إيرانيون غاضبون من تخصيص ملايين الدولارات لمساعدة اللبنانيين
احتجاجات في مخيمات متضرري «بم» وبعض بلدات خوزستان
لندن: علي نوري زاده
أثار قرار القيادة الايرانية بمنح «حزب الله» مساعدة نقدية قدرها 500 مليون دولار بغية مساعدة الأسر المتضررة من العدوان الاسرائيلي على لبنان، موجة من الغضب والاستياء في ايران، لا سيما في محافظة خوزستان، حيث الآلاف من سكان المدن المدمرة في الحرب الايرانية ـ العراقية ممن لا يزالون بانتظار اعادة بناء قراهم ومدنهم والعودة الى بيوتهم، وفي منطقة «بم» التي دمر الزلزال قبل ثلاث سنوات ثلاثين ألف وحدة سكنية فيها.
وخلال اتصال مع شبكة القناة الاولى الفضائية الايرانية التي بثت تقريرا مصورا عن قيام عناصر «حزب الله» بتوزيع 12 الفا من الدولارات على متضرري حرب لبنان الاخيرة، طالب الدكتور مهران شهيدي احد مسؤولي مشروع اعادة بناء مدينة «بم» المدمرة وهو مشروع يموله عدد من رجال الأعمال الايرانيين المقيمين في الخارج، طالب الحكومة الايرانية بتخصيص خمس المبالغ التي قدمتها الى «حزب الله» من اموال الشعب الايراني لبناء ملاجئ للآلاف من اهالي بم لكي لا يقضون شتاءهم الثالث في الخيام.
وقال الدكتور شهيدي: اننا ندري جيدا بان السعودية وجارتها، قدمت او وضعت 400 مليون دولار تحت تصرف الحكومة الايرانية اضافة الى الملايين من الدولارات جاءت من مختلف البلدان.
الغربية والاسلامية بعد زلزال بم، ولا نعرف ماذا جرى لهذه الأموال، وما شاهدناه هو بيع الأدوية والمساعدات الانسانية مثل الخيام والاغذية المعلبة في شوارع طهران من قبل البعض.
وقالت مصادر مطلعة، ان مظاهرات عفوية اندلعت في مراكز اسكان متضرري زلزال بم وفي بعض بلدات خوزستان بعد صلاة الجمعة، حيث اطلق الاهالي شعارات منددة بـ«حزب الله» والحكومة، ومطالبة ببناء بيوتهم المدمرة بدلا من التدخل في شؤون لبنان.
واستنادا الى مصدر في مكتب مرشد النظام على خامنئي، فان المرشد قد اصدر اوامر الى حكومة أحمدي نجاد بارسال مساعدات نقدية فورية الى «حزب الله» والدفعة الاولى من هذه المساعدات التي بلغت 150 مليون دولار قد تم تسليمها الى هيئة اغاثة شكلها الحزب، وتضم الى جانب مسؤولي «حزب الله» مراقب ايراني اضافة الى السفير الايراني محمد رضا شيباني في بيروت وسفير ايران في سورية الشيخ محمد حسن اختري.
وكشف رضا عادلي الضابط السابق في الحرس الذي عمل في لبنان ضمن فريق مدربي الحرس، ان كميات هائلة من الاسلحة، من ضمنها صواريخ متطورة من نوع نازعات و«شاهين» و«حديد» و«آرش» وصلت الى دمشق خلال الاسابيع الثلاثة الأخيرة بانتظار نقلها الى لبنان. علما بان الحرس الثوري شكل لجنة طارئة للشؤون اللوجستية في دمشق، فهي مسؤولة عن تأمين حاجات «حزب الله» العسكرية. الى ذلك، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الايرانية ان بلاده تعد برنامج مساعدات لاعادة اعمار المناطق المدمرة في لبنان. وقال حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي امس «الحكومة تدرس شكل المساعدة وسبل ايصال تلك المساعدة الى لبنان». واضاف «لا نقول اننا لن نقدم المساعدات للبنانيين في المستقبل... حتى الان لم يتقرر شيء بعد». ورفض اصفي بعض التقارير التي افادت بان ايران مولت بالفعل خطة حزب الله. وقال «حزب الله» هيئة مشروعة ولديها مواردها الخاصة وتأييدها الشعبي».
وتحاول الولايات المتحدة، التي تشعر بالقلق من أن يصبح لـ«حزب الله» السبق في جهود اعادة اعمار جنوب لبنان، الاسراع في وصول المساعدات وتشجع الدول العربية على التدخل سريعا لاعادة اعمار لبنان. ومن المقرر عقد مؤتمر للمانحين لجمع مساعدات انسانية في 31 اغسطس (اب) الجاري في ستوكهولم. وقد يعقد اجتماع لاحق للتعامل مباشرة مع اصلاح البنية التحتية اللبنانية المدمرة.
August 20, 2006 11:29 PM