مساعد وزير الدفاع الإيراني السابق هرب وثائق وخرائط خارج بلاده
مسؤول أميركي يؤكد تعاونه مع الاستخبارات الغربية
لندن: علي نوري زاده
بينما يواصل مساعد وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا عسكري صمته منذ اختفائه يوم 7 فبراير (شباط) الماضي، ولجوئه الى الولايات المتحدة، اكد مصدر مقرب من عسكري، انه هرب معه وثائق وخرائط عسكرية واستخباراتية مهمة. ووصف المصدر، وهو احد زملاء عسكري، وطلب عدم كشف هويته، لجوء عسكري الى الولايات المتحدة بأنه ضربة قاضية لمؤسسة الحرس الثوري واستخباراتها، اذ كان قائد الحرس الثوري في لبنان في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، بالاضافة الى منظمة الصناعات العسكرية حيث كان عسكري يتولى مسؤولية مهمة قبل تعيينه مساعداً لوزير الدفاع في حكومة الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي.
واشار المصدر الى ان عسكري قد حمل معه الى جانب ما يحافظ عليه في ذاكرته، وثائق وخرائط عسكرية واستخباراتية عن المؤسسة العسكرية وعلاقات الحرس الثوري مع حزب الله والجهاد الاسلامي في فلسطين وجيش المهدي ومنظمة بدر (فيلق بدر سابقاً) التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. واضاف ان لديه وثائق عن مشاريع ايران العسكرية الكبرى مثل مشروع الصواريخ البالستية، وفضلا عن ذلك فانه يعرف اسرار وخفايا الخطط الاستراتيجية الايرانية حين حصول المواجهة المحتملة مع الولايات المتحدة. وعلمت «الشرق الاوسط» بأن عسكري اوصل رغبته في اللجوء الى جهة غربية قبل مغادرته ايران بعدة اسابيع، ما جعل لجوءه سهلا. ونظمت الجهة المذكورة عملية نقله بسرعة من فندقه، حيث نزل عقب وصوله الى اسطنبول الى مقر آمن قد توجه منه بعد تزويده بجواز سفر تحت اسم مستعار الى خارج تركيا. ومن جهة آخرى، اكد مسؤول اميركي رفيع المستوى ان مساعد وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا عسكري، الذي اختفى في تركيا يقدم معلومات لاجهزة الاستخبارات الغربية عن حزب الله اللبناني وعن علاقة ايران به، وهو ما كشفت عنه «الشرق الاوسط» قبل يومين. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن المسؤول الاميركي اول من أمس ان عسكري راغب في التعاون.
وامتنع المسؤول الاميركي عن الخوض في تفاصيل ترك عسكري لبلاده وكيفية اتصاله باجهزة الاستخبارات الغربية. وبينما رفض الافصاح عن هوية المسؤولين، الذين يستجوبون عسكري، قال ان «المعلومات التي يزودها (عسكري) متاحة كلياً للاستخبارات الاميركية»، حسب «واشنطن بوست». وكانت ايران قد لمحت الى ان الاستخبارات الغربية اختطفت أصغري. ونسبت وكالة انباء ايرانية (ارنا) الى قائد الشرطة في ايران قوله الثلاثاء الماضي، ان اجهزة مخابرات غربية ربما تكون اختطفته.
وحرصت اسرائيل على التأكيد على انها غير متورطة بقضة عسكري. ونفى وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس تورط جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) في اختفاء عسكري أول من أمس، في اول تصريح من مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى على الموضوع. ونقلت الاذاعة الرسمية عن بيرتس تأكيده ان «كل المعلومات التي تتحدث عن تورط الموساد في هذه القضية لا اساس لها. ونحن لا نقوم بهذا النوع من العمليات».
وكان الرئيس السابق للموساد والنائب في حزب العمل داني ياتوم، قد رجح أول من أمس، ان الجنرال الايراني فر الى الغرب على الارجح، وربما الى الولايات المتحدة. وقالت «واشنطن بوست» ان مسؤولا أميركيا اخر نفى تقريراً نشر في صحيفة اسرائيلية جاء فيه أن أصغري موجود في الولايات المتحدة، ولمح التقرير الى ان اسرائيل لعبت دورا في ترتيب عملية اختفائه. وذكرت الصحيفة الاميركية، ان ممثلا لمجلس الامن القومي في البيت الابيض الاميركي لم يرد على اتصال هاتفي للتعليق. ونقلت الصحيفة عن مارك ريجيف الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية قوله، «لعلمي اسرائيل غير متورطة بأي حال في هذا الاختفاء». وترفض وزارة الخارجية الاميركية بدورها التعليق على القضية.
March 9, 2007 02:23 AM