منع مذكرات رفسنجاني عشية خوضه انتخابات رئاسة مجلس الخبراء الإيراني
خامنئي يدعم صديق عمره طبسي لرئاسة المجلس
لندن: علي نوري زاده
فيما يعتقد حجة الإسلام محمد علي أبطحي مساعد رئيس الجمهورية السابق وأحد ابرز مستشاري محمد خاتمي، بأن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني هو خير خلف لرئيس مجلس الخبراء الراحل آية الله علي مشكيني، باعتباره النائب الأول لرئيس مجلس الخبراء وأحد أعمدة المجلس منذ تأسيسه بعد بضعة أشهر من قيام الثورة، فان الرئيس الإيراني الأسبق يواجه تحديات قوية في طريقه إلى كرسي رئاسة أعلى سلطة قانونية في إيران، إذ يشرف مجلس الخبراء على أداء مرشد النظام والمؤسسات الخاضعة لسيطرته فضلا عن مسؤولية عزل المرشد وانتخاب خلفه في حالة وفاته أو إصابته بمرض عضال أو ارتكابه أعمالا معارضة للدستور أو مخالفا لمبادئ المذهب الشيعي.
ومنذ وفاة مشكيني الشهر الماضي، تشغل معركة رئاسة مجلس الخبراء بال أطراف السلطة من الإصلاحيين الذين لا يخفون مثل أبطحي دعمهم لرفسنجاني ومن أنصار محمود احمدي نجاد رئيس الجمهورية الذين يدعمون ترشيح آية الله محمد تقي مصباح يزدي، المرشد الروحي لاحمدي نجاد، والرجل الذي اعلن مؤخراً أن آية الله الخميني لم يكن مؤمناً بمبدأ سيادة الشعب والنظام الجمهوري بل انه اضطر في بداية الثورة وبسبب الاجواء القائمة في البلاد الى إخفاء رأيه الحقيقي القاضي بقيام حكم إسلامي معين من قبل الولي الفقيه. ويدعي مصباح يزدي أن مسؤولية مجلس الخبراء ليست انتخاب المرشد والولي الفقيه بل اكتشافه بحيث على المجلس التدقيق والتحري عمن له علاقة مع المهدي المنتظر ويستأهل ليكون نائبه في فترة غياب المهدي. ولم يكتف رفسنجاني بنفي مزاعم مصباح يزدي واعتباره ما نقله مصباح عن الخميني «مزاعم فارغة»، بل أنه أكد سابقاً على أن الخميني كان مؤمنا بالديمقراطية وسيادة الشعب.
وأوضح رفسنجاني، وهو كان اقرب مستشاري الخميني، أن قائد الثورة الإسلامية كان يعتبر «الشعب مصدر الشرعية»، ولهذا فان انتخاب القائد يتم عبر مجلس منتخب من قبل الشعب. وتضمنت تصريحات رفسنجاني اعترافه بأنه لم يكن مؤيدا لانتخاب فرد واحد لقيادة البلاد بل يدعم القيادة الجماعية عبر مجلس مكون من ثلاثة أو خمسة أشخاص، ولمح إلى أنه لا يؤمن بمبدأ انتخاب القائد مدى الحياة. وفي المجلد الأخير لمذكراته، كشف رفسنجاني أن الخميني كان ينوي الاعتزال والتخلي عن مسؤولياته القيادية في العام الخامس من قيام الثورة وتراجع عن ذلك نتيجة لإصراره. وقد أثارت مذكرات رفسنجاني ضجة كبيرة لدى أتباع المرشد علي خامنئي والراديكاليين حيث اتهم حسين شريعت مداري ممثل المرشد ومدير مؤسسة «كيهان» الصحفية رفسنجاني باختلاق القصص عن الخميني، فيما أمرت وزارة الإرشاد بتوقيف مذكرات رفسنجاني عشية انتخاب رئيس مجلس الخبراء. ويعتبر مصدر قريب من رفسنجاني قرار منع المجلد الأخير من مذكراته قبل يومين من الاجتماع الطارئ لمجلس الخبراء جزءا من حملة التشويه والإساءة التي تقودها الجهات القريبة من المرشد ورئيس الجمهورية ضد رفسنجاني للنيل منه والتأثير على فرص فوزه برئاسة مجلس الخبراء. وأوضح المصدر بان المرشد لا يرغب في أن يترأس مجلس الخبراء الرجل الذي لا يخفي غضبه واستياءه من المعاملة التي تعرض لها خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة عندما وضع المرشد ثقله وراء احمدي نجاد من اجل فوزه في الانتخابات. وقالت مصادر إيرانية إن المرشد يدعم ترشيح الشيخ عباس واعظ طبسي ممثل المرشد في خراسان وسادن حرم الإمام الرضا ثاني أئمة الشيعة وصديقه منذ الطفولة رغم أن طبسي يفتقر إلى المؤهلات العلمية والفقهية المطلوبة لرئيس مجلس الخبراء. وفي حالة فشل طبسي أو عدم خوضه المعركة، فان محمود هاشمي شاهرودي ابرز الفقهاء الأعضاء في المجلس قد يكون المرشح الأوفر حظا خاصة أن شاهرودي طلب منذ فترة أن يعفيه خامنئي من رئاسة السلطة القضائية والتي يتولاها منذ سبع سنوات.
وبالنسبة لاحتمال رئاسة الشيخ محمد تقي مصباح يزدي لمجلس الخبراء، فان معظم المصادر في إيران متفقة بأن مصباح يزدي لا يحظى بتأييد أكثر من عشرين نائباً من بين ثمانين نائبا وهو عدد الأعضاء الأحياء للمجلس البالغ عدد أعضائه وفقا للدستور 86 نائباً.
September 2, 2007 01:20 AM