منوشهر محمدي هرب من إيران بعد مقتل شقيقه في سجن «إيفين»
إطلاق سراح الفيلسوف جهانبغلو مؤقتا وصدور التعليمات بإعدام ستة من الشبان العرب في خوزستان
لندن: علي نوري زاده
أعلن مسؤول العلاقات العامة في منظمة السجون الايرانية «صادقي» عن اطلاق سراح المفكر والفيلسوف الايراني البارز الدكتور أمين جهانبغلو من سجن ايفين الشهير، حيث قضى اربعة اشهر في زنزانة 209 التابعة لوزارة الاستخبارات باتهام الضلوع في مخطط لقلب نظام الحكم عن طريق ثورة «مخملية». وأوضح صادقي أن الافراج عن جهانبغلو تم بموجب قرار صادر عن محكمة الثورة وبضمان مالي لم يحدد قيمته.
وقد اثار خبر الافراج عن جهانبغلو موجة من الاشاعات، وبينما استقبلت أسرة المفكر الايراني والوسط الثقافي الخبر بارتياح بالغ، رأى نائب اصلاحي طالب بعدم الافصاح عن اسمه، ان الحكومة، التي تدرك جيدا انها ستواجه خلال الايام المقبلة تحديات خطيرة سواء في مجلس الامن او داخل البلاد، حيث هناك تمرد متصاعد في بلوشستان وكردستان وخوزستان، قررت اطلاق سراح جهانبغلو، للتخفيف من حدة الضغوط والانتقادات الموجهة ضدها بسبب ملفها في مجال حقوق الانسان.
وكان وزير الاستخبارات الايراني محسني اجه ئي زعم قبل اسبوعين بأن جهانبغلو قد اعترف في شريط تلفزيوني بدوره في مخطط لقلب نظام الحكم عبر العصيان المدني، وربط اجه ئي بين جهانبغلو واجهزة الاستخبارات الغربية، كما سمح بأن يتم بث اعترافاته عبر شاشة التلفزيون.
وعلمت «الشرق الأوسط» بأن اعترافات جانبغلو التي اخذت منه تحت التعذيب، شملت مطالب متناقضة، واثارت احتجاج رئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي وبعض اعضاء مجلس الثورة الثقافية ممن شاهدوا شريط الاعترافات في جلسة طارئة للمجلس في الشهر الماضي.
ونقل مصدر في المجلس عن آية الله هاشمي شاهرودي قوله بأن الشريط سيضر بالنظام بدلا من ان ينال من مكانة جهانبغلو بين المثقفين والطلبة. وفي لقاء مع المرشد علي خامنئي طالب هاشمي شاهرودي بالافراج الفوري عن جهانبغلو الذي لعب دورا ايجابيا خلال السنوات الماضية في تثقيف الطلبة في الجامعات والمعاهد العلمية في طهران.
وجاء قرار الافراج عن جهانبغلو بالتزامن مع توجيه تعليمات من قبل وزير الاستخبارات الى محافظ خوزستان الجنرال أمير حياتي، بالاسراع في اعدام ستة من الشبان العرب الايرانيين الذين اعتقلتهم سلطات الامن قبل ستة اشهر ووجهت اليهم تهمة الضلوع في عمليات «ارهابية» استهدفت بعض المباني العامة في مدينة اهواز. وقد نفى «حزب التضامن الاهوازي» اكبر تنظيم سياسي للعرب الايرانيين والذي يزاول نشاطه سرا ويعارض بشدة الكفاح المسلح، مزاعم اجهزة الامن حول تورط الشبان العرب الستة في انشطة ارهابية.
الى ذلك، فإن منوشهر محمدي، احد قادة الحركة الطلابية في ايران الذي قضى اكثر من ست سنوات في السجن حيث توفي شقيقه اكبر قبل اربعة اسابيع، قد هرب من ايران خلال اجازة قصيرة منحته اياها سلطات السجن لمراجعة الطبيب. وقد وصل منوشهر محمدي الى تركيا، وأكد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» انه غادر ايران بعد ان علم بأن هناك مخططا لقتله بعد ان قتلوا شقيقه اكبر.
August 31, 2006 12:31 AM