طلبنا العدل العلوي ...من الفقه الصفوي
مثقفون إيرانيون يدعون الكاتب المعتقل كنجي لإنهاء إضرابه عن الطعام بعد أن دخل يومه الـ34
لندن: علي نوري زاده
دعا عدد من كبار المثقفين والمفكرين الايرانيين بينهم المفكر الاسلامي عبد الكريم سروش ورجل الدين المعارض الدكتور محسن كديور، الصحافي والكاتب البارز أكبر كنجي، لإنهاء إضرابه عن الطعام بعد ان دخل يومه الرابع والثلاثين.
ووفقا لزوجة كنجي، معصومة شفيعي، فان كنجي يقترب من الموت بسرعة، بحيث فقد عشرين كيلوغراما من وزنه. وكان سعيد مرتضوي النائب العام حاليا والقاضي المسؤول عن الصحف الذي أصدر قرار إيقاف 170 صحيفة ومجلة اصلاحية ومستقلة، قد حاكم أكبر كنجي بأمر من مرشد النظام قبل ستة اعوام بتهمة نشر كتب مسيئة للنظام، منها كتابه المثير «سماحة صاحب العباءة الحمراء» عن علي فلاحيان وزير الاستخبارات السابق ودوره في الاغتيالات السياسية في إيران، و«دار الاشباح المظلمة» حول مافيا الاستخبارات وعلاقة القيادة الدينية بتصفيات جسدية طالت اكثر من مائتي شخصية معارضة ومثقفة داخل ايران وفي الخارج.
وأدين كنجي في المحكمة، وصدر بحقه حكم بالسجن 6 سنوات والنفي والحرمان من الكتابة لعشر سنين. ورغم ان القاضي علي بخشي عضو محكمة الاستئناف رفض الاتهامات الموجهة الى كنجي وأصدر قرارا ببراءته، الا ان مرشد النظام أمر بإعادة محاكمة كنجي، حيث سجن سنوات طويلة.
ومن السجن واصل كنجي نضاله من اجل اقامة نظام علماني مدني في إيران وهرّب ما يعد اليوم وثيقة القوى المطالبة بقيام جمهورية ديمقراطية علمانية في ايران، ومن ثم انتهز فرصة وجوده في المستشفى وأصدر الجزء الثاني من «ميثاق الجمهورية»، الذي شرح فيه كيف صار حكم الولي الفقيه مثل الاحكام السماوية، بحيث لا يمكن رفضها.
وأعلن كنجي اضرابه عن الطعام عشية اجراء الانتخابات الرئاسية التي قاطع كنجي وجمع من النشطاء السياسيين والقوى المعارضة المشاركة فيها ترشيحا وانتخابا، ورغم رضوخ السلطة القضائية لبعض مطالب كنجي، الا ان كنجي أكد انه بريء ويجب إطلاق سراحه دون أي قيد أو شرط.
وحصلت «الشرق الأوسط» على رسالة مروش ومحسن كديور ونائب رئيس الوزراء السابق عزت الله سحابي الذي قضى ثلاث سنوات في السجن، وسعيد حجاريان داعي الاصلاح المصاب بشلل نصفي، عقب تعرضه لمحاولة اغتيال على أيدي عملاء استخبارات الحرس الثوري، والكاتب الاصلاحي ورئيس تحرير صحيفة «امروز» الموقوفة علي رضا علوي تبار، الى كنجي.
وقد جاء في الرسالة:
«لقد اخطأت واخطأنا جميعا حينما طلبنا العدل العلوي وحب المولوي (اشارة الى الشاعر والفيلسوف الايراني مولانا جلال الدين، الملقب بالرومي)، من الفقه الصفوي المنهار».
«لقد كان تصورنا سرابا وأنت تدفع اليوم ثمن خطئنا، لانك كنت اكثر تمسكا بالحرية».
«كن قويا وأنت لم تكسر. فسجانوك هم المهزومون والمكسرون. لا تتحطم، لأن تحطمك سيكون تدمير لنا جميعا. والبطل الحي أفضل ألف مرة من الأبطال الراقدين (في القبر)».
July 15, 2005 11:03 AM