مصادر تتحدث عن إطلاق عميل الـ«إف بي آي» في إيران كمبادرة حسن نية تجاه أميركا
نجاد: إيران لن توقف نشاطها النووي
لندن: علي نوري زاده
اكد مصدر ايراني قريب من الحرس الثوري الإيراني صحة ما يتردد في الوسط السياسي عن اطلاق سراح الضابط السابق بالمباحث الفيدرالية الاميركية (اف بي اي) روبرت ليفينسون، والذي كشفت «الشرق الأوسط» عن خفايا اعتقاله في جزيرة كيش الايرانية في التاسع من شهر مارس (اذار) الماضي...
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: ان استخبارات الحرس الثوري باتت مقتنعة أن ليفينسون المتقاعد من الـ«اف بي اي» منذ عقدين، ليس جاسوسا ولم يدخل جزيرة كيش من اجل التجسس، بل حسبما اكده خلال استجوابه انه يعمل لشركة تجارية في دبي لديها عقود مع مصلحة التبغ الايراني وتصدر بعض انواع السجائر الاميركية الى ايران وان لقاءه مع داوود صلاح الدين الاميركي الهارب الى ايران منذ 27 عاما والمتهم بقتل علي أكبر طباطبائي أحد قادة المعارضة في الولايات المتحدة، كان في اطار تحرياته عن شبكة غير شرعية تقوم بتهريب السجائر الاميركية من الانواع التي لدى الشركة الاماراتية وكالة توزيعها الحصري في المنطقة.
وكانت الحكومة الايرانية قد نفت علمها بوجود ليفنسون على اراضيها حينما تلقت طلبا من وزارة الخارجية الاميركية عبر السفارة السويسرية، التي ترعى مصالح اميركا في ايران. وبعثت وزارة الخارجية الاميركية برسالة ثانية الى الحكومة الايرانية بعد نشر تقرير «الشرق الاوسط» الذي تضمن تفاصيل قصة استدراج الضابط الاميركي السابق إلى جزيرة كيش ومن ثم اعتقاله ونقله الى طهران، حيث خضع لاستجواب متواصل في احد معسكرات الحرس شرق طهران.
وكان موقع «بازتاب» الالكتروني للجنرال محسن رضائي قائد الحرس السابق وسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام قد ألمح الى تطور قناعة لدى الحرس الثوري بعدم ارتباط ليفينسون بالاستخبارات الاميركية مما سهل اطلاق سراحه، غير ان مصدرا دبلوماسيا بوزارة الخارجية الايرانية أكد لـ«الشرق الأوسط» ان قرار الافراج عن الاميركي اتخذ من قبل أعلى المستويات وكبادرة حسن النية تجاه الأميركيين قبل سفر وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي إلى قمة شرم الشيخ. وأشار المصدر الى ان السلطة العسكرية الاميركية في العراق قد سمحت لأسر الضباط الإيرانيين المعتقلين في العراق بزيارتهم وهناك أمل بأن يتم الافراج عنهم بعد عودة متقي من شرم الشيخ رداً على خطوة إيران.
ومن ناحيته، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان ايران لن تخضع للضغوط الدولية من اجل وقف برنامجها النووي وذلك بعد ان طلبت القوى الدولية من ايران تجميد تخصيب اليورانيوم والا واجهت المزيد من العقوبات الدولية. وذكر التلفزيون الحكومي ان احمدي نجاد قال امام حشد في اقليم كرمان الجنوبي الشرقي «اذا كان (الغرب) يعتقدون انهم باستغلال بعض المنظمات (الامم المتحدة) يمكنهم ان يمنعوا ايران من الحصول على التقنية النووية.. فانهم مخطئون». وقال احمدي نجاد «الامة الايرانية ستواصل اصرارها على ممارسة حقها في التقنية النووية». ويقول محللون ان الاقتصاد الايراني الذي يكافح حاليا من اجل توفير وظائف كافية بالرغم من عائدات النفط المتزايدة سيكون معرضا للخطر خاصة بالنسبة لاية قيود قد تفرض على واردات البنزين او التمويل الاوروبي او التجارة في مجال الاجهزة والمركبات الصناعية. وفي باريس، قال مدير وكالة الطاقة الدولية انه لا يوجد سبب يحول دون امتلاك ايران للطاقة النووية. وقال كلود مانديل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية في مؤتمر صحافي «انني لا ارى سببا يجعل دولة مثل إيران لا تمتلك طاقة نووية في إطار مزيج من انواع الطاقة». وقال «لا يوجد ما يدعو لحرمانها من الطاقة النووية»، وان كان اضاف انه يتفهم قلق الغرب. الى ذلك، دعا روبرت زوليك المسؤول السابق الذي رسم السياسة الاميركية حيال الصين، بكين الى تجميد استثماراتها في ايران وتعزيز العقوبات المفروضة على إيران بسبب مواصلتها نشاطات نووية حساسة. وقال زوليك الذي كان نائبا لوزيرة الخارجية ان الروس «وجدوا سببا لوقف العمل» مع ايران في محطة بوشهر النووية وعلى بكين الآن التعاون مع واشنطن والاتحاد الاوروبي وموسكو وغيرها لردع طهران عن مواصلة مسيرتها النووية.
واكد زوليك امام منتدى في واشنطن ان «الصين يمكنها المساعدة على تعزيز العقوبات على التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج وبالتشديد على تعاون كامل مع مجلس الامن الدولي».
وتابع ان الصين قد تكون راغبة في تجنب معالجة «الخطر» الذي تشكله ايران لانها تبدو بعيدة عنها، خلافا لكوريا الشمالية. وأضاف ان ايران من اهم الدول التي تزود الصين بالنفط. لكنه اضاف «على الصين ان تدرس الخطر الشامل الذي تشكله ايران»، مشيرا الى انه «اذا طورت ايران اسلحة نووية فستكون كل منطقة الخليج العربي في خطر».
واكد ان الصين يمكن ان تلعب «دورا مؤثرا» عبر تشجيع القادة الايرانيين على «اختيار طريق الاندماج وليس المواجهة التي تقود الى العزلة». وتابع زوليك ان بكين يمكن ان تقنع الايرانيين «بهدوء» بان ايران لن تحصل على استثمارات اجنبية جديدة اذا واصلت تحديها لمجلس الامن الدولي. وأكد المسؤول الاميركي السابق ان الصين تعتقد ربما ان اجراءاتها الامنية في الداخل حدت من خطر استهدافها من قبل ارهابيين يمتلكون اسلحة نووية. واضاف «لكن عليها التفكير بما سيحدث للنظام الاقتصادي العالمي الذي تستفيد منه الصين بشكل هائل، اذا ضرب الارهابيون اي مكان باسلحة للدمار الشامل». وتابع «قد يتوقف تدفق السلع ورؤوس الاموال والخدمات والافكار والناس والمعلومات عبر الحدود -- الذي يقوم عليه النظام العالمي». وفي لندن، اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ان مجلس الامن الدولي سيضطر لاتخاذ «تدابير إضافية» ما لم تلب ايران مطالب تعليق برنامجها النووي.
May 4, 2007 12:10 AM