إيران متحفظة حيال التشكيلة الوزارية العراقية الجديدة
مصادر أكدت فشل طهران في فرض مرشحيها على المالكي
لندن: علي نوري زاده
كشف مصدر قريب من القيادة العليا في ايران في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن مساعي السفارة الايرانية في بغداد وممثلي المرشد آية الله علي خامنئي في الساعات الاخيرة، ما قبل اعلان التشكيلة الوزارية الجديدة في العراق، لفرض اسماء على المالكي ومنع تسمية ما لا يقل عن ثلاثة مرشحين، ...
رغم ان اوساط المالكي سبق ان ابلغت الجهات الايرانية المعنية بالشأن العراقي، تمسك رئيس الوزراء المنتخب باسماء المرشحين الذين قد تم الاتفاق حول الحقائب المسندة اليهم، خلال المشاورات التي دارت بين زعماء القوائم البرلمانية والاحزاب والتنظيمات السياسية مع المالكي منذ تكليفه من قبل الرئيس العراقي جلال طالباني.
واوضح المصدر، ان القيادة الايرانية بدت منزعجة جدا من نقل وزير الداخلية في حكومة الجعفري، باقر جبر صولاغ من الداخلية، خاصة ان توصيات ممثليها في العراق الى مستشاري المالكي، وبعض الاحزاب الشيعية القريبة من ايران بتسليم حقيبة الداخلية الى الدكتور احمد الجلبي، قد اصطدمت برفض مباشر وصريح ليس من قبل القوائم السنية فحسب، بل من داخل الائتلاف الموحد، خاصة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بقيادة عبد العزيز الحكيم، الذي ينتمي اليه وزير الداخلية السابق، وزير المالية في حكومة المالكي باقر جبر صولاغ.
وعلمت «الشرق الأوسط» من المصدر الايراني، ان الجمهورية الاسلامية تعارض بقوة اسناد وزارة الدفاع الى اي عسكري عراقي سبق ان شارك في الحرب ضد ايران، والفيتو الايراني حيال شخصيات، مثل ثامر التكريتي ومشعان الجبوري وغيرهما، ممن وردت اسماؤهم ضمن فهرس مرشحي تولي وزارة الدفاع، ظل يطارد هؤلاء المرشحين كلما طرحت اسماؤهم بين الاطراف المشاركة في المباحثات السرية حول التشكيلة الوزارية. واشار المصدر القريب من القيادة العليا بطهران، الى ان معارضة النظام لمنح رئيس الوزراء العراقي الاسبق وزعيم القائمة العراقية الدكتور اياد علاوي أي مهمات أمنية لم يطرأ عليها أي تغيير، رغم ان اوساط رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني اوصت بدعوة علاوي لزيارة طهران، بغية اجراء مفاوضات معه، بيد ان علاوي ليس مستعدا للسفر الى ايران من دون ان يكون جدول مباحثات يشمل لقاء مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، اضافة الى رفسنجاني ووزير الخارجية منوشهر متقي، وليس الاجتماع بالعميد قاسم سليماني قائد فيلق القدس وبعض مسؤولي الاستخبارات، كما جاء في استمزاج غير رسمي من قبل مسؤول كبير في البعثة الدبلوماسية الايرانية في بغداد.
وموقف طهران حيال التشكيلة الوزارية المعلنة من قبل رئيس الوزراء العراقي، تراوح ما بين الترحيب ببعض الوزراء والتحفظ حيال البعض الآخر والمعارضة الشديدة لثلاثة من الوزراء، من بينهم وزير العدل هاشم الشبلي.
وحسب المصدر الايراني، فان اعلان اسم وزير الداخلية والدفاع من قبل المالكي خلال الايام القليلة المقبلة، سيكون له تأثير مباشر على سلبية او ايجابية الموقف النهائي لايران تجاه الحكومة العراقية الجديدة، بحيث ان تسليم وزارة الداخلية الى اي مرشح من خارج المرشحين الذين تعتبرهم طهران من ضمن الاصدقاء، ووزارة الدفاع الى جنرالات الجيش العراقي في زمن الحرب مع ايران، هو بمعنى ابعاد شبح النفوذ الايراني على الحكومة العراقية وهذا مرفوض ايرانيا، حسب قول المصدر.
May 21, 2006 01:39 AM