طهران قلقة من استمرار اعتقال ضباط فيلق القدس في العراق خوفا على معلوماتها الاستخباراتية
مسؤول إيراني يحذر من جدية التهديدات الأميركية
لندن: علي نوري زاده
يشتهر اللواء محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني، بصراحته التي كلفته كثيراً خلال سنوات عمله سواء على رأس الحرس الثوري أو في مهامه السياسي. وبسبب هذه الصراحة يتلقى الشارع الإيراني تصريحاته بكثير من الاهتمام، ومن ضمنها تحذيراته التي وجهها إلى القيادة الإيرانية حول جدية خطر تعرض إيران لهجوم عسكري أميركي شامل...
ففي مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإيراني، قال رضائي إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ مخطط واضح وصريح ضد إيران منذ حوالي ستة أشهر، وتوقع أن تشهد الساحة مؤشرات الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي تهدف إلى حل أزمة الشرق الأوسط ومشكلة فلسطين وضرب نفوذ إيران.
واعتبر رضائي، الذي نال شهادة الدكتوراه قبل ثلاث سنوات في الاقتصاد والعلاقات الدولية من جامعة طهران، استراتيجية جورج بوش الجديدة بأنها قائمة على أساس «لا شيء أو كل شيء»، بحيث تعتقد الإدارة الأميركية أن الهزيمة في العراق قد تكون نهاية الإمبراطورية الأميركية، ولذا فإنها وبكل قوتها ستسعى إلى تحقيق الانتصار في العراق، ومن ثم حلحلة الأوضاع في لبنان وفلسطين. وأشار إلى أن إيران تعد عائقاً حيال الاستراتيجية الأميركية مما جعلها هدفاً رئيسياً لإستراتيجية واشنطن الجديدة.
من جانب آخر، فإن اعتقال خمسة من كبار مسؤولي استخبارات الحرس وقياديا بارزا في فيلق القدس بأربيل شمال العراق من قبل القوات الأميركية، هو عامل آخر يزيد من قلق المسؤولين بطهران لا سيما قيادة الحرس الثوري وفيلق القدس، حيث كشف مصدر قريب من العميد قاسم سليماني قائد فيلق القدس لـ«الشرق الأوسط» أن المعتقلين يملكون معلومات خطيرة عن شبكات الحرس وفيلق القدس وعملاء الاستخبارات الإيرانية والمتعاونين معهم من العراقيين، وكل يوم يزيد من فترة اعتقالهم سيزيد من قلق الأجهزة الاستخباراتية العسكرية وغير العسكرية الايرانية. وأشار المصدر إلى أن اعتقال اثنين من ضباط فيلق القدس قبل ثلاثة أسابيع في أحد مقرات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، قاد الأميركيين إلى مقر مكتب «إطلاعات ايران» في عاصمة كردستان.
في هذه الأجواء، توجه علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي إلى دمشق بعد أسبوع من زيارته السعودية. وقالت مصادر مطلعة إن لاريجاني حمل معه إلى دمشق جوانب من القلق الذي يساور القيادة الإيرانية حيال الأخبار الصادرة أخيرا عن اتصالات سرية بين إسرائيل وسورية من جهة، ودمشق ولندن وواشنطن من جهة أخرى، بحيث يطالب الشريك الاستراتيجي لسورية، بردود شفافة وصريحة حيال ما يقال عن إمكانية خروج دمشق من «زواج المتعة» الذي يربطها بطهران فور حصولها على «زواج مصلحة» يضمن لها امتيازات سياسية واقتصادية من واشنطن والاتحاد الأوروبي.
إن ما أثاره رضائي في حديثه المتلفز الذي، لم يبث كاملاً وفقاً لتقرير بموقعه الالكتروني لأسباب لم يوضحها التقرير، هو انعكاس للقلق الذي يساور من يطلق عليهم في الوسط السياسي بإيران «البراغماتيون» الذين يتصدرهم رفسنجاني وحليفه الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي. ويسود هذا القلق في الوقت الذي تمر فيه البلاد بوضع اقتصادي يعاني من الأزمات. ويتهم البعض الرئيس محمود أحمدي نجاد بأن سياسته الاقتصادية تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الشهرين الماضيين بشكل جنوني حيث بلغ سعر كيلو الطماطم مثلاً في نهاية الأسبوع الماضي 3000 تومان بعد أن كان 400 تومان في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بينما بلغ سعر خبز سنغك الشعبي مائة تومان، كما أن معدل التضخم وفقاً للبنك المركزي تجاوز 14.5 في المائة. غير أن خبير اقتصاد بارزا قال لـ«الشرق الأوسط» إن المعدل الحقيقي للتضخم هو فوق العشرين في المائة. أما البطالة فوصل معدلها إلى 22 في المائة من الأيدي العاملة أي أن 5.2 مليون إيراني بلا عمل، فيما يعيش 9 ملايين شخصٍ تحت خط الفقر باعتراف مساعد وزير المال. والخلاف بين أحمدي نجاد ومجموعته مع البراغماتيين، والذي بدأ حتى قبل تسلم أحمدي نجاد الرئاسة، اتسع نطاقه في الوقت الحاضر، إذ أن العديد من النواب المتشددين والمحافظين الجدد، لا يخفون استياءهم من سياسات الرئيس وخطابه المتشنج الذي كان العامل الرئيسي وراء حصول اتفاق في مجلس الأمن ضد إيران. وشهد البرلمان أخيراً مواجهة قاسية بين أحد أبرز النواب الأصوليين وهو إلياس نادران، ومساعد أحمدي نجاد ورئيس منظمة التراث القومي والسياحة رحيم مشائي عقب نشر موقع «إيران نيوز» شريطا عن زيارة مشائي لتركيا بغية حضور اجتماع لمسؤولي السياحة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي، ظهر فيه مشائي وهو يتفرج على راقصة ومغنية تركية تعرض فنها على المشاركين في الاجتماع. وقد اتهم نادران مشائي والحكومة بالنفاق مطالبا الرئيس الإيراني بأن يكون «صادقا وشفافا». يضاف إلى ذلك أن احمدي نجاد خسر الجزء الأكبر من رصيده الشعبي نتيجة تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي رغم ارتفاع أسعار النفط وبلوغ عائدات الحكومة ثلاثة أضعاف عائدات حكومة خاتمي.
وفي الأسبوع الماضي، وجه احمدي نجاد هجوما عنيفا على وسائل الإعلام، وذلك رغم أن آخر صحيفة مستقلة «شرق» تم توقيفها بأمر وزير الإرشاد الجنرال حسين صفار هرندي قبل تسعة أشهر. وهناك ثلاث صحف هيٍ «همشهري» الأكثر توزيعا والتابعة لبلدية طهران، و«اعتماد ملي» لسان حال حزب مهدي كروبي رئيس البرلمان السابق، و«كاركزاران» لسان حال تنظيم كوادر الإعمار القريب من رفسنجاني، تضطر إلى مراعاة الخطوط الحمراء تفاديا لإغلاقها. وشكوى احمدي نجاد كانت في الواقع موجهة إلى الصحف التي كانت حتى ماضٍ قريبٍ متحمسة جدا للرئيس وشعاراته، مثل صحيفة «جمهوري إسلامي» المتشددة وصحيفة «رسالت» لسان حال المحافظين التقليديين.
الصفحة الرئيســية
English
الاولـــــى
اخبــــــار
أولــــــى 2
اقتصــــاد
مصرفية أسلامية
ملحق عالـم الرياضة
الــــــرأي
تقنية المعلومات
بريـد القــراء
محليات (سعودية)
يوميات الشرق
كـاركـاتيــر
الادارة والتحرير
January 23, 2007 08:31 AM