علي لاريجاني يقدم استقالته احتجاجا على نجاد ومتكي وخامنئي يرفضها
أنباء عن نية طهران إرسال محمد جواد ظريف لاجتماع بغداد مع السفير الأميركي
لندن: علي نوري زاده
قدم الدكتور علي لاريجاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران ومسؤول الملف النووي استقالته للمرة الخامسة في الأشهر الأخيرة إلى مرشد النظام آية الله علي خامنئي وقالت مصادر ايرانية ان الاستقالة جاءت احتجاجاً على ما وصفه في كتاب استقالته بتصرفات وتصريحات غير مسؤولة لرئيس الجمهورية وزملائه، ما تسبب في إعاقة مسار المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي والخطوات الجارية لابعاد التهديدات الموجهة ضد البلاد ومصالحها الاستراتيجية...
ورغم ان المرشد رفض استقالة لاريجاني كما فعل في المرات الماضية غير ان مصادر قريبة من سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي أكدت لـ«الشرق الأوسط» بأن لاريجاني مستاء جداً من تصرفات أحمدي نجاد ووزير خارجيته منوشهر متكي الذي يعتبره لاريجاني غير مؤهل لتولي رئاسة الدبلوماسية الإيرانية في فترة حساسة تستدعي شخصية سياسية ودبلوماسية محنكة وقادرة على مواجهة التحديات.
وقد برزت خلافات لاريجاني مع أحمدي نجاد ومتقي مؤخراً حينما ذهب الأول إلى بغداد بغية التشاور مع المسؤولين العراقيين حول شروط ايران لحضور مؤتمر شرم الشيخ. وبينما كانت المباحثات بين لاريجاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عند مفترق هام بحيث توصلا إلى اتفاق ما بشأن كيفية التعاطي مع الملف الأمني والدور الذي تستطيع ايران ان تلعبه في مساعدة حكومة المالكي في مواجهة الارهاب، اطلق حسن كاظمي قمي سفير ايران لدى العراق تصريحات بان متكي سيذهب الى شرم الشيخ. واثار الخبر غضب لاريجاني الى حد قال رداً على سؤال من مندوب احدى الوكالات، انه لا يعرف شيئاً عن سفر منوشهر متُكي وقد وصله النبأ بشكل مفاجئ.
وكشف أحد مستشاري لاريجاني بسكرتارية المجلس الأعلى للأمن القومي ل «الشرق الأوسط» ان المرشد وعقب زيارات لاريجاني الناجحة إلى السعودية كلفه بملف الدول الخليجية والبلدان المجاورة، ورغم ذلك فإن أحمدي نجاد لم يتوجه إلى الامارات وسلطنة عمان فحسب ،بل لم يستشر لاريجاني اسا سا كما أدلى بتصريحات مثيرة للغاية حول استئناف العلاقات مع مصر، إلى جانب أقواله عند اجتماعاته الخاصة مع رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ورئيس الوزراء الإماراتي ونانب رئيس الامارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد حول طريقة التعاطي مع مشكلة الجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى والتي تطالب الإمارات باستردادها.
وكان لاريجاني وفريق من مستشاريه قد درسوا مشكلة الجزر من مختلف جوانبها وكان من المقرر أن تجري اتصالات بين إيران والإمارات بواسطة لاريجاني وحكومة الامارات بعيداً عن الاضواء، في وقت لاحق هذا العام، غير ان زيارة أحمدي نجاد قد نسفت مبادرة لاريجاني، هذا ومن جانب آخر فإن تصريحات متقي في ندوة المنتدى الاقتصادي العالمي حول عدم نية إيران إزالة إسرائيل واستحالة محو الدول في زمننا هذا ومن ثم تراجعه عما قاله بعد تلقيه توبيخاً مباشراً من رئيسه احمدي نجاد، اعتبره لاريجاني تصريحات غير مسؤولة اساءت الى إيران كثيراً على حد قول أحد مستشاريه.
ويبدو ان رفض المرشد استقالة لاريجاني، قد يؤدي إلى تهدئة الوضع، غير ان المباحثات المقرر اجراؤها مع الولايات المتحدة في بغداد في 28 مايو (أيار) الجاري هي نقطة صراع حقيقي بين سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي وحكومة أحمدي نجاد، بحيث ينوي وزير الخارجية إيفاد رئيس البعثة الإيرانية الدائمة السابق في الأمم المتحدة الدكتور محمد جواد ظريف إلى بغداد، لاجراء المباحثات مع رايان كروكر السفير الأميركي، بينما يرى لاريجاني ان ظريف رغم اتقانه اللغة الانجليزية بصورة جيدة ومعرفته بالثقافة والتقاليد والعقلية الاميركية غير انه مُرن أكثر من اللازم فيما المباحثات تتطلب سياسياً من الوزن الثقيل من أمثال الدكتور محمد جواد لاريجاني شقيقه ومستشار رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية والذي شارك في منتدى دافوس الأخير بالأردن جنباً إلى جنب متقي.
وكانت ايران اعلنت امس ان نزاعها مع الغرب حول الموضوع النووي لن يكون جزءا من المحادثات حول العراق في بغداد الاسبوع المقبل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني للصحافيين «نريد الا يكون هناك اي ربط بين المحادثات حول الملف النووي والمحادثات حول العراق».
واضاف «اذا اراد احد اقامة رابط بين المسألة النووية والعراق، فهذا امر لا نريده نحن». وكان يفترض ان يلتقي سفيرا البلدين في بغداد في 28 مايو لإجراء محادثات حول العراق، وذلك قبل ثلاثة ايام من محادثات حول الملف النووي الايراني بين الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني أن مندوب إيران للمفاوضات مع الولايات المتحدة حول قضايا العراق «لم يحدد بعد بشكل قاطع».
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية (إرنا) عن حسيني قوله في رده على سؤال فيما إذا كان مساعد المجلس الاعلي للامن القومي محمد جعفري سيمثل إيران في هذه المفاوضات أن «مندوب إيران لهذه المفاوضات مع الجانب الاميركي سنعلن عنه قبل 28 مايو الجاري».
May 21, 2007 01:35 AM