ازدواجية في خطاب طهران مع تنامي القلق من التحركات الأميركية
لندن: علي نوري زاده
قبل بضعة اسابيع وفي لقاء خاص بين الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي ومرشد النظام آية الله علي خامنئي، اعرب خاتمي بصراحة عن قلقه حيال تدني مستوى العلاقات بين ايران والدول العربية، لا سيما السعودية ومصر والاردن، نتيجة السياسات غير الشفافة والدعاية الفاشلة بحيث قضت هذه السياسة على الانجازات الكبيرة التي حققتها حكومته بإزالة التوتر في العلاقات مع الدول العربية الكبرى واعادة الثقة بين العواصم الخليجية وطهران وقيام علاقات متميزة مع الرياض.
ورغم تحذيرات خاتمي وإشارات مساعده السابق محمد علي أبطحي في موقعه الالكتروني «وب نوشت» الى مخاطر السياسة التي تبنتها حكومة احمدي نجاد حيال الدول العربية الصديقة، والتوصل الى خيار التحدي بلا أي مبرر تجاه السعودية ومصر والاردن والحكومة اللبنانية، إلا ان انضمام اجهزة الدعاية القريبة من المرشد الى الصحف التابعة للحكومة، فضلا عن المواقع الالكترونية الراديكالية مثل «أنصار نيوز» التابع لأنصار حزب الله، كان يدل على ان هناك استراتيجية جديدة قررت القيادة العليا انتهاجها حيال الدول العربية، وحينما كتب حسين شريعة مداري ممثل المرشد ومدير صحيفة «كيهان» يوم الاربعاء الماضي مقالا مليئا بالتهجم على السعودية، بدا ان هناك تعليمات قد صدرت وإلا لما كان شريعة مداري يجرؤ على تجاوز الخطوط الحمراء. والسؤال الذي طرحه احد مستشاري خاتمي في اجتماع للاصلاحيين كان يعكس مدى حيرة الاصلاحيين حيال المواقف المتناقضة، بحيث قال مستشار خاتمي السابق: هل عزل المرشد ممثله حسين شريعة مداري؟ وان لم يعزله فكيف يوفد ممثله الثاني علي لاريجاني في مهمة قيل عنها انها لطلب مساعدة السعودية (تم نفي كل ما له علاقة بالمساعدة) لانقاذ بلاده من كارثة متوقعة وذلك بعد يومين من حملات حسين شريعة مداري ضد المملكة والدول الخليجية؟
ويشير مصدر ايراني الى القلق المتصاعد لدى خامنئي ازاء تحركات الولايات المتحدة الاخيرة في المنطقة، خصوصا وصول السفن الحربية الجديدة، وحتى زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس للمنطقة. بينما التيار المتحالف مع أحمدي نجاد يعتبر ان هناك حلفاً جديداً يتم قيامه بإخراج أميركي ضد إيران، وعلى إيران التوصل إلى خيار التحدي وذلك بتصعيد حملاتها الدعائية وتعزيز قدراتها الدفاعية وتعبئة حلفائها من «جيش المهدي» و«فيلق بدر» إلى «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي» في فلسطين اضافة الى توسيع نطاق تعاون اجهزتها الأمنية والعسكرية مع التنظيمات الراديكالية السنية المعادية لأميركا في العراق وافغانستان.
وكشف موقع الكتروني قريب من الطلبة المناهضين لأحمدي نجاد، ان فيلق القدس يقوم حالياً بتدريب المئات من الطلبة البسيجيين (الحرس الثوري) لارسالهم الى العراق، بينما جرت أخيرا مناورات لوحدات المتطوعين الاستشهاديين في صحراء مدينة قم. وكان موقع «مهر» الالكتروني القريب من منظمة الدعاية الاسلامية قد نشر في الأسبوع الماضي مقالاً تحت عنوان «حلف بغداد جديد في مواجهة الشيعة» الذي كتبه باسم حسن زاده.. ومما جاء في المقال: «بعد سقوط الديكتاتور العراقي المعدوم أصبح الهاجس الشيعي يراود بعض الأنظمة العربية».
وزعم ان بعض الدول العربية «تدعم الإرهابيين العرب لإبادة الشيعة».
وقال انه «لا نوري المالكي هو نوري السعيد، ولا إيران هي إيران العهد الملكي الفاسد، ولا الشيعة هم شيعة العراق إبان حكم الطاغية صدام، وحلف بغداد الجديد لمواجهة الشيعة لن يرى النور ان شاء الله».
January 20, 2007 01:00 AM