سفير إيران بالأمم المتحدة يعود لطهران.. وتسريبات عن انتقادات المحافظين له

خزائي بدلا من جواد ظريف في نيويورك
لندن: علي رضا نوري زاده

من المتوقع ان يغادر رئيس بعثة إيران الدائمة في الأمم المتحدة الدكتور محمد جواد ظريف اليوم مدينته المفضلة ـ نيويورك حيث قضى سنوات عدة من حياته طالباً ودبلوماسياً وسفيراً لأكثر من عشرين عاماً، وذلك في نهاية فترة عمله والتي جرى تمديدها ثلاث سنوات.

وظريف اصلاحي براغماتي ومتزمت في آن معا، وقد عمل مساعدا لوزير الخارجية ونائبا لرئيس البعثة الدائمة في عهد الرئيسين السابقين رفسنجاني وخاتمي، ...

وفيما كان أحمدي نجاد يرغب في ايفاد احد رفاقه وهو «زرى بافان» الى نيويورك بدلا من ظريف، جاءته التعليمات من مسؤولين كبار مفادها: أننا نثق بالدكتور ظريف ونرغب في تمديد مهمته. هكذا بقي ظريف سنتين اضافيتين في نيويورك. ويحظي ظريف بثقة واحترام بالغين في الخارج حيث نشرت الصحف والمجلات الاميركية والاوروبية مقالات عدة تشيد بحكمة ظريف وحنكته وسعة صدره وليبراليته. ويتردد ان المحافظين ضغطوا من اجل ان يتم منح منصب ممثل ايران فى الامم المتحدة لشخص ينتمي للتيار المحافظ، بدلا من ظريف. ويعود ظريف الى طهران لينضم الى صديقه صادق خرازي (ما زال بلا عمل) فيما سيتولى من يوم الاثنين المقبل محمد خزائي رئاسة البعثة الدائمة بالأمم المتحدة. وخزائي خبير مالي لا علاقة له بالدبلوماسية والسياسة، والأمر الوحيد الذي يربطه بنيويورك هو عمله في احدى المؤسسات المالية لبضع سنين وفقده ابنه البكر الذي توفي في المدينة، وقبل تعيينه مكان ظريف عمل خزائي لفترة قصيرة مساعدا لوزير الاقتصاد.
ومما يجدر ذكره ان كرسي رئاسة البعثة الدبلوماسية الدائمة في الأمم المتحدة منذ قيام الجمهورية الايرانية بات حسب القول الشائع بوزارة الخارجية «مخيفا» بحيث ان كل من جلس على الكرسي أصبح منبوذاً فيما بعد. فبعد الثورة عُيّن الدكتور منصور فرهنغ وهو استاذ وخبير في الشؤون الدولية رئيساً للبعثة الدائمة ـ غير انه أعلن تمرده على النظام عقب عزل الرئيس ابو الحسن بني صدر ما أصدرت محكمة الثورة حكماً بسجنه غيابياً. ويعيش الدكتور فرهنغ حالياً في الولايات المتحدة ويعد من أبرز الخبراء في الشؤون الاقتصادية والسياسية ويدرس في إحدى الجامعات. أما الرئيس الثاني للبعثة فهو الدكتور سعيد رجائي خراساني، فقد تعرض لملاحقة البوليس في اليوم الأخير لمهمته حيث ذهب لشراء بعض الأغراض ونسي أن يدفع قيمة جاكيت قد حمله إلى خارج احد المحلات التجارية الكبيرة بمانهاتن في نيويورك، غير ان البوليس قرر ايقاف ملاحقته بعد أن علم بحصانته الدبلوماسية، وعاد خراساني إلى طهران وأصبح نائباً في البرلمان ولكنّه تعرض لمضايقات كثيرة بعد دعوته لفتح صفحة جديدة في علاقات إيران مع الولايات المتحدة. والرئيس الآخر للبعثة الدكتور محمد جعفر محلاتي نجل آية الله مجد الدين محلاتي أقيل من منصبه بسبب مواقفه الوطنية وانفتاحه على وسائل الإعلام الأميركية وانتقاده من قبل الامام الخميني بسبب مصافحته صحافية شابة بمكتبه، ومحلاتي الذي ارتدى الزي الديني عقب وفاة والده وهو سليل أسرة دينية معروفة في شيراز، ويرتديه حين يزور شيراز، يقيم الآن في نيويورك حيث يعمل في جامعة كولومبيا ويحاضر في جامعات أخرى. وجاء بعد ذلك كمال خرازي إلى نيويورك رئيساً للبعثة الدائمة وهو الوحيد الذي انتقل من كرسي البعثة الى كرسي وزارة الخارجية تاركا وراءه صادق خرازي ابن شقيقه الذي كان قريبا من الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي مما تسبب في ان يرسله خاتمي الى فرنسا لتعزيز العلاقات مع باريس مدينة الثقافة والفن، غير أن خرازي اتخذ موقفا صريحا خلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة لصالح هاشمي رفسنجاني وحينما أُعلن فوز احمدي نجاد، قدم استقالته.