أسباب توتر العلاقات بين طهران وعمان تتجاوز تصريحات الملك عبد الله حول العراق
مصدر إيراني لـ «الشرق الاوسط» : تحدث عن معلومات وصور نقلت إلى العاهل الأردني حول صلات الحرس الثوري مع الزرقاوي وآخرين
لندن: علي نوري زاده
علمت «الشرق الأوسط» ان أبعاد الخلافات الايرانية الاردنية الاخيرة التي تسببت في الاعلان عن امتناع كمال خرازي، وزير الخارجية الايراني، عن المشاركة في مؤتمر وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق الذي يعقد غدا في عمان، تتجاوز تصريحات العاهل الاردني عن محاولات ايران انشاء هلال شيعي في المنطقة يمتد من طهران الى بيروت مرورا ببغداد ودمشق، وانعكاساتها في ايران والعراق.
وكشف مصدر متابع لملف العلاقات الايرانية الاردنية لـ«الشرق الأوسط» عن الدوافع والاسباب الحقيقية وراء تصريحات الملك عبد الله الثاني وحملة الاردن الاخيرة على الصعيدين الاقليمي والعالمي لشرح خطر التدخل الايراني في العراق على مستقبل العراق بوجه عام وعلى وضع السنّة بشكل خاص.
واشار المصدر الى ان الاردن كان في مقدمة الدول العربية التي اتخذت قرارا بتوسيع علاقاتها مع ايران، بعد السعودية، عقب انتخاب محمد خاتمي رئيسا للجمهورية في ايران، رغم روابط الاسرة الهاشمية الوثيقة مع اسرة البهلوي المالكة في ايران قبل الثورة، وهي روابط استمرت قوة. كما كشف عن هذا حضور الملكة السابقة فرح بهلوي وابنها رضا بهلوي ولي عهد ايران السابق والمطالب بعرش والده حفلة زفاف شقيق العاهل الاردني الامير حمزة قبل عام. وقد اشرف العاهل الاردني الملك عبد الله بنفسه على ملف العلاقات مع ايران التي لم تعد مجرد علاقات دبلوماسية محضة بعدما نشأت روابط شخصية بين اسرة العاهل الاردني واسرة الرئيس خاتمي، حيث استضافت قرينة الرئيس الايراني الملكة الاردنية رانيا خلال زيارتها لايران، كما ان الملك عبد الله الثاني لقي ترحيبا استثنائيا حين لقائه الرئيس محمد خاتمي. ولاظهار حسن نواياه، حيال ايران، تجاوب العاهل الاردني مع طلب الرئيس خاتمي اغلاق اجواء الاردن امام مسؤولي منظمة «مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة الذين كانوا يستخدمون الاردن كمحطة ترانزيت في اسفارهم من والى العراق في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وكشف المصدر الايراني أن ما اثار غضب الملك عبد الله وحكومته ودفعه الى اتهام ايران بالسعي الى اخضاع العراق لنظام طائفي شيعي، على غرار نظام ولاية الفقيه في طهران، هو ان العاهل الاردني تلقى ملفا امنيا حول ارتباطات اجهزة الاستخبارات الايرانية مع الاصولي الاردني المتشدد المطارد في بلاده، ابو مصعب الزرقاوي، واردنيين آخرين يعملون في شبكته. وبينما تتهم الاوساط الايرانية الاستخبارات الاميركية بانها كانت وراء ملف «ملفق» عن انشطة استخبارات الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس في العراق وارتباط الزرقاوي بايران، فان المصدر الايراني اشار الى ان المعلومات الواصلة الى الاردن كان مصدرها مسؤول امني ايراني هرب أخيرا من البلاد. وكون المسؤول من ابرز ضباط فيلق القدس، المسؤول عن ملف الارهابيين في العراق والمتورط في جوانب عدة من الاعمال الارهابية فيه، فقد جعله كنزا من المعلومات بشأن ابو مصعب الزرقاوي وعلاقاته السرية مع استخبارات الحرس الثوري وفيلق القدس، علما بان الزرقاوي امضى اكثر من عام في ايران بعد خروجه من افغانستان وقبل ذهابه الى العراق. واقام خلال تلك الفترة علاقات وثيقة مع عدد من قادة الحرس وفيلق القدس. واضاف المصدر الايراني قائلا ان مخاوف العاهل الاردني قائمة على اساس معلومات تكشف مدى توسط اجهزة استخبارات الحرس الثوري وفيلق القدس في الاعمال الارهابية التي تستهدف العراق حكومة وشعبا، خاصة ان الملك عبد الله فوجئ بمشاهدة صور تجمع الزرقاوي، في احد معسكرات الحرس الثوري في غرب ايران، مع شخصية اردنية سبق ان افرجت سلطات الامن الاردنية عنه، بأوامر من العاهل الاردني الراحل الملك حسين.
January 5, 2005 12:42 PM