خامنئي أمر بترشيح سفيري إيران لدى بريطانيا وفرنسا من فوق رأس أحمدي نجاد
لندن وباريس توافقان على آهني وعطار
لندن: علي نوري زاده
وافقت كل من لندن وباريس بعد اسابيع من التردد والتحقيق على ترشيح رسول موحديان عطار وعلي آهني لرئاسة البعثتين الدبلوماسيتين الايرانيتين في بريطانيا وفرنسا في وقت واحد، ما فسرته الاوساط الحكومية في ايران كاشارة ايجابية عن تطور قريب في علاقات ايران مع الترويكا الاوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا).
ويأتي التعيينان الجديدان بعد موافقة المانيا على ترشيح محمد مهدي آخوند زاده باستي، احد المفاوضين الايرانيين مع الترويكا الاوروبية، سفيراً لايران لديها. وكان نائب وزير الخارجية الايراني مهدي مصطفاوي قد قال لوكالة الانباء شبه الحكومية (مهر) ان «علي آهني وموحديان عطار هما السفيران الجديدان في فرنسا وبريطانيا وسيتوجهان قريباً الى باريس ولندن».
ومن اللافت ان آهني وموحديان ينتميان الى مدرسة الاعتدال والبرغماتية، بحيث جرى ترشيحهما بأمر مباشر من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي، وفي تحد واضح للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي سبق ان وعد سفارتي باريس ولندن باثنين من مستشاريه من ضباط «البسيج».
ومنذ انتخابه رئيساً لايران في يونيو (حزيران) الماضي، كلف احمدي نجاد وزير خارجيته منوشهر متقي باقالة جميع السفراء الايرانيين من ذوي التوجهات الاصلاحية أو القريبة الى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. وكان أول ضحايا تطبيق تعليمات احمدي نجاد سفراء ايران في برلين ولندن وباريس، شمس الدين خارقاني والدكتور محمد حسين عادلي وصادق خرازي، ابن شقيق وزير الخارجية السابق كمال خرازي.
وكان صادق خرازي قد اعلن خلال الانتخابات الرئاسية دعمه لرفسنجاني. ودفع ثمناً باهظاً لاحقاً لموقفه عندما جرى استدعاؤه الى طهران بعد بضعة اسابيع من انتخاب احمدي نجاد، على رغم كونه، مثل عادلي، من انجح الدبلوماسيين الايرانيين ومن اكثرهم احتراماً في الاوساط الدبلوماسية الغربية. وعلاقة صادق خرازي العائلية مع المرشد الاعلى (شقيقة خرازي هي زوجة احد ابناء خامنئي) لم تحمه من استثنائه من قرار تصفية الكادر الدبلوماسي المعتدل.
ومنذ ذلك الحين، وكما هو معتاد في الوسط الدبلوماسي، استمزجت طهران رأي باريس ولندن حول مدى قبولهما بمرشحين راديكاليين من عناصر الحرس والبسيج لتولي منصب السفير لديهما. وفيما رفضت باريس ثلاثة من المرشحين، بدت متحفظة حيال ترشيح آهني، الذي كان سفيراً لديها خلال فترة رئاسة رفسنجاني، واصبح فيما بعد مساعداً لوزير الخارجية ومن ثم سفيراً في بلجيكا، مروراً بايطاليا. وبعد اتصالات على مستوى مساعدي وزارة خارجية البلدين، وافقت فرنسا ترشيح آهني الذي وقع خلال وجوده في فرنسا عدد من الاغتيالات لشخصيات معارضة ايرانية على ايدي عناصر الاستخبارات الايرانية.
وفيما يتعلق بالسفير الايراني الجديد في بريطانيا، رسول موحديان عطار، فهو ـ مثل آهني ـ دبلوماسي محنك وقد عمل سفيراً لايران في عدد من دول اوروبا الشرقية واميركا اللاتينية والامم المتحدة، بالاضافة الى مسؤولياته في الدائرة السياسية في وزراة الخارجية في دائرة اوروبا والولايات المتحدة.
June 6, 2006 12:57 AM