رفسنجاني يستمزج آراء الإدارة الأميركية وقادة عرب وأوروبيين بشأن ترشحه للرئاسة الإيرانية
لندن: علي نوري زاده
فيما يبدو انه أخطر مواجهة بين رأسي النظام الايراني، المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس الجمهورية السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، كشف مصدر ايراني وثيق الصلة بالمرشد عن تفاصيل اجتماع مغلق بين خامنئي ورفسنجاني في الاسبوع الماضي تجاوز طرفا النقاش فيه حدود الصداقة التي تربطهما منذ اكثر من اربعين عاما. وعقد الاجتماع العاصف عقب تعرض رفسنجاني لحملة في صحيفة «كيهان».
وعلمت «الشرق الأوسط» ان رفسنجاني بعث برسائل غير مباشرة الى الادارة الاميركية وقيادات اوروبية وبعض قادة العرب ممن اقام صلات وثيقة معهم لاستمزاج آرائهم بشأن عودته الى واجهة الاحداث.
كما ان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام كلف عددا من مستشاريه وأقاربه، باستمزاج الرأي العام واستطلاع رأي النخب الفكرية ورجال الاعمال المؤثرين في الساحة بشأن ترشيحه، وشملت اتصالات رجال رفسنجاني بعض رموز الحركة الاصلاحية والتيار المعروف بالديني الوطني، فضلا عن كتاب وصحافيين معروفين في التيار الاصلاحي والوطني ممن وعدهم رفسنجاني بالغاء قرار توقيف صحفهم.
ويذكر ان رفسنجاني الذي ساعد التيار الاصلاحي قبل ثماني سنوات حينما كان رئيسا للبلاد، عبر اجهزته الاعلامية وامكانيات مراكز مثل بلدية طهران، في تجنيد الرأي العام ضد مرشح الولي الفقيه واليمين المحافظ علي اكبر ناطق نوري، ولصالح المرشح الاصلاحي محمد خاتمي، كان يتوقع ان يرد الاصلاحيون له الجميل بمثله، وذلك حينما ترشح لدخول البرلمان كي يصبح رئيسا للسلطة التشريعية، اي المنصب الذي تولاه منذ تأسيس البرلمان بعد الثورة وحتى انتخابه رئيسا للجمهورية. غير ان جبهة المشاركة (حزب انصار خاتمي) رفضت ادراجه في قائمتها الانتخابية، وشنت حملة دعائية ضده، مما أسفر عن هزيمة رفسنجاني معنويا، رغم وضع اسمه من قبل وزارة الداخلية في ذيل قائمة الفائزين في الانتخابات في العاصمة طهران.
وقد اعلن رفسنجاني آنذاك انصرافه عن دخول البرلمان وعاد الى مهامه كرئيس لمجمع تشخيص مصلحة النظام ليوجه فيما بعد ضربة تلو الاخرى باتجاه اولئك الذين على حد قول ابنته فائزة هاشمي «اكلوا الملح وكسروا المملحة».
February 24, 2005 01:26 PM