون عاملا في ايقاف انشطة استخبارات الحرس الثوري وفيلق القدس في العراق وفرض مراقبة صارمة على الحدود لمنع تسلل الارهابيين من ايران الى العراق.
غير ان وزير الداخلية العراقي اكد للايرانيين أن معسكر اشرف، حيث تقيم عناصر «مجاهدين خلق»، يخضع لمراقبة القوات الاميركية، وحينما تنتهي فترة وجود قوات التحالف في العراق، سيكون باستطاعة الحكومة العراقية ان تنفذ القرار الصادر سابقا بشأن انهاء وجود المنظمة الايرانية المعارضة في العراق. ونقل مصدر ايراني عن النقيب قوله، ان الحكومة العراقية لم تسمح بخروج أي عنصر من منظمة «مجاهدين خلق» من معسكر اشرف، مما يحول دون قيام المنظمة بأي نشاط مناهض لايران، بينما لم تقدم ايران على اتخاذ اجراءات عملية لمنع تسلل الارهابيين الى العراق ولايقاف أنشطة بعض اجهزتها الامنية والعسكرية داخل العراق.
وأضاف المصدر ان الجفعري دخل ايران كصديق يمكن الاعتماد عليه في المستقبل وغادرها كسياسي مستقل يضع مصالح بلاده فوق صداقاته القديمة. وقد اكسبته مواقفه هذه احتراما كبيرا لدى الاصلاحيين والقوى الوطنية الايرانية التي تأمل في قيام حكومة ديمقراطية فيدرالية علمانية في العراق بدلا من حكومة دينية او شبه دينية موالية للمؤسسة الدينية الحاكمة في ايران.
December 3, 2004 02:22 PM