مشاهد وآراء: الفيلم الوثائقي (إيران بمواجهة العالم)
السبت 14 أبريل 2007م، 26 ربيع الأول 1428 هـ
اسم البرنامج: مشاهد وآراء
مقدم البرنامج: ميسون عزام
تاريخ الحلقة: الخميس 12/4/2007
ضيوف الحلقة د. علي رضا نوري زادة (مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية)
د. محمد النقبي (باحث في الصراع الدولي)
د. طلال العتريسي (خبير في قضايا الشرق الأوسط)
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم وهذه الحلقة الجديدة من برنامج مشاهد وآراء, كان انتخاب الدكتور محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران قبل حوالي العامين مفاجأة للجميع تقريباً داخل إيران وخارجها على أساس أنه مثّل عودة إلى التشدد على مستوى المجتمع والدولة, وبالأخص بعد ثماني سنوات من سيطرة المعتدلين على الرئاسة والبرلمان في إيران.
الفيلم الوثائقي "إيران بمواجهة العالم" هو محاولة لاستكشاف نجاد من الداخل وإعطاء صورة عن طبيعة التوجهات والتطورات فيها, وبالأخص ما يتعلق بالسياسات التي تضع إيران في صراع مع العالم.
"إيران بمواجهة العالم" لنتابعه معاً في سياق هذه الحلقة الجديدة من برنامج مشاهد وآراء.
Download file
النص الكامل الفيلم الوثائقي
التعليق الصوتي: السادس من فبراير 2006 وأنا في إيران منذ أسبوع طهران وأربعة عشر مليوناً من سكانها ينامون هانئين لكن ليس كلهم, إنها العاشرة مساءاً عندما احتشد ثلاثة آلاف شخص أمام السفارة الدانماركية وكان هدفهم المعلن إحراق السفارة وطرد السفير، كل هذا العنف أتى رداً على بعض الرسوم، فقد أدى نشر رسوم كاريكاتيرية عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى إشعال غضب العالم الإسلامي, فقد سمحت بعض البلدان الأوربية بنشر هذه الرسوم التي اعتبرت مهينة للنبي. تسمح الشرطة بتجاوزها بسهولة فغالبية أولئك الشبان هم من المحافظين المتشددين والمقربين من الحكومة الإيرانية، ويبدو أنهم أتوا إلى هنا تنفيذاً للأوامر، فجأة تنفجر قنبلة غاز مسيل للدموع أطلقت من السفارة وكان مفعول الغاز رهيباً وفورياً فتفرقت الجموع ثم فتح باب يؤدي إلى مبنى ملاصق للسفارة فلجأنا إليه، إنها الثانية صباحاً والشرطة تساهلت لكن المهاجمين لم يتجاوزوا الحدود التي رسمت لهم، وباستثناء بعض الأضرار فما جرى كان ثورة غضب مخصصة للكاميرات، في الحقيقة بدا أن كل شيء كان مدبراً, عدنا إلى الفندق وعلى التلفاز في غرفتي يتوالى عرض الأفلام الترويجية المتعلقة بالثورة الإسلامية ويستعاد وجه المرشد الأعلى آية الله الخميني الزعيم الروحي الكبير الذي عاد إلى طهران عام 79 بعد مدة طويلة من النفي أمضاها في فرنسا وهدفه إقامة جمهورية إسلامية، واليوم ما زال رجال الدين أكثر تشدداً في السلطة ومرشحهم هذا المدني الأبيض محمود أحمدي نجاد هو الذي انتخب رئيساً للجمهورية أمام دهشة الجميع، بعد ثمان وعشرين سنة للثورة الإسلامية تبدو إيران مجمدة فما زال رجال الدين الذين يمسكون بالسلطة السياسية ومازالت الخطب ذاتها والشعارات ذاتها هي التي نسمعها في الذكرى السنوية للثورة, وتتركز على عظمة إيران ورفض الحضارة الغربية وتنهي إسرائيل، لأنه في هذا الوقت بالذات يقتل الصهاينة كل يوم فلسطينين وإن أردتم أن تروا حقاً المحرقة والإبادة فاذهبوا لرؤية ما يجري في العراق، بالإضافة إلى تهجمه على أميركا وإسرائيل فثمة مطلب جديد لدى محمود أحمدي نجاد لبلده وهو الحصول على الطاقة النووية.
منذ أن وصلت إلى طهران استقبلتني صورة آية الله الخميني وجداريات ضخمة تمجد الحرب والتضحيات، من المستحيل على الصحفي الأجنبي العمل هنا من دون إذن من وزارة الإرشاد وعملائها وهي شكل من أشكال الدعاية, ولم يتأخروا بتعيين سائق لي ومترجمة, وسرعان ما اكتشفت أن سائقي يعمل لحساب الاستخبارات. صباح الخير.
- صباح الخير
- من أين تأتون؟
- هل لديكم تصريح من الشرطة المحلية؟
- ما هي الشرطة المحلية؟
- عليكم الذهاب لمقابلة المسؤول.
- لكنني أحمل كتاباً من وزارة الإرشاد وقد سمحوا لنا بالتصوير في كل أرجاء إيران.
- لا أريد مشاكل مع جهاز الاستخبارات.
- أنا أنتمي إلى جهاز الاستخبارات.
فبلغت الوزارة بتفاصيل تحركاتي وكنت أخضع للمراقبة طيلة فترة التصوير.
التعليق الصوتي: لقد أمدت الحكومة الفرنسية النظام العراقي الفاسد بالمقاتلات لقصف المواطنين الأبرياء ومصانعنا استناداً إلى الرسائل التي تبثها مكبرات الصوت فإن فرنسا مغضوب عليها, لقد أحيطت منطقة جامعة بغداد بعناصر من الباسيجا وهم من الحرس الثوري مع أن صلاة الجمعة على وشك البدء, وما إن بدأنا بالتصوير حتى أوقفتني عناصر الحرس الثوري.
- لا، هذا ممنوع لا يمكنك التصوير في هذه المنطقة.
التعليق الصوتي: وجرى نقلنا إلى مكتب الأمن حيث طلبوا مني محو ما صورته.
- امحوا هذا، هذا ما أفعله إنني أضغط على زر المحو.
- الجامع الكبير في جامعة طهران المركزية منذ سبع وعشرين سنة ورجال الدين هنا يرسمون مستقبل إيران، ينتظر الجميع خطاباً باسم مرشد الثورة ولاسيما بعد التصريحات الأخيرة لجاك شيراك المعارضة لطموحات إيران النووية, وبعد أن دبت الحماسة في القاعة يقوم آية الله محمد كاشاني أحد المتشددين في النظام بمهاجمة فرنسا على الفور.
آية الله محمد كاشاني: أنتم أيها الفرنسيون الحمقى وأنت ياشيراك تحسب نفسك رئيساً لبلد ديمقراطي؟ وتصفوننا بالإرهابيين! وتعتقدون اننا في بلد قمعي لكنكم تسيئون كالعادة تفسير الأمور لأنكم أنتم من تعيشون بالأنانية والطغيان وسهرات فسقكم قد أفقدتكم الصواب.
التعليق الصوتي: بموت صدام حسين العدو القديم وغرق أميركا في الوحول العراقية لم تتمتع إيران قط بهذه القوة فاستحضرت الجمهورية الإسلامية الماضي.. بعد الخطب تأتي الرموز فإن وجهوا نداء للتظاهر أمام السفارة الفرنسية التي تعرضت قبل ثلاثة أيام لزجاجة مولتوف حارقة هذه المرة كانت قوات التدخل الإيرانية موجودة, فقد تجمع المئات من ميليشيا احتجاجاً على الموقف الفرنسي المتوجس من امتلاك إيران لقنبلة ذرية, ومن جديد بدا أن المتظاهرين هنا أيضاً مسيرون. مزقوا العلم ثلاثي الألوان ثم داسوه بالأقدام, لا حظت رجلاً في الحشد يعتمر عمامة بيضاء وكان رجل الدين الوحيد في التظاهرة, وقف في الصفوف الخلفية ويبدو أنه هو من يدير الدفة، رجل الدين هذا موجود في كل تظاهرات مناهضة للغرب, فقبل أيام قليلة كان أمام سفارة النمسا عندما جرى دوس الاعلام الأوربية وإحراق العلم الفرنسي.
هذا الشيخ يدعى سعيد نائيني ويمضي حياته معلناً عن كراهيته للغرب لكنه ليس عنيفاً, فقد وافق على لقائي في اليوم التالي بعد خروجه من المسجد، في الواقع ليس الشيخ نائيني رجل دين وحسب بل أيضاً محمس للجماهير وعضو لجنة سياسية لم يرق للشيخ تصويره المستمر في السيارة.
سعيد نائيني: أليس لديكم شيء آخر لتصويره غيري؟ فلا يوجد هنا ما يستحق التصوير, ثم أن هذا يلفت إلي الانتباه.
- ما هو عملك؟
سعيد نائيني: أنا؟ لا شيء لا شيء, فأنا لا أعمل بالمعنى الحقيقي للكلمة بل أنشر الدعاية الدينية, وأنا أؤدي واجبي الإسلامي لخير الشعب وأنا لا أنتمي لأي منظمة.
التعليق الصوتي: بالرغم أنه لا يعمل فإن أحوال الشيخ نائيني جيدة, فلديه منزل مريح في منطقة ثرية في طهران وفيه مطبخ أميركي التصميم, أما اليوم فزوجته وابنتاه لسن في المنزل لكن الاستقبال كان ودياً.
سعيد نائيني: تفضل. تفضل يا سيد. أهلاً بك.
التعليق الصوتي: لقد جلسنا على طريقة الإيرانية لإجراء المقابلة جلسنا على السجاد. كيف أصبحت رجل دين؟
سعيد نائيني: أصبحت إماماً بمحبة الدين بالاهتداء أعتقد أن المؤمن تصبح حياته أفضل حتى بعد الموت يكون وضعه أفضل.
- هل أثرت الثورة الإسلامية في خياراتك؟
سعيد نائيني: نعم، بدون الثورة الإسلامية ربما ما كنت لأهتدي أبداً كمثل الكثيرين غيري أنا أحب نشر كلمة الإسلام.
التعليق الصوتي: فجأة أخرج الشيخ ساعته إنه موعد الصلاة ثم استأنف الحديث.
سعيد نائيني: الأمر بسيط في الإسلام فهناك السياسة من جهة وفي الجهة الأخرى كل ما يتعلق بالحياة اليومية للناس, وإن فصلنا الإسلام عن الحكم فلا يمكن أن يكتمل الدين.
التعليق الصوتي: الدين يشغل كثيراً الصحف الإيرانية أيضاً، همشري الجريدة الأكثر مبيعاً في إيران والتي صدمتها الرسوم الكاريكاتيرية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها صحف دنماركية، وقررت جريدة همشري المؤيدة للحكومة أن ترد بالإعلان عن مسابقة في الرسوم موضوعها المحرقة, وسوف أصور الصحيفة يوم عقدت مؤتمراًصحفياً للافتتاح الرسمي لهذه المسابقة الاستفزازية ويترأس المؤتمر الصحفي رئيس التحرير وهو المعتمر عمامة بيضاء وهو شيخ لا تعتمد المقدمات هنا بل المدفعيات الثقيلة لنفي حصول المحرقة.
داوود الكاظمي (المدير الفني لصحيفة همشري): إن الهدف من المسابقة ليس الإهانة ولا الاستفزاز, اعترى الغربيون كل هذا الخوف فإنه ليس بسبب إقامتنا مسابقة بل لأننا قد نكشف الحقيقة المتعلقة بالمحرقة, وبصفتي صحافياً فمن حقي أن أتمكن من طرح هذا السؤال هل حقاً حصلت المحرقة؟ وإن لم يحصر يقروا بذلك لأنها كانت كذبة.
التعليق الصوتي: في اليوم التالي وافق المدير الفني لصحيفة همشري على استقبالي في منزله وهذه خطوة شجاعة داوود الكاظمي يعيش نمط حياة أوربية في شقة مريحة مع ابنه وزوجته التي لا تضع الحجاب في المنزل, وهو يتابع الأخبار على الأقنية الأوربية عبر الأقمار الاصطناعية, لكنه وعلى غرار العديد من الإيرانيين رجل مزدوج الشخصية قد لا يوافق على النظام لكنه يكرر الخطاب الرسمي المناهض للسامية والرافضة للصهيونية.
داوود الكاظمي (المدير الفني لصحيفة همشري): سمعت مؤخراً كلاماً يفيد أن عدد القتلى خلال الحرب والبالغة 6 ملايين ليس دقيقاً قيل كذلك أنهم لم يحرقوا أحياء بل كانوا مصابين بأمراض معديةكمثل التيفوئيد وكانوا يموتون جراء هذا لذا وبغية عدم إصابة الآخرين بعدوى التيفوئيد أو بأوبئة أخرى أقدموا على حرق الجثث كان ذلك إجراءاً وقائياً نوعاً ما, لكنني كما تعرفون لا أستطيع الحكم لكن هذا ببساطة ما سمعته.
التعليق الصوتي: إن الرسوم الكاريكاتيرية في إيران وعلى غرار الشعارات تدعم الحملات الدعائية الرسمية شرط أن لا تتخطى الخطوط الحمر لرجال الدين فلاتوجه أبداً الانتقادات إلى الدين أو النظام، أفادت آخر الأنباء بإلغاء المسابقة حول المحرقة لم يرسل إليهم أحداً أية رسوم.
ميسون عزام: مشاهدينا فاصل قصير نعود بعده لمتابعة برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "إيران بمواجهة العالم". مشاهدينا ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً لازلتم مع برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "إيران بمواجهة العالم" فلنتابعه سويةً.
التعليق الصوتي: كيف يمكن أن يكون المرء يهودياً ويعيش في بلد يطالب بتدمير إسرائيل؟ عشية السبت قررت زيارة كنيس في طهران, لم أجد الكثيرين فيه بل صغار وشيوخ وبعض النسوة، مازال في إيران 25 ألف يهودي بعد أن تخطى عددهم المائة ألف قبل الثورة الإسلامية وفي عهد الشاه, ومن ذلك الحين تعيش الجالية منطوية على نفسها وتتحاشى المواجهة مع السلطات, لدى خروجهم يتفرق الجميع بسرعة فالخوف واضح, ولا يرغب اليهود الإيرانيون في التعبير عن رأيهم إزاء نفي وقوع المحرقة.
- نحن يهود ولا يمكن أن نصدق كل ما يقوله الناس, لكنهم قالوا إن المحرقة لم تحصل أجل هذه هي آراؤهم, ولكن مالذي تفعله هنا؟ قلت لك لا تتحدث مع أحد هنا.
- أتكلم مع من أشاء.
- هذا الشاب لا يقوم بعمل غير شرعي يريد فقط معرفة رأينا.
- لماذا ترفضون الإدلاء بحديث؟
- اسمعي سيدتي لا تتدخلي وعودي إلى منزلك.
- نظراً إلى انزعاجهم تخليت عن إصراري.
- يجب الذهاب إلى ممثل الجالية اليهودية لمعرفة المزيد موريس مور أحمد مهندس معماري, وهو كذلك النائب اليهودي الوحيد في البرلمان الإيراني لكنه هو أيضاً حذر جداً.
موريس مور أحمد: لا، لم نكن قط غير مبالين إزاء هذه المسألة فبعد خطاب السيد أحمدي نجاد المتعلق بالمحرقة أجريت حديثاً مع الصحافة الإيرانية, وقد قدمت البراهين التاريخية على المحرقة, وهناك البراهين التي قدمت في محكمة نوربرغمق مثلاً هذه أمور ليس من السهل إنكارها.
التعليق الصوتي: مساعدته المسلمة تشاطره وجهة نظره.
موريس مور أحمد: نعم، شعرت بصدمة لأن رئيس بلدنا متخصص في الهندسة المدنية وما كان يجدر به التطرق إلى مسألة تاريخية مماثلة.
التعليق الصوتي: إيران سبعون مليون نسمة نصفهم ما دون الثانية عشر من العمر، اقتصادها مريض، ومجتمعها معبأ ومراقب عن كثب على الأقل في الشارع أمام السوق أو البازار ما إن أخرجت الكاميرا حتى أمسك بي عابر سبيل وأخبر الشرطة لكي تتحقق من نواياي.
- أنا إيراني أنا إيراني أنا شخص أحب بلدي.
- هل أنت استدعيت الشرطة؟
- أجل.
- ولماذا؟
- لأنه وكما قلت لك إنها مسؤولية كل إيراني إن حصل شيء ما، سألت الآنسة وقالت أنك مراسل فرنسي.
- هذا هو السبب لا توجد مشكلة بل أردت التأكد من أن كل شيء على ما يرام, كل إيراني 60 مليون إيراني جميعهم متشابهون 60 مليون إيراني جميعهم متماثلون ولديهم حس المسؤولية إزاء بلدهم, الجميع يحبون إيران كما ظهر قبل البارحة خلال مظاهرات ملايين الإيرانيون احتشدوا من أجل إيران.
التعليق الصوتي: كنا على موعد مع ثنائي شاب في البازار وهما يديران محلاً لبيع الحجاب، إنه مجال عمل مزدهر في بلد حيث الحجاب إلزامي, لكن ومن جديد منعنا أحد الحراس من التصوير.
- يريدون فقط إجراء مقابلة.
- لا يحق لكم تصوير النساء.
- إنما لدينا إذن.
- إذن تعالوا وأشهروه في مخفر الشرطة ليتأكدوا منه هيا.
- حسناً لا بأس لا تقلقوا.
- لماذا لا يمكننا تصوير النساء هنا؟
- لا أدري، فهذه جمهورية إيران الإسلامية.
التعليق الصوتي: منذ البداية المحرومون هم الذين أوصلوا الرئيس الجديد إلى السلطة, يعيش في حالة فقر حوالي 30 مليون إيراني ولضمان انتخابه استطاع أحمدي نجاد إقناع وتعبئة المنسيين من قبل من سبقوه وقدم لهم عوضاً عن فرص العمل التعليمات والشعارات, ولا يمضي أسبوع إلا ويقدم النظام مظاهرة ضخمة أولاً احتجاجاً على الرسوم الكاريكاتيرية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم مناهضة لإسرائيل وأميركا.
- الشاب الإنجليزي سيء, أميركا أيضاً سيئة, إسرائيل سيئة جداً, وفرنسا لا شيء جيد عندكم, الله أكبر أنتم كاذبون, ما تعرضه في أفلامك كذب أنتم جميعاً كاذبون, الناس هنا ليسوا كما تعتقدون.
التعليق الصوتي: في الشعارات يمجد الرئيس كواحد من قادة الإسلام، التظاهرة موجهة من قبل الحكومة وتحظى بتغطية إعلامية واسعة, محلياً في هذه الاستراتيجية على جميع الشعب أن يشارك بما فيهم الأولاد الذين يسيروا في الطليعة.
- الموت لإسرائيل.. الموت لأميركا.
- والأمر الجديد للعمليات منذ بضعة أشهر يتعلق بالمسألة النووية.
- لديها رسالة لكم..
- الطاقة النووية هي حقنا المطلق، ولا تستطيع أميركا شيئاً إزاء ذلك.
التعليق الصوتي: منذ انتخاب الرئيس أحمدي نجاد عادت موجة التشدد الديني كما في أيام آية الله الخميني, ولهذا السبب قصدت جنكران على بعد ثلاثين كيلوا متراً جنوبي طهران, جنكران هي مدينة مقدسة واستناداً إلى المذهب الشيعي فهناك اختفى أحد أبرز الأئمة ويفترض أن يعود إليها, لقد تحققت معجزات في جنكران والإيرانيون يؤمنون بذلك, ويتوافدون إلى المكان ليلاً أزواجاً أو عائلات فهم ينتظرون بطوق نهاية الدنيا لأنها الإشارة إلى ظهور المهدي.
- مساء الخير.
- لماذا تأتيان إلى هنا؟
- إنه موعد محبب إنه مكان نهاية الدنيا مكان نهاية العالم، لقد نذرنا أن نأتي كل مساء طيلة أربعين أسبوعاً هذا العام.
التعليق الصوتي: هل تحب الرئيس أحمدي نجاد؟
- أحمدي نجاد إنه واحد منا إنه من الشعب وهو يهتم لهمومنا نعم.
التعليق الصوتي: لدي موعد مع القائم على المسجد ومن جديد واكبتني عناصر الميليشيا ممنوع تصوير الصلاة, لكنني لاحظت أن التجارة للصور والأناشيد الدينية مزدهرة، الشيوخ هم رجال أعمال أيضاً. الإمام أحمدي هو مدير المسجد وهو يترأس شركة عصرية حقيقية وهو معتاد على الإعلام الأجنبي ويبدو أنه تدرب على خطابه عن انحراف الغرب وظهور المهدي.
الإمام أحمدي: نحن بانتظار ظهور المهدي والمسيح نحن نؤمن بأن العالم اليوم يشبه هذه الصحراء, وعندما يظهر المهدي يرافقه المسيح سيهب ما يشبه العاصفة في الصحراء حين ذاك سيتغير العالم وينقلب إلى نعيم كما ترون هنا.
- لكن هناك عائقاً هو البيت الأبيض الذي يمثل محور الشر والقمع في العالم، المدير بدوره يؤيد الرئيس أحمدي نجاد وهذه ليست صفة بالمعتقدات التي تحيط بجنكران فهي تستغل لجعل الناس ينسون الأزمة الاقتصادية, وعلى هذا الأساس تمثلت أول بادرة قام بها الرئيس أحمدي نجاد في تقديم خمسة عشر مليون يورو للمقام المقدس, في اليوم التالي دعيت إلى ضريح وهو مقام مقدس في إيران بعد مضي سبعة عشر سنة على وفاة آية الله العظمى يتوافد الزوار من كل أرجاء البلد لإبداء التوقير والاحترام الشديد له, طيلة العام يتقاطر عشرات الآلاف من الزوار الإيرانيين إلى ضريحه فيما يشبه إشارة منهم إلى أن ذكرى الإمام الخميني تبقى دائماً حاضرة, وإلى أن الثورة الإسلامية مازالت حية.
التعليق الصوتي: في هذه المسيرة اليومية يجري الفصل مابين الرجال والنساء إنما الموعد الأهم هو الأول من فبراير ذكرى عودة الخميني إلى إيران, وفي هذه المناسبة دعيت بعض القوات المسلحة إضافة إلى الباسيدج المدماك الآخر لنظام أحمدي نجاد، الباسيدج كلمة تعني المتطوع المثال الكامل للمسلم الإيراني الصالح, وينخرط عناصره منذ سن الخامسة وهم عيون وآذان الحكومة. في نظر نظام يجدر بكل أفراد المجتمع الإيراني ان يكونوا من الباسيدج.
- أن تكون باسيدج يعني أن تنتمي إلى الشعب وتعمل من أجل الشعب، أنا أريد خدمة الشعب.
- هل أحمدي نجاد هو رئيس جيد؟
- نعم.
- أحمدي نجاد هو باسيدج مثالي وهو يحب الباسيدج، نحن فخورون به لأنه وقف في وجه أميركا وإسرائيل إنه باسيدج حقيقي.
التعليق الصوتي: من المقرر أن يدوم الاحتفال طيلة النهار وفي هذا اليوم جميع كبار رجال الدين الإيرانيين موجودون جميع الائمة الذين بنوا الجمهورية الإسلامية منذ البداية وهم قدوة للباسيدج الشباب.
ميسون عزام: مشاهدينا فاصل قصير ونعود بعده لمتابعة برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "إيران بمواجهة العالم" مشاهدينا ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً لازلتم مع برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "إيران بمواجهة العالم" فلنتابعه سوية.
-كان للباسيدج الفضل في انتخاب أحمدي نجاد وتتهمهم المعارضة بشراء الأصوات هذه هي مقولة الدكتور يزدي زعيم المعارضة المشروعة.
يزدي: في العام الماضي حولت الحكومة الإيرانية ثلاثة ملايين دولار من إيرادات النفط إلى الباسيدج, وقد أنفقت على تجنيد المزيد من الباسيدج وهم شباب من الطبقة الأكثر فقراً في المجتمع, وهكذا استطاعوا التحكم بسهولة بهؤلاء الأشخاص بالقول أن هذا واجب ديني, كما هو واجب أمهاتهم وآبائهم وأشقائهم وهو أن يقترعوا لصالح هذا أو ذاك وبهذه الطريقة أثروا في نتائج الانتخابات.
التعليق الصوتي: الرئيس احمدي نجاد هو الرجل الاكثر سرية في طهران, فمنذ انتخابه طالب العشرات من الصحفيين الأجانب إجراء مقابلة معه إنما من دون جدوى, وفي هذا اليوم حاولت الاقتراب منه بمناسبة توزيع جوائز أدبية, وبعد عملية تفتيش أولى نقل الصحفيون في حافلة رسمية إلى أوبرا طهران, وفي الداخل وجدنا الصحفيين اختيروا بعناية وهم معتمدون لدى الرئاسة ليس من السهل العمل في الصحافة في إيران, فيجب تجديد البطاقة الصحفية كل شهر لدى وصولنا تسابقنا إلى أفضل المواقع لتصوير الرجل الذي ينتظره الجميع, امتلأت القاعة شيئاً فشيئاً بالطلاب في الصف الأول جلس بعض الدبلوماسيون الغربيون إنه الانتظار.
وفجأة وصل.. وصل الرجل الذي يجعل الغرب يرتجف.. الحزبي الإسلامي الذي أصبح رئيساً, كما جرت العادة أن تفتح المراسم بالنشيد الوطني وتليه تلاوة قرآنية، فرد سابق من الحرس الثوري كان محمود أحمدي نجاد حتى الماضي عمدة طهران وبمنصبه هذا أثار قلوب الفقراء. مهندس حائز على دكتوراه في الإدارة المدنية في التاسعة والأربعين من العمر طوله متر واثنان وخمسون سنتمتراً, ويتميز ببساطته وشعبيته لقد وعد بأن تصبح كل عائلة إيرانية مساهمة في الصناعة النفطية وهو وعد لم يتحقق حتى الآن, في خطاباته يستعيد ما كان يقوله الخميني منذ سبعة وعشرون سنة الغرب هو الشر والإسلام هو الخير.
الرئيس محمود أحمدي نجاد: أود قول ذلك، إن السبب في بقاء شعبنا ليس إنتاج الأسلحة أو الثروات, إن سر البقاء هو الثقافة لم يقدم الغرب للإنسانية سوى الحرب والبؤس والفساد, منذ أن هيمن الغربيون على العالم تعطشت البشرية للسلام, ولحسن الحظ أننا نشهد عودة الشعوب إلى مسار النبي ونعتقد أنه مسار عظيم.
التعليق الصوتي: لا يتباطأ الدكتور أحمدي نجاد خلال خروجه فقد وعد بمساعدة الفقراء ثم تعرض لكيل من الأسئلة والمطالب وحتى إعلانات الحب. من أين يأتي هذا الرجل الذي يدب كل هذا الحماسة في بلده وكل هذا القلق في الخارج قررت أن أقصد مسقط رأس الرئيس على بعد 60 كيلو متراً شمالي طهران, أرادان بلدة يبلغ عدد سكانها سبعة آلاف نسمة في منطقة فقيرة تكسب معيشتها من تربية الماشية والقليل من الزراعات, الجميع هنا اقترعوا لصالحه لدي موعد مع أبناء عمه من صغار التجار الذين بقوا في القرية.
- نعم زوجتي هي ابنة عمة احمدي نجاد.
التعليق الصوتي: لقد رحل إلى طهران وهو في السابعة من العمر وكان في صغره ذكياً وحاذقاً جداً.
- نحن افراد العائلة اعتقدنا أنه سيحل ثالثاً أو رابعاً في الانتخابات وليس الرئيس فإن انتخبوه فربما لأنه أبلى حسناً كمحافظ.
- أحمدي نجاد رجل صالح في السنوات الاولى من الثورة كان يأتي من طهران لتدريس القرآن فقد اهتدى بالباسيدج وكان ناشطاً جداً.
التعليق الصوتي: كان الاستقبال مدوياً فهم فخورون بابن البلد الذي أصبح رئيساً, ذهبنا لزيارة المنزل حيث ولد, وفي طريقنا توسعت دائرة العائلة, يقع المنزل في طرف هذا الزقاق وهو مهجور منذ بعض الوقت.
- إنه هنا هذا هو المنزل.
التعليق الصوتي: لقد عاش محمود أحمدي نجاد مع أشقائه وشقيقاته الست واليوم لم يبق سوى الأطلال فقد غادر والاده القرية ليستقرا في طهران وهو في السابعة من عمره.
- خمسون سنة كان ذلك منذ خمسين سنة.
التعليق الصوتي: والد أحمدي نجاد تقي جداً ويعيش حياة بسيطة لكن جميع أبنائه دخلوا الجامعة.
- هل كان يقيم هنا؟
- نعم، نعم أحمدي نجاد كان يقيم هنا.
- خلال خمسين سنة انتقل أحمدي نجاد من هذا المنزل المتواضع إلى الرئاسة وهذا بمثابة المعجزة.
- بالنسبة إلينا هذه قصة منقطعة النظير بشكل عام ليصبح المرء رئيساً تلزمه ثروة وشبكات أو نفوذ خاص أما هو فقد تحقق هذا بلا شيء.
- كل هذا بفضل الله.
- مع القليل من المثابرة.
التعليق الصوتي: قم المدينة المقدسة مضى على مباشرتنا بتصوير هذا الشريط حوالي ثلاثة أسابيع, ولايزال يرافقني السائق نفسه عميل الاستخبارات, بالرغم من ابتساماته تمضي المترجمة برفع تقاريرها إلى الوزارة عن أدق تحركاته في هذه المدينة المحافظة للغاية, حصل أحمدي نجاد على أكثر من 80% من الأصوات بالرغم من ذلك ففي قم كنت على موعد مع أبرز منشق سياسي آية الله منتظري الرجل الثاني في النظام إبان السنوات الاولى للثورة الإسلامية, اليوم يخضع الإمام الهرم لمراقبة مستمرة من قبل حوالي ثلاثين من الباسيدج, ولدى وصولي انتزعت مني الكاميرا من دون أن ينتبهوا أنها مستمرة في التسجيل, بعد نصف ساعة أعاد إلي الباسيدح الكاميرا لماذا انتزع الباسيدج مني الكاميرا؟
- لأن المكان يعتبر منطقة عسكرية.
التعليق الصوتي: في قاعة الانتظار اجتمع إيرانيون من مختلف الفئات أتوا لاستشارة آية الله منتظري في الشؤون الدينية, إضافة إلى همومهم الشخصية هنا أيضاً يفصل بين الرجال والنساء. هذا هو علي منتظري الرجل القصير ابن 82 عاماً بالقنلسوة والخفين هذا الذي كان ولي عهد آية الله الخميني مفكر الثورة.
- آية الله منتظري مندوب رجال الدين الشيعة الإيرانيين إلى آية الله الخميني.
التعليق الصوتي: أصر علي منتظري على أن يبدل ملابسه للمقابلة كما كان يفعل إبان أيامه في السلطة، آية الله الكبرى لم يفقد شيئاً من فصاحته وهو الذي صاغ دستورالجمهورية الإسلامية واليوم بات الوحيد القادر على انتقاد ما آلت إليه.
آية الله علي منتظري (ولي عهد الخميني – مفكر الثورة): كنت أحد مؤسسي الجمهورية الإسلامية أنا أردت جمهورية إسلامية إنما ليس على هذه الشاكلة، ليس مع القمع والهراوات الجمهورية تعني في نظري حكم الشعب، والإسلامية تعني العيش بحسب مبادئ الإسلام لكنهم أضافوا عبارة: "المطلق" فحولوا الجمهورية إلى طغيان.
التعليق الصوتي: إن أكبر الفضائح في نظره تمثلت في عدم استفادة الإيرانيين من إيرادات النفط.
آية الله علي منتظري (ولي عهد الخميني – مفكر الثورة): احتفظوا بكل شيء لأنفسهم ولاسيما النفط, في تلك الحقبة كان ثمن البرميل دولارين, أما اليوم فهو بتسعة وستين دولاراً, لكنهم قطعوا الوعود ولم ينفذوها وبما أنهم تصرفوا باسم الإسلام فقد أعطوا صورة سيئة عنه الآن لم يعد الشباب يهتمون للدين.
التعليق الصوتي: أصبحت معركة الطاقة النووية هي نقطة جامعة في المجتمع الإيراني في الشارع وفي المساجد أو في ميدان الثورة يطالب جميع الإيرانيين بحق بلدهم بامتلاك الطاقة النووية من الرئيس إلى سائق التكسي.
- إنني أتساءل لما يحق لهم الطاقة النووية وليس لنا؟ في عهد الشاه كانت إيران معروفة ومحترمة من قبل العالم أجمع نحن أيضاً نريد أن نتمكن من الإفادة من الطاقة النووية.
- إذا كانت الطاقة النووية سيئة فلماذا يمتلكونها هم لماذا يمنعونها عنا؟
- ما أثار قلق الغرب هو هذه المحطة النووية قيد الإنشاء في بوشهر جنوبي البلاد. لقد اكتشف مفتشي الأمم المتحدة أن حكومة الشيوخ استغلتها لتخصيب اليورانيوم والهدف منها رسمياً توليد الكهرباء, لكنها من دون شك تهدف إلى صنع قنبلة ذرية كما تخشى الولايات المتحدة وأوربا. في لعبة شد الحبل هذه بين طهران والغرب هذا هو الرجل الأساس علي لاريجاني رئيس المفاوضين في الملف النووي, في الوقت الذي كنت فيه في طهران عقد مؤتمراً صحفياً. من الصعب تفعيل هذا الرجل المحبب هو إسلامي أصولي إنه أحد أكثر من يصغي إليهم المرشد الأعلى, وقد أنشأ محطة تلفزة إسلامية ومناهضة للسامية بغية طرح سؤال يجب التفاوض وتسجيل الاسم مسبقاً, أخيراً حصلت على ثلاثين ثانية لطرح سؤال واحد ليس غير. لماذا البرنامج النووي الإيراني يخيف المجتمع الدولي إلى هذا الحد؟
علي لاريجاني: عندما يتحدث بعض رؤساء الدول كالرئيس الأميركي عن إيران فهم يثيرون دائماً مسألة القنبلة الذرية بينما نحن لا ننفذ سوى أبحاث نووية لأهداف سلمية.
التعليق الصوتي: جارياً على عادته يسعى علي لاريجاني إلى قمعنا لكن هذا غير كاف فقد منحت الأمم المتحدة ثلاثين يوماً لطهران لتوقف برنامجها النووي, بينما تجري هذه المساومات النووية ثم إيران تمتلك جيشاً جيد التجهيز وصواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ إسرائيل, وجنوداً شباباً جيدي التدريب ويبلغ عدد الجيش رسمياً 500 ألف رجل وامرأة من دون احتساب الحرس الثوري والباسيدج, وفي العروص العسكرية لا يتوانى النظام عن عرض الفدائيين الاستشهاديين, وهذا استفزاز يضفي الصدق على اتهام الأميركيين لها بالدولة الإرهابية كتهديد أقصى, فإن الجمهورية الإسلامية تعلي شأن حس التضحية لدى الإيرانيين الذين أثبتوه منذ خمسة عشر سنة خلال حربهم مع العراق, تلك الجرائم التي حصدت أكثر من مليون قتيل إيراني, كل عائلة تقريباً فقدت أباً أو ابناً أو عماً يوم صلاة الجمعة تمتلأ مقبرة الشهداء في طهران عن آخرها.
- كان ابن عمي بالكاد يبلغ الثامنة عشر من عمره.
- انتخب محمود أحمدي نجاد لولاية تدوم أربعة سنوات, ووراء دعاية والتظاهرات المسرحية ما هي النوايا الحقيقية للرئيس الإيراني؟ أي مدى سيبلغ؟ والأهم من ذلك إلى متى سيدوم تأييد الشعب الإيراني للرئيس؟
ميسون عزام: مشاهدينا سنتوقف الآن مع موجز لأهم الأنباء, نتابع بعده الجزء الثاني والمخصص لمناقشة الفيلم الوثائقي "إيران بمواجهة العالم" مع ضيوفنا, معنا في الاستديو الدكتور محمد النقبي الباحث في الصراع الدولي, ومن بيروت الأستاذ طلال العتريسي الخبير في قضايا الشرق الأوسط, ومعنا من لندن الدكتور علي رضا نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية, إذن مشاهدينا فاصل قصير وفاصل إخباري ومن ثم نعود إليكم وبرنامج مشاهد وآراء, مشاهدينا ابقوا معنا.
[فاصل إخباري]
مناقشة الفيلم الوثائقي
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً لا زلتم تتابعون برنامج مشاهد وآراء، على خلاف غالبية التوقعات في العامين الماضيين فشل المجتمع الدولي في إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي على الرغم من الحوارات الطويلة والمفاوضات وأساليب الضغط والقرارت الدولية, الإيرانيون مصممون وبرغم كل الأخطار المحتملة على استكمال برنامجهم النووي الذي يراه الغرب برنامجاً عسكرياً بالرغم من التأكيدات الإيرانية على سلميته، وما زاد في قلق الغرب والمجتمع الدولي تلك اللهجة التصعيدية لأقصى حدود التي يتميز بها خطاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، خصوصاً بعد أن تعمد اجتياز الخطوط الحمر بالنسبة إلى الغرب بإنكاره المحرقة اليهودية، ودعوته إلى إزالة إسرائيل، ما هي الدوافع وراء هذا الخطاب ووراء ذلك الإصرار على البرنامج النووي؟ وكيف يؤثر هذا التوجه على الداخل الإيراني؟ وهل صحيح أن هناك إجماعاً في المجتمع الإيراني على هذه المواقف والسياسات وإلى أي مدى؟ أسئلة كثيرة يطرحها الفيلم الوثائقي: "إيران بمواجهة العالم" سنناقشها في سياق هذه الحلقة الجديدة من برنامج مشاهد وآراء، مع ضيوفنا معنا من لندن الدكتور علي رضا نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية في لندن، ومعنا من بيروت الأستاذ طلال العتريسي الخبير في قضايا الشرق الأوسط، وفي الاستديو الدكتور محمد النقبي الباحث في الصراع الدولي، أهلاً بكم جميعاً اسمحوا لي أوجه سؤالي الأول للدكتور علي رضا، دكتور لنبدأ بعنوان الفيلم: "إيران بمواجهة العالم" هل تعتقد فعلاً أن إيران هي في مواجهة العالم؟ أم بمواجهة الغرب وتحديداً الولايات المتحدة؟
د. علي رضا نوري زادة: بالتأكيد إيران في مواجهة مع العالم، وحتى محاولات النظام الإيراني في الفترة الأخيرة لترميم الجسور مع البلدان العربية المجاورة لإيران، هذه المحاولات إذن لم تتكلل بالنجاح، وخاصةً بعد أن رفضت القيادة الإيرانية بشكل أو بآخر نصائح خادم الحرمين الشريفين وقد تحدث خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس أحمدي نجاد وأيضاً أشار إلى ذلك في رسالته الموجهة إلى مرشد النظام آية الله علي خامنئي بأنه على إيران من أجل تفادي حرباً مع الولايات المتحدة الأميركية إرجاع برامج تخصيب اليورانيوم لبضع سنوات، وإيران لم تخسر شيئاً، وإذا كان هناك هدف إنشاء محطة نووية في بوشهر فهذا تحصيل حاصل بوجود روسيا ويعني إعلان روسيا بأنها سوف تزود إيران باليورانيوم المخصب، ولكن القيادة الإيرانية تعتبر نفسها منتصرة في مواجهة مع العالم، ويعتقد بعض المسؤولين الإيرانيين أن الشارع العربي والإسلامي سيقف معهم وأن الشارع الإيراني أيضاً سيقف معهم فهم منتصرين في نهاية الأمر.
ميسون عزام: دكتور محمد ماذا تقول في عنوان هذا الفيلم؟ هل فعلاً إيران في مواجهة العالم وبالمقابل هل تعتقد أن الفيلم بالفعل نجح في.. من خلال عرضه للأزمة التي تواجهها إيران؟ هل نجح في سرد هذا العرض فعلاً؟
د. محمد النقبي: أنا أعتقد أن الفيلم أعطى وجهة النظر الغربية لموضوع إيران وبالذات موضوع البرنامج النووي الإيراني، وكيف تحدث عن وجهة نظر الشارع الإيراني، لكن موضوع أن إيران في مواجهة العالم أنا أعتقد أن هذا مبالغ فيه وأنا أختلف مع الدكتور علي في هذا الموضوع، إيران ما زالت تملك علاقات جيدة مع الصين مع روسيا مع الهند مع بعض الدول العربية مثل السودان مثل ليبيا مثل سوريا وما إلى ذلك، فكون الفيلم يعطي هذا العنوان هو نوع من الإثارة الإثارة الأجنبية اللي يحاولون فيها أنهم يضخمون من الموضوع مثل ما حدث تضخيم في الحالة العراقية قبل الغزو، لكن الموقف يظل هو موقف إيران في مواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا..
ميسون عزام: طيب، إذن هناك نوع من المبالغة. دكتور طلال الفيلم صوّر إيران على أنها.. أن حكمها حكم بوليسي قمعي إلى آخره، هل تعتقد بالمقابل أنه بالغ في هذا العرض أم أنه فعلاً أظهر الصورة الحقيقية؟
د. طلال العتريسي: لا، أنا ملاحظتي في الحقيقة أن الفيلم يكرر ما جاء في أفلام كثيرة قديمة حول انتقاد الوضع الداخلي والسياسات الداخلية ومراقبة الصحفيين أو التشدد على الزوّار الأجانب، هذا يعني أنا شاهدت الكثير من الأفلام التي تتحدث عن هذه النقاط منذ سنوات، والمقصود هو يعني في شيء متعمد لإبراز أن إيران لديها وجه واحد فقط هو وجه القمع البوليسي وليس هناك أي وجه آخر يعني ليس هناك أحد بإمكانه أن يتحرك أو يتحدث من بعض العلماء إلى الصحفيين أو ما شابه ذلك، أظن أن هذا جزء من حقيقة المجتمع الإيراني، في حين أن هناك أجزاء أخرى كبيرة هناك مئات الصحف مئات المجلات التي قد يقفل بعضها وقد يفتتح البعض الآخر، لا أعتقد أن يعني هذه الصورة هي الصورة الشاملة التي تغطي كل جوانب المجتمع الإيراني..
ميسون عزام: إذن أنت تقول أنه كان انتقائي بما معناه، على كل يبدأ الفيلم الوثائقي استعراضه للوضع الإيراني بصور عن التظاهرات التي انطلقت رداً على الرسوم الكاريكاتيرية المهينة للرسول لنتابع هذا المقطع.
[مشهد من الفيلم الوثائقي]
التعليق الصوتي: كل هذا العنف أتى رداً على بعض الرسوم، فقد أدى نشر رسوم كاريكاتيرية عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى إشعال غضب العالم الإسلامي, فقد سمحت بعض البلدان الأوربية بنشر هذه الرسوم التي اعتبرت مهينة للنبي. تسمح الشرطة بتجاوزها بسهولة فغالبية أولئك الشبان هم من المحافظين المتشددين والمقربين من الحكومة الإيرانية، ويبدو أنهم أتوا إلى هنا تنفيذاً للأوامر، لكن المهاجمين لم يتجاوزوا الحدود التي رسمت لهم، وباستثناء بعض الأضرار فما جرى كان ثورة غضب مخصصة للكاميرات، في الحقيقة بدا أن كل شيء كان مدبراً.
ميسون عزام: دكتور علي رضا يعني استمعت الدكتور طلال كان يتحدث أن الفيلم انتقائي، ماذا عن هذه الصور التي شاهدناها نحن نعلم أن التظاهرات كانت وبهذه الحدة في العديد من الدول، التظاهرات بصورة عامة كانت في أنحاء.. في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، هل تعتقد أن الفيلم أيضاً تقصّد إظهار هذه الصور ربما لإقناع المشاهد بأن المجتمع الإيراني عنيف؟
د. علي رضا نوري زادة: أولاً أود أن أقول تعقيباً على ما تفضل به السيد طلال الأستاذ طلال فإن الفيلم.. رسالة الفيلم لم تكن بالشكل الذي تم شرحه من قبل الأستاذ طلال، بل رأينا آية الله العظمى منتظري فهو قد تحدث عن مواقفه ورفضه ليعني سبل العنف في إيران، وأشار إلى أن ولاية الفقيه المطلقة إنشاء ولاية الفقيه المطلقة كان أمراً خارج الدستور، ولم يكن يتصور بأنه سوف يأتي يوماً يحكم إيران الولي الفقيه بسلطات مطلقة..
ميسون عزام: دكتور علي سنتطرق إلى هذه النقطة، نعم..
د. علي رضا نوري زادة: لا كان موضوعياً، تحدث عن يعني قابل الدكتور إبراهيم يزدي وهو من المعالجين..
ميسون عزام: يعني تقول أنه لم يكن انتقائي، وسننتقل إلى تصريحات منتظري ولكن بعد قليل..
د. علي رضا نوري زادة: فيما يتعلق بالمظاهرات، المظاهرات أولاً هذه المظاهرات كانت مظاهرات مدبرة من قبل الحرس السوري والباسيدج وفي عواصم مختلفة العواصم الإسلامية شاهدنا مظاهرات عفوية من قبل الشعب..
ميسون عزام: هل أنت تقول أن ما حدث بسوريا وربما في لبنان أيضاً كانت عفوية هذا ما تقوله؟
د. علي رضا نوري زادة: لا أعتقد في سوريا، لا في سوريا يعني كانت مدبرة جداً..
ميسون عزام: كما هو الحال في إيران؟
د. علي رضا نوري زادة: دائماً نرى رجالاً ونساءً من فئة واحدة ومن لون واحد يشاركون في هذا النوع من المظاهرات، وقد رأيت بعض ممن شاركوا في هذه المظاهرات الأسبوع الماضي أمام السفارة البريطانية، وعندي صورهم فهكذا هؤلاء يعطون بإرادة من الحرس من الاستخبارات لإقامة مظاهرات، وهكذا صور الفيلم هؤلاء وأيضاً ذهب إلى المسجد وذهب إلى بيت السيد نعمتي الذي كان من مسؤولي هذه المظاهرات، فهكذا كان الفيلم رائعاً في تصوير ما يجري في إيران فيما يتعلق بالمظاهرات أمام السفارة.
ميسون عزام: دكتور محمد ماذا تقول في هذه النقطة وهذه الصور وانتقاء هذه الصور؟ يعني وبالمقابل هل تعتقد أن ما حدث في إيران يتميز بصورة أو بأخرى عما حدث في مختلف أنحاء العالم الإسلامي؟
د. محمد النقبي: إحنا لازم نفرق بين موضوعين، الموضوع الأول: اللي هو الإساءة إلى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - والغضب اللي عم الشارع الإسلامي بالكامل بما فيه الشارع الإيراني، سواءً كان في الدول العربية أو الدول الإسلامية وإيران بالذات، هذه هي حالة من الغضب حالة عفوية نابعة من ردة فعل الناس على الإساءة إلى رسولهم الأعظم، لكن كون المظاهرات اللي حدثت في إيران بالذات هذه المظاهرات أنا أوافق الدكتور علي أن جزء كبير منها جزء مسيّر مسيّر من ناحية الاستخبارات أو من ناحية الحرس الثوري مثلها مثل أي دولة ثانية يعني كانت العراق سابقاً أو أحياناً في مصر أو أحياناً في دول أخرى في جنوب شرق آسيا تكون الأجهزة الأمنية أو تكون أجهزة الحكومة..
ميسون عزام: وراء مثل هذه التحركات..
د. محمد النقبي: وراء هذه التحركات عشان تعطي رسالة معينة إلى الجهة اللي قامت بهذه الإساءة والجهة اللي قامت بهذا العمل، فتحرك مجاميع من الناس سواءً في المظاهرات أو حرق السفارات أو حرق الأعلام وما إلى ذلك، لكن ردة الفعل في العالم العربي والإسلامي كانت ردة فعل عفوية من الناس على الإساءة اللي تمت في..
ميسون عزام: دكتور طلال يعني استمعت إلى الدكتور علي رضا يتحدث عن أن الفيلم قد قدم صورة واقعية كان موضوعي في سرده وهذه الصور أكبر دليل على ذلك، إيران هي التي حركت هذه المظاهرات ولديه أدلة من خلال صور من يقومون بمثل هذه المظاهرات؟
د. طلال العتريسي: يعني أنا لا أنفي أن يكون هناك بعض التظاهرات التي يتم السماح لها أو تنظيمها سواء في إيران أو في أي بلد آخر في العالم، يعني ممكن هذا أن يحصل ولكن أنا في الحقيقة ملاحظتي أن الفيلم يعني ركّز فقط على الجوانب السلبية الموجودة في إيران، لا أحد ينفي أن هناك جوانب سلبية سواءً في إيران أو في أي بلد آخر في العالم، ولكن هناك أيضاً جوانب كان يجب أن يتحدث عنها الفيلم يعني ليس من المعقول أن تكون دولة عمرها من بعد الثورة 27 عاماً وفيها 70 مليون نسمة ليس فيها إلا الجانب الاستخباراتي أو التظاهرات المدبرة هذه هي ملاحظتي، يعني بمعنى أن الفيلم كان يجب أيضاً أن يكون أكثر توازناً ويعرض يعني الجوانب الأخرى من حياة الناس، وجوانب الناس التي..
ميسون عزام: وماذا عن هذه الصور؟
د. طلال العتريسي: نعم، أنا لا أنفي يعني هو يقول أنه يعني المعلّق على الفيلم يقول بأنها مظاهرات مدبرة..
ميسون عزام: ماذا تقول أنت؟
د. طلال العتريسي: ما الذي يثبت أنها مظاهرات.. ما الذي يثبت أنها مظاهرات مدبرة؟ أنا لا أنفي الاحتمال، ولكن ليس لدي الوثيقة التي تثبت أنها مظاهرات مدبرة، على سبيل الافتراض نعم هذا ممكن مثلما أنه ممكن في لبنان أو ممكن في سوريا أو في باكستان أو أي شيء آخر لامتصاص هذه النقمة الشعبية أو للتعبير عن الإساءة التي حصلت للرسول الأكرم، ولكن هذا يعني لا يعني أن النظام مستبد هذا لا يؤدي إلى هذا الاستنتاج هذا يؤدي إلى أن النظام في لحظة معينة يريد أن يعبّر أو يرسل رسالة أو يسمح بتظاهر، في مصر حصلت تظاهرات مثلاً ومنعت من الخروج إلى الشارع وتم محاصرتها في أماكن محددة، معظم الأنظمة قد تفعل ذلك في لحظة معينة ولكن هذا يؤدي إلى استنتاج كبير..
ميسون عزام: ولكن إيران لم تفعل ذلك، وبالفعل يعدد الفيلم الوثائقي في بدايته ما يعتبره الخطايا الأكبر للنظام في إيران، لنتابع معاً هذا المقطع.
[مشهد من الفيلم الوثائقي]
التعليق الصوتي: بالإضافة إلى تهجمه على أميركا وإسرائيل فثمة مطلب جديد لدى محمود أحمدي نجاد لبلده وهو الحصول على الطاقة النووية.
ميسون عزام: دكتور علي رضا الفيلم يربط بين ما يعتبره تهجم على إسرائيل والولايات المتحدة وما بين طموح.. طموحات إيران النووية، هل تعتقد أن هذا الربط منطقي؟
د. علي رضا نوري زادة: لا أبداً أعتقد بأن الرئيس أحمدي نجاد قد اختار خطابين عند وصوله إلى سدة الرئاسة، خطاباً للعالم العربي بشأن إسرائيل وضرورة إزالة إسرائيل من الوجود ونفي Holocaust (المحرقة)، وخطاباً إلى الإيرانيين مركزاً على حق إيران امتلاك التكنولوجيا الذرية، فلفترة سنة أو سنة ونصف كان هذا الخطاب ناجحاً في كسب الشارع العربي وكسب الشارع الإيراني، ولكن الآن يبدو أن الشارع الإيراني بات أكثر وعياً لما ينظر إلى العالم وينظر إلى أن السياسة النووية للحكومة الإيرانية سوف تَجر البلاد نحو مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية، قبل يومين وجه أحد كبار الكتاب الإصلاحيين الدكتور أحمد زيد عبدي رسالة إلى آية الله خامنئي رسالة خطيرة جداً وقال: لماذا يقرر رجل واحد لهذا الشعب؟ ويجر هذا الشعب نحو كارثة نحو مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية؟ فيما يتعلق بخطاب أحمدي نجاد نحو الشارع العربي فأعتقد أن الشارع العربي الآن أيضاً بات أكثر وعياً حول توجهات إيران خاصةً على ضوء تدخل إيران السافر في العراق وتدخل إيران في القضية الفلسطينية وفي لبنان بدعمها لحزب الله وبدعمها أو بموقفها ضد الأكثرية اللبنانية، هكذا أعتقد بأن أحمدي نجاد في نهاية المطاف لن يكسب شيئاً من سياسته الراهنة..
ميسون عزام: طيب، لن يكسب شيئاً ولكن هذه النظرة ليست فقط في هذا الفيلم الوثائقي ولكن من المعروف أيضاً دكتور محمد أن الولايات المتحدة تربط ما بين اللهجة العدائية لإسرائيل من قبل نجاد والطموحات الإيرانية النووية، هل تعتقد أن هذا الربط واقعي؟ ولماذا خاصةً وإيران دائماً تؤكد أن طموحاتها النووية سلمية؟
د. محمد النقبي: أنا أعتقد أن الولايات المتحدة مصدر للقلق اللي سير الإدارة الأميركية هو الخوف على إسرائيل والخوف على مستقبل إسرائيل مما يعتقد أن البرنامج النووي الإيراني رح يتطور إلى أن يكون برنامج نووي عسكري، طبعاً إيران في كلا الحالات تحاول أنها تدافع عن هذا الموضوع لأن برنامجها لحد الآن في الطور الابتدائي وأن البرنامج رح يكون سلمي، الولايات المتحدة تحاول أنها تقضي على أي بادرة قد تقوم فيها أي دولة إسلامية ممكن أنها تهدد أمن إسرائيل في المستقبل، حصل نفس الكلام مع العراق ودمرت مؤسسات العراق واحتل العراق وطبعاً بناء على كذبة كذبوها كذبتها الولايات المتحدة الأمم المتحدة أن العراق يطور برنامجه النووي واكتشفوا بعد بسنوات أنه ما يوجد برنامج نووي في العراق، الآن نفس الموضوع يتكلمون فيه مع إيران مع أن إيران تحاول أنها هي تثبت للعالم في من خلال مناوراتها اللي تقوم فيها من المفاوضات أن برنامجها هذا تحاول تطوره أن يكون برنامج سلمي، هل هو برنامج رح يتطور إلى برنامج عسكري مافي حد حتى الأميركان لحد الآن ما قادرين أنهم يضعون أمام العالم شيء يثبت أن إيران رح تطور هذا البرنامج أنه يكون برنامج عسكري..
ميسون عزام: ومن خلال لهجة إيران لا تستطيع أن تؤكد بالمقابل بأنها ستستمر بذلك، ولكن ماذا عن الشعب الإيراني؟ يُظهر أو يَظهر من الفيلم الوثائقي أن هناك تعبئة للشعب الإيراني بشأن حقه في امتلاك قدرات نووية، لنتابع هذا المقطع.
[مشهد من الفيلم الوثائقي]
- لديها رسالة لكم..
- الطاقة النووية هي حقنا المطلق، ولا تستطيع أميركا شيئاً إزاء ذلك.
ميسون عزام: دكتور طلال دكتور علي رضا قبل قليل كان يتحدث أن الشارع الإيراني أصبح أكثر وعياً فيما يتعلق بالقدرات النووية والطموحات الإيرانية النووية، هل ترى فعلاً أن الشعب الإيراني معبأ وراء قيادته بشأن هذا الملف؟
د. طلال العتريسي: نعم، أنا أظن أن الشعب الإيراني معبأ خلف قيادته بشأن هذا الملف، وفي الحقيقة أستغرب يعني أن يستند الأستاذ علي رضا زادة إلى أحد الكتاب الإصلاحيين المعروفين ليشكوا من أن رجل واحد يقرر مصير إيران، هل من المعقول أن تكون إيران بكل المؤسسات المعقدة فيها في صنع القرار أن تترك كل هذه المؤسسات وتترك أحمدي نجاد يقرر مصير إيران في الملف النووي! هذا أمر يعني يدل على أن..
ميسون عزام: نعم، ولكن كيف تفسر أن النواب موالاة ومعارضين يؤيدون هذا الملف؟
د. علي رضا نوري زادة: نعم، هذا ما أريد أن أقوله أن هناك مؤسسات في إيران من مجلس الشورى إلى المؤسسات الأخرى تؤيد هذا الملف وأحمدي نجاد يعبّر عن هذا التأييد، ليس أحمدي نجاد هو الذي يقود إيران باتجاه المعركة مع الملف النووي، هناك كل المؤسسات الإيرانية تؤيد التمسك بحق إيران في التخصيب وفي المحافظة على الطاقة النووية للأغراض السلمية والموقف الإيراني الشعبي العام يعتبر أن هذا حق قومي ووطني لإيران، هذا لا ينفي استثناءات بعض الإصلاحيين بعض الأشخاص الآخرين الذين يخافون من مستقبل هذه المسألة في مواجهة مع أميركا أم لا، ولكن بحسب تقديري ومتابعتي هناك إجماع كبير في إيران حول التمسك في هذا بهذا الحق باعتباره حق إيران..
ميسون عزام: طيب لنستمع إلى رأي.. نعم، لنستمع إلى رأي الدكتور علي رضا زادة حول هذه النقطة، دكتور علي يعني أولاً يعني أعيد نقطتي الأساسية كيف يمك
April 15, 2007 12:23 PM