هجوم انتحاري في بلوشستان يوقع 11 قتيلا بالحرس الثوري
زعيم «جند الله»: العملية انتقام لمقتل مساعدين
لندن: علي نوري زادة
اعلن عبد الملك ريغي، زعيم تنظيم يسمي نفسه «حركة المقاومة الشعبية» (جند الله سابقا) أن رجاله نفذوا عملية تفجير حافلة خارج زهدان، عاصمة إقليم بلوشستان، قتل فيها11 من الحرس الثوري الإيراني وأصيب 31 أمس، وقال إنها جاءت انتقاما لمقتل عبد الحميد سرافاني احد مساعديه، وجرح عامر ناهوغي احد قادة الجناح العسكري لتنظيمه.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن سيارة مفخخة فجرت حافلة مملوكة للحرس الثوري.وذكرت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية أن جماعة جند الله، أعلنت مسؤوليتها عن الحادث. وأنحي على الجماعة باللائمة في ما سبق في جرائم خطف وقتل في المنطقة.
اعتقال 5 مشتبهين وزعيم التنظيم يعلن أن العملية جاءت انتقاما لمقتل أحد معاونيه وإصابة قائد الجناح العسكري
لندن: علي نوري زادة
تبنت جماعة «جند الله» المسلحة عملية تفجير حافلة جنوب شرق إيران أمس أدت الى مقتل 11 من عناصر الحرس الثوري الإيراني وإصابة 31 آخرين. وبعد دقائق من وقوع التفجير، اعتقلت السلطات الإيرانية 5 مشتبه في تورطهم بالتفجير، ولكن لم تظهر المزيد من التفاصيل حول هوية المعتقلين. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية (ارنا) عن الحاكم الإقليمي حسن علي نوري قوله إن 11 من أفراد الحرس الثوري قتلوا وأصيب 31 آخرون في الانفجار الذي وقع في مدينة زاهدان باقليم سستان ـ بلوشستان الواقع على الحدود مع افغانستان وباكستان. وقال الحاكم أن أحد الضالعين في الانفجار قتل في الحادث، مشيراً الى أنه قد يكون إجمالي عدد القتلى 12 لكنه لم يصرح بهذا. وكانت وكالة "ارنا" قد ذكرت في وقت سابق أن 18 ايرانياً قتلوا فيما ذكرت الاذاعة والتلفزيون الحكوميان أن العدد هو 11 قتيلاً. وأعلن مدير عام الشؤون السياسية في محافظة سيستان وبلوشستان عن اعتقال خمسة متهمين في انفجار زاهدان. وأضاف سلطان علي لـ«ارنا»: اثر وقوع انفجار قنبلة في طريق باص في شارع ثار الله في مدينة زاهدان تم اعتقال اثنين من العناصر الإرهابية علي يد ابناء المدينه وقوات الامن». وأضاف انه كان في حوزه المعتلقين عدة قنابل يدوية وكاميرا للتصوير، موضحا انه تم اعتقال ثلاثة آخرين بعد دقائق من الاعتقالات الأولى. وقال عبد الملك ريغي، زعيم تنظيم يسمي نفسه «حركة المقاومة الشعبية» (جند الله سابقا) إن رجاله نفذوا العملية خارج زهدان عاصمة اقليم بلوشستان التي أشار الى انها جاءت انتقاما لمقتل عبد الحميد سرافاني احد مساعديه وجرح عامر ناهوغي احد قادة الجناح العسكري لتنظيمه. وكان ريغي الذي لا يتجاوز عمره 25 عاما يرد على تساؤلات القناة الأولى الفضائية الفارسية. وقال ان حركته التي انطلقت من اجل الدفاع عن حقوق اهل السنة والبلوش «تناضل اليوم ليس في سبيل الدفاع عن اهل السنة فحسب، بل من اجل إنقاذ ايران من كارثة». ونفى ما تردد عن علاقته بطالبان والقاعدة، مشيرا الى ان نهجه يعارض الطروحات الراديكالية، سنية كانت أم شيعية.
ووجه ريغي نداء الى العالم الإسلامي للتحرك السريع من اجل إبعاد كابوس الحرب عن إيران والمنطقة.
ومن جانب آخر وصف الدكتور غلام رضا حسين بر، احد مؤسسي الجبهة البلوشية المتحدة ومن مستشاري الحركة الدستورية في ايران، ريغي بأنه شاب عانى كثيرا مثل بقية الشبان البلوش وأهل السنة.
وحول تفاصيل التفجير قالت وكالة «ارنا» إن القنبلة كانت مخبأة في سيارة وانفجرت أثناء مرور الحافلة التابعة لوحدة تنقل العاملين بالحرس الثوري. وذكرت وكالة أنباء «فارس» أن أربعة أشخاص كانوا في السيارة التي بدى أنها معطلة على الطريق، وعندما اقتربت الحافلة فر الأربعة على دراجات نارية كانت متوقفة في مكان قريب وانفجرت السيارة. وأضافت الوكالة: «أعلنت جماعة اسمها «جند الله»، تحت قيادة عبد الملك ريغي، مسؤوليتها عن هذا العمل الإرهابي. وكان مسؤولون ايرانيون قالوا في السابق إن ريغي قائد خلية تابعة لتنظيم «القاعدة» في ايران. وقد وجهت السلطات الإيرانية اتهامات الى جماعة «جند الله» باللائمة في الماضي في جرائم خطف وقتل في المنطقة.
ودعا المدعي العام الإيراني، آية الله قربان علي دري نجف آبادي، أمس الى «التصدي الحازم والفوري لمنفذي العلمية الارهابية». وطالب المدعي العام مسؤولي الشؤون الأمنية والقضائية في محافظة زاهدان بمتابعة هذا الموضوع بحزم واعتقال العناصر التي تمس بالأمن في البلاد. وأشار دري نجف أبادي الي العمليات الإرهابية لـ«العناصر السيئة» في المنطقة، واصفاً عملية أمس والعمليات السابقة بأنها «نماذج للقائمة السوداء لأيادي الاستكبار العالمي». وأضاف في تصريحات نقلتها «ارنا» ان العمليات الأخيرة هي «تصرفات ارهابية لعملاء يعملون لصالح اعداء الإسلام والاستكبار العالمي». وسارع رجال دين الى حث الإيرانيين وأغلبيتهم من الشيعة على عدم القاء اللائمة في الحادث على السنة. وتتوخى ايران الحذر بشأن أي شيء قد يثير توتراً طائفياً في البلاد التي يمثل فيها السنة نحو 9 في المائة من سكانها البالغ عددهم 70 مليون نسمة.
وقال عباس علي سليماني، ممثل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في المنطقة: «يجب مواجهة هذه الجريمة بصبر ووعي وواقعية مثل كل الحوادث الأخرى، وأن يفصلوا قضية بضعة متمردين من السنة، وحتى إن كانوا (المهاجمون) من السنة، لأن إخواننا السنة أبرياء من هذه الجرائم». وأضاف سليماني في تصريحات نقلتها عنه «ارنا» أن «أعداء» عبروا الى ايران لتنفيذ الهجوم.
وشهدت محافظة سيستان ـ بلوشستان خلال الأشهر الماضية عدداً من الهجمات وعمليات الخطف التي نسبت الى جماعة «جند الله». وقامت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) 2005 بخطف تسعة جنود قرب الحدود مع باكستان، وأفرجت في ما بعد عن ثمانية منهم وقتلت التاسع. وفي مارس (آذار) 2006 قتلت الجماعة 22 شخصاً كانوا يعبرون في سيارات على مقربة من الحدود مع باكستان. وفي مايو (ايار) من السنة ذاتها، قتلت 12 شخصاً كانوا يعبرون في اربع سيارات في محافظة كرمان (جنوب شرق) المجاورة لسيستان ـ بلوشستان.
وقامت السلطات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بإعدام ستة من عناصر جند الله في مدينتي زهدان وايرانشهر جنوب شرق ايران.
وتضم محافظة سيستان ـ بلوشستان التي ينشط فيها تهريب المخدرات، أقلية سنية كبرى. وتتهم السلطات الإيرانية على الدوام بريطانيا والولايات المتحدة بمساندة المتمردين الذين ينتمون الى اقليات إثنية في المحافظات الإيرانية الحدودية سواء في سيستان ـ بلوشستان أو في خوزستان وكردستان المحاذيتين للعراق واللتين تضمان اقليتين عربية وكردية على التوالي.
وأعدم أكثر من سبعة أشخاص في الأشهر الماضية في الأهواز لاتهامهم بالضلوع في عدد من الاعتداءات وقعت في يناير (كانون الثاني) 2006 وأسفرت عن سقوط ثمانية قتلى و45 جريحا.
February 15, 2007 01:44 AM