اختفاء ضابط كبير من «فيلق القدس» في العراق
انقطاع الاتصال به منذ 3 أسابيع
لندن: علي نوري زاده
علمت «الشرق الأوسط» بأن مساعي وزارة الاستخبارات الإيرانية للكشف عن مصير ممثلها جلال شرفي، الذي اختطف في الشهر الماضي من قبل عناصر من وزارة الدفاع العراقية، مدعومين من قبل عسكريين أميركيين أمام المكتب المؤقت للبنك الوطني الإيراني، لم تسفر عن أي نتيجة، مثلما لم تهتد تحريات الحرس الثوري وفيلق القدس عن رجالها المختفين في العراق طيلة الأسابيع الأخيرة.
وبناءً على تصريحات مسؤول بالقيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية، فإن احتمال اعتقال ثمانية من ضباط الحرس وفيلق القدس وخمسة من عناصر وزارة الاستخبارات من قبل القوات الأمريكية «احتمال قائم»، إذ ليس هناك أي دليل عن هروبهم عند الجهات المعنية. ومن الضباط الذين اختفى اثرهم العقيد أمير محمد (محسن) شيرازي من كبار ضباط فيلق القدس، الذي انقطع الاتصال بينه وبين مقر النصر المسؤول عن شؤون العراق منذ ثلاثة أسابيع. من جهة أخرى، أصدرت المحكمة العسكرية في طهران حكماً بإعدام عسكري برتبة عقيد من مسؤولي الركن الثاني (الاستخبارات العسكرية) في القيادة العامة للقوات المسلحة عقب عودته من العراق الأسبوع الماضي. وافادت مصادر ايرانية بأن العقيد اعتقل عقب عودته من العراق، حيث زاره عدة مرات مكلفاً تنفيذ مهمات أمنية. ووفقاً لقائمة الاتهامات الموجهة إلى الضابط الايراني، فإنه متهم بالتعاون مع القوات الأميركية وتزويدها بمعلومات عن أماكن وجود وتردد عناصر الحرس وفيلق القدس والاستخبارات في العراق، إضافة الى نقل وثائق وخرائط وصور عن المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية إلى أحد مقرات الاستخبارات العسكرية الأميركية في مطار بغداد.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة لجأ العشرات من رجال الحرس والاستخبارات الى القوات الاميركية في العراق.
غير ان المعلومات التي أوردها الضباط الايرانيون الخمسة المعتقلون في أربيل تعتبر من حيث الأهمية معلومات في غاية سرية التي ساعدت القوات الاميركية على اعتقال مزيد من رجال الحرس وفيلق القدس في العراق.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر عسكري ايراني، أن الصليب الأحمر الدولي أبلغت أسر العسكريين الايرانيين الخمسة الذين اعتقلتهم القوات الاميركية قبل شهرين بأنهم بحالة صحية جيدة، ولم يتعرضوا لأي تعذيب أو ضغوط في السجن، نافية بذلك التصريحات والتقارير الصادرة عن الحكومة الايرانية، التي زعمت بتعرض العميد تيشذري مسؤول استخبارات فيلق القدس في العراق ومساعديه الاربعة لتعذيب قاس واحتمال نقلهم إلى مكان خارج العراق.
من جهة أخرى، نفى المصدر الإيراني صحة تقارير حكومية ايرانية تفيد بأن مساعد وزير الدفاع الايراني السابق العميد علي رضا عسكري عذب، إذ قال: «ليس لدى الجهات المعنية بملف عسكري أي خبر جديد عما حصل له». واعتبر ان ما أورده مسؤول في وزارة الدفاع الايرانية لوكالة «فارس» شبه الرسمية، حول نقل عسكري إلى معتقل أميركي وتعرضه للتعذيب يدخل في إطار «الحملة الدعائية التي تهدف إلى التقليل من شأن هروب عسكري أولاً، ومن ثم منع عسكريين آخرين قد يفكرون في اللجوء إلى الخارج من اتباع خطوات عسكري».
March 14, 2007 12:12 PM