إيران: مقتل 9 قادة عسكريين موالين للرئيس في حادث طائرة
أميركا وأوروبا تهددان والبرادعي يعلن أن صبر المجتمع الدولي بدأ ينفد
لندن: علي نوري زاده
واجه الحرس الثوري في إيران، وخاصة القوات البرية، نكبة كبرى أمس بمقتل تسعة من كبار ضباطه في حادث تحطم طائرة في شمال غربي البلاد. وكشف مصدر عسكري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، النقاب عن ان الطائرة وهي من طراز فالكون كانت تقل 12 عسكريا على الأقل في طريقهم إلى مدينة أرومية لحضور اجتماع سري طارئ حول العراق. وأضافت مصادر أخرى أن من بين القادة عسكريين موالين للرئيس الإيراني أحمدي نجاد في صراعه مع أجنحة أخرى في الحرس الثوري تعارض سياسته الصدامية مع الولايات المتحدة وتصريحاته النارية ضد إسرائيل.
ومن القتلى الجنرال احمد كاظمي قائد القوات البرية في الحرس الثوري وقائد اجهزة الاستخبارات في القوات البرية الكومندان حنيف وكذلك الكومندان سعيد مهتدي المكلف فرقة محمد رسول الله. وأفادت تقارير بأن الطائرة انفجرت قبل سقوطها على بعد 12 كيلومترا شمال غربي أرومية. وبث التلفزيون الايراني مشاهد للطائرة المحطمة الى عدة اجزاء موزعة على عشرات الامتار في حقل بمحاذاة مساكن في احدى القرى.
وقال الناطق باسم الحرس الثوري ان «تحطم الطائرة ناجم عن سوء الاحوال الجوية ومشاكل فنية». وتقع منطقة ارومية الجبلية في محافظة اذربيجان الغربية قرب الحدود التركية وتسودها احوال جوية قاسية في هذا الموسم من السنة. وفي الوقت الذي أكدت فيه إيران أمس أنها ستستأنف أمس أبحاث الوقود النووي، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على لسان مديرها العام إن صبر المجتمع الدولي بدأ ينفد.
وحذرت ألمانيا من «عواقب»، ودعت واشنطن طهران الى الالتزام بتعهداتها وقف تخصيب اليورانيوم وإلا سيحال ملفها لمجلس الأمن. كما صدرت تحذيرات مماثلة من عدة دول اوروبية امس بهذا الشأن.
وقال محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمحطة «سكاي» التلفزيونية خلال مقابلة بثت أمس الاثنين «إنني افقد صبري، والمجتمع الدولي يفقد صبره. وأصبحت مصداقية عملية التحقق على المحك، وأود عند قدوم شهر مارس (آذار)، موعد تقريري المقبل، أن أكون قادرا على توضيح هذه القضايا». وأضاف «كل شخص يريد منا أن نوضح القضايا المتبقية، وكل شخص يريد أن يرى نظاما يطمئن المجتمع الدولي بأن البرنامج الإيراني هو للأغراض السلمية فقط. ولا يزال مع ذلك عدد من القضايا نبحث فيه».
وقالت أورسولا بلاسنيك، وزيرة خارجية النمسا، التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا، إن قرار إيران «الخطوة الخطأ في الاتجاه الخطأ ويسبب قلقا بالغا».
وفي واشنطن قال سكوت مكليلان، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الإيرانيين «لديهم تاريخ من إخفاء نشاطهم عن المجتمع الدولي وعدم التقيد بالالتزامات الدولية». وأضاف أن «المجتمع الدولي يود أن يوضح أنه إذا لم تنفذ إيران تعهداتها فإن الخطوة المقبلة ستكون الإحالة الى مجلس الأمن».
January 10, 2006 04:11 PM