مصدر: طهران تريد مقايضتهم بضباطها المحتجزين في العراق
إيران تحتجز 15 من جنود البحرية البريطانية
لندن: علي نوري زادة
فيما اعتقلت سفن ايرانية 15 من عناصر القوات البحرية البريطانية كانوا يقومون بعملية تفتيش لسفينة تجارية في المياه الاقليمية العراقية أمس، اتهم مسؤول عسكري بريطاني كبير ايران بتمويل الهجمات في العراق. وقالت الحكومة البريطانية في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، امس، إنها تطالب «بالعودة الفورية لعناصرها سالمين مع معداتهم»، مشيرا الى انطلاق مباحثات «عاجلة» مع السلطات العليا الايرانية بهذا الشأن. واستدعت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت السفير الايراني في لندن، بحسب المصدر ذاته.
وكشف مصدر عسكري قريب من قيادة فيلق القدس الايراني لـ«الشرق الأوسط» عن دوافع احتجاز ايران 15 من البحارة البريطانيين في شط العرب امس، اذ قال ان قرار اعتقال العسكريين البريطانيين اتخذ في اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الاعلى على ضوء تقرير تسلمه العميد قاسم سليماني قائد فيلق القدس الى اللواء الطبيب البيطري حسن فيروز ابادي رئيس هيئة اركان القوات المسلحة يوم 18 مارس (اذار) الحالي.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان التقرير تضمن تحذيرا بان عمليات فيلق القدس والحرس الثوري اصبحت مكشوفة للاستخبارات العسكرية الاميركية والبريطانية عقب اعتقال العميد تيشذري قائد عمليات فيلق القدس في العراق ومساعده العميد قائم وثلاثة من مساعديهما في اربيل من قبل القوات الاميركية ومن ثم خطف جلال شرفي مندوب وزارة الاستخبارات في البعثة الدبلوماسية في بغداد فضلا عن اختفاء العقيد امير محمد حسين شيرازي في جنوب العراق والذي قالت مصادر انه انشق، بينما قالت ايران انه خطف وهو من اهم ضباط استخبارات فيلق القدس في العراق.فضلا عن لجوئ العميد علي رضا عسگري مساعد وزيرالدفاع السابق قي تركيا.
وكانت استخبارات الحرس قد رفعت الى هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية خطة اوائل شهر مارس لخطف عدد من العسكريين الاميركيين والبريطانيين من اجل تبادلهم مع الضباط الايرانيين المعتقلين وعددهم 15 ضابطا وعميلا استخباراتيا، غير ان هيئة الاركان دعت الى التريث وافساح المجال للاتصالات الدبلوماسية الدائرة بين وزارتي الخارجية العراقية والايرانية، علما بان وزير الخارجية منوشهر متقي تلقى وعودا من نظيره العراقي هوشيار زيباري بانه قد يتم الافراج عن الضباط الخمسة المعتقلين في اربيل قبل حلول عيد النوروز (العام الايراني الجديد)، غير ان النوروز جاء في 21 مارس ولم يصل خبر حول الضباط المذكورين سوى اتصال هاتفي بين احدهم وزوجته بحضور ممثل الصليب الاحمر الدولي. عندئذ تمت تعليمات الى وحدات بحرية الحرس وقاعدة المشاة البحرية في خورمشهر بتنفيذ الجزء الاول من الخطة الذي كان يشمل محاصرة احدى دوريات البحرية البريطانية المسؤولة عن مكافحة التهريب واحتجازها. وكانت بحرية الحرس قد اقدمت على عمل مشابه في يونيو (حزيران) 2004 باحتجاز ضابطين و6 جنود بريطانيين وزورقين، وبعد اتصالات على مستوى عال بين لندن وطهران افرج عنهم في 21 يونيو 2004.
واستنادا الى مصدر عسكري ايراني فان قيادة الحرس لن تتنازل عن ورقة العسكريين البريطانيين الـ 15 المحتجزين بسهولة، وقد حذرت السفارة البريطانية في بغداد السفارة الايرانية من مغبة استمرار احتجاز الجنود الـ 15. وكان جنود البحرية البريطانية قد احتجزوا بعد ان انتهوا من تفتيش سفينة تجارية في المياه العراقية عندما طوقتهم زوارق ايرانية واقتادتهم الى المياه الاقليمية الايرانية حسب الرواية البريطانية، بينما قالت ايران انهم كانوا في مياهها الاقليمية وتبادل البلدان استدعاء رئيسي البعثتين الدبلوماسيتين وطلب توضيحات.
وحدثت الواقعة بعد يوم من بدء ايران مناورات بحرية على طول ساحلها وعشية تصويت متوقع اليوم في مجلس الامن لعقوبات جديدة على ايران بسبب مفاعلها النووي.
وهناك تاريخ طويل من النزاعات في الممر المائي. واحتجزت ايران لفترة قصيرة ثلاثة زوارق حراسة تابعة للبحرية البريطانية في المنطقة في يونيو (حزيران) 2004. وفي يناير (كانون الثاني) 2006 أوقف حرس السواحل الايرانية ثلاثة زوارق عراقية قالت طهران انها دخلت المياه الايرانية، مما دفع مسؤولين عراقيين الى اتهام ايران باحتجاز تسعة عراقيين يعملون على متنها رهائن.
الى ذلك، اتهم ضابط بريطاني رفيع المستوى، أمس، ايران بأنها تقوم بتمويل وتسليح المتمردين الذين تواجههم القوات البريطانية في جنوب العراق. وقال اللفتانت كولونيل جوستين ماسيجوفسكي، إنه تلقى معلومات من زعماء طوائف مفادها ان عملاء ايرانيين يقدمون 500 دولار شهريا لرجال المنطقة لمهاجمة القوات البريطانية، كما يزودونهم بأسلحة متطورة.
March 24, 2007 01:56 AM