December 06, 2007

تلويزيون العربيه

بانوراما: طروحات نجاد في القمة الخليجية

Pano-Al-arabia-TV copy.jpg

اسم البرنامج : بانوراما مقدم البرنامج: منتهى الرمحي تاريخ الحلقة: الاثنين3-12-2007 ضيوف الحلقة: الدكتور علي نوري زادة (مدير مركز دراسات العربية الإيرانية - من لندن) عادل الطريفي (الباحث السعودي - من الرياض) عايد المناع (محلل السياسي - من الكويت) الدكتور إحسان أبو حليقة (الاقتصادي السعودي - عبر الهاتف).

-دعوة نجاد للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي، هل تفتح الباب أمام تسوية سلمية لملف إيران النووي والملفات الأخرى العالقة معها؟ -وهل تعلن القمة إطلاق السوق الخليجية المشتركة في بداية يناير المقبل كما هو مقرر منذ سنوات؟ منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا إلى بانوراما الليلة. هذان العنوانان سيكونان محور حلقتنا لكننا نتوقف أولاً مع موجز بأهم الأنباء.
[موجز الأنباء]
منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد. دعوة الرئيس الإيراني للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي التي افتتحت اليوم في الدوحة تكتسب أهمية خاصة. فسابقة مشاركة رئيسٍ أجنبية في قمة خليجية منذ تأسيس المجلس عام 1981، تأتي في ظل تطورات سياسية وأمنية كبيرة تشهدها المنطقة، وربما لإيران صلة بمعظمها ولا شك أن ملف إيران النووي يبقى على رأس اهتمامات قمة مجلس التعاون لما يشكل هذا الملف من تهديد لأمن المنطقة في ظل إصرار طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم وعدم استبعاد الإدارة الأميركية توجيه ضربة عسكرية لإيران للفرض عليها وقف عمليات التخصيب. ويبقى الملف العراقي والفلسطيني واللبناني واحتلال إيران للجزر الإيرانية الثلاثة في صدارة مناقشات القمة. فهل تفتح مشاركة نجاد في هذه القمة الباب أمام تفاهمات خليجية إيرانية لدعم المساعي لإيجاد حلول سلمية لهذه الملفات. سليم بوعسلا: القمة الثامنة بعد العشرين لقادة دول المجلس التعاون الخليجي التي تعقد في العاصمة القطرية الدوحة، أحدثت الاستثناء باستضافة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ليكون بذلك أول رئيس أجنبي يشارك في قمة لمجلس التعاون منذ تأسيسه عام 1981. نجاد وصل إلى الدوحة وهو يحمل مقترحات قال إنها لضمان الأمن في المنطقة. الرئيس الإيراني دعا مضيفيه إلى اجتماع في طهران يبحث مقترحات التعاون هذه. نجاد لم يتطرق في كلمته أمام القمة إلى الملف النووي الذي شغلت به بلاده العالم في وقتٍ لا تخفي فيه دول مجلس التعاون التي تؤيد تسوية سلمية لهذا الملف لا تخفي مخاوفها إزاء تداعيات أي ضربة عسكرية محتملة ضد إيران. ملفات أخرى ستكون حاضرة بقوة هي الأخرى على طاولة البحث في قمة الدوحة، بينها الملف العراقي حيث أعربت دول الخليج مراراً ضمناً أو علناً عن قلقها إزاء النفوذ الإيراني المتزايد في العراق. كما سيبحث قادة مجلس التعاون الخليجي الأزمة السياسية في لبنان. هذا إلى جانب بحث نتائج اجتماع أنابوليس للسلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. كما تعقد القمة الخليجية هذه السنة فيما سجلت حركة تقارب سعودي قطري تجسد خصوصاً بحضور العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز القمة في الدوحة بعدما كانت العلاقات بين البلدين قد عرفت توتراً في السنوات الأخيرة وإن كانت الرياض لم تعد سفيرها إلى الدوحة منذ استدعائه عام 2002. وكذا تقارب إيراني إماراتي تجسد في عقد الرئيسين خليفة بن زايد آل نهيان وأحمدي نجاد اجتماعاً ثنائياً على هامش القمة لم تتسرب تفاصيله إلا أن نقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين هي قضية الجزر الثلاث التي تسيطر عليها إيران وتطالب الإمارات العربية المتحدة باستعادتها. سليم بوعسلا - العربية.
منتهى الرمحي: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من لندن الدكتور علي نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية. ومعنا من الرياض السيد عادل الطريفي الباحث السعودي، ومن الكويت الدكتور عايد المناع المحلل السياسي. أهلاً بكم جميعاً ودعونا نبدأ في سؤال يعني لا أتوقع أن الإجابات ستكون كثيراً مختلفة عليه من ضيوفي الثلاثة، وهو.. لكن أريد تقييماً شخصياً لأهمية زيارة.. دعوة أحمدي نجاد لهذه القمة وأبدأ معك دكتور علي نوري زادة أولاً.
علي نوري زادة: أولاً أعتقد أن هذه الدعوة قد جاءت متأخرة بالنظر إلى أن الرئيس الذي مدّ يده نحو الخليجيين للتعاون كان الرئيس خاتمي، وخلال رئاسة الرئيس خاتمي لم توجه دعوة كهذه إليه بينما السيد أحمدي نجاد منذ أن انتُخب رئيساً فإنه أطلق دعوة لتجديد الثورة وأعاد إلى الأذهان الشعارات الثورية التي انطلقت من قبل الإمام الخميني، فهكذا زيارة رئيس أحمدي نجاد للدوحة ومشاركته في القمة العربية كانت مثيرة جداً لاستغراب العديد من المراقبين ممن يتابعون العلاقات الإيرانية الخليجية، خاصة وأن الفئات القريبة من السيد أحمدي نجاد هي التي هاجمت السفارة الأردنية وأطلقت شعارات ضد الدول العربية مثل السعودية والكويت والبحرين وغيرها، فصحيفة كيهان الغريبة من المرشد ومدير صحيفة كيهان حسين شريعتمداري هو ممثل المرشد طالبت بإعادة البحرين إلى الوطن الأم. فأيضاً هناك حملة غريبة ومثيرة ضد الكويت منذ عدة أسابيع والجنرال مير فيصل باقر زادة مساعد رئيس الأركان هو الذي يقود هذه الحملة. هكذا يعني كان حضور أحمدي نجاد مثيراً للاستغراب جداً.

منتهى الرمحي: السيد عادل الطريفي بالرغم أو ألا يمكن أن يكون كل هذا هو ما دعا الدوحة لدعوة أحمدي نجاد لهذه القمة؟
عادل الطريفي: لا لعلي أختلف مع الدكتور علي أظن أن دعوة الرئيس نجاد دعوة مهمة وتأتي في توقيت هام جداً، لا سيما أن إيران يعني تحت ضغوط كبيرة جداً بسبب الملف النووي وهي أيضاً تواجه ضغوطاً مختلفة في المنطقة سواء في العراق أو حتى في لبنان، ولذلك حجم التقارب أو حجم الحوار ما بين الخليجيين والإيرانيين كبير جداً، حتى أنه أكبر مما كان عليه الوضع في عهد خاتمي. يعني نحن يجب ألا ننسى أن حجم الحوار السعودي الإيراني على سبيل المثال داخل العراق وحتى داخل لبنان أكبر مما كان عليه في السابق. صحيح أنه لو استمر رئيس مثل الرئيس خاتمي أو مثله اليوم لكانت إيران أقل ثورية مما هي عليه اليوم. ونعم لكانت الزيارة أيضاً مرحباً فيها بشكل أكبر ولا التقى الزعماء الخليجيين بشكل أكثر ترحيباً بضيفهم. لكن لا شك أن دعوة الرئيس أحمدي نجاد مهمة جداً لأننا لا نريد توتير الأوضاع أكثر مما هي عليه اليوم، حالياً يجتمع في أوروبا ممثلو المجلس الأمن لمحاولة مناقشة وزراء الخارجية لمحاولة مناقشة العقوبات أو جولة العقوبات الثلاثة على إيران، ولذلك فإن إعطاء نوع من التقارب مع الإيرانيين في هذه اللحظة الحساسة أمر مهم جداً، لعل القادة الخليجيين أن يقنعوا إيران بوقف التخصيب، وهي المسألة الشائكة جداً.

منتهى الرمحي: وسنعود طبعاً للحديث بتفصيل عن هذا الموضوع سيد عادل ويبدو أني أنا كنت غلطانة في البداية عندما قلت أنه ربما لا يختلف ضيوفي الثلاثة في أهمية هذه الدعوة، دكتور عايد المناع أنت ما رأيك؟
عايد المناع: أنا الحقيقة أقول أن إيران دولة مؤسسات كبرى الآن يعني رئيس الدولة السيد نجاد أو غيره هو الحقيقة واحد من المؤسسات، هناك مجلس الشورى، وهناك مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهناك مجلس خبراء، وهناك الحقيقة فوق جميع هؤلاء المرشد الأعلى للثورة الإسلامية. وبالتالي يعني الحقيقة ليس نجاد هو الشخص المهم الوحيد وإن كان هو بصفته رئيس الجمهورية المنتخب هو الذي أمامنا، وبالتالي التحادث معه.. أنا أعتقد أن دعوة الرئيس نجاد هي محاولة إنجاد لإيران من الوضع التي هي فيه ومحاولة إنقاذ لها من هذه الحالة المتردية في العلاقات مع الدول الغربية. وأنا أعتقد أن الخليجيين في هذا عملوا ما يمكن عمله من أجل أن تقدم إيران نفسها بشخص رئيسي الجمهورية كدولة معتدلة تخاطب العالم من خلال الحقيقة الحديث عن ملفها النووي وشرح هذا الملف للأشقاء بدل من أن يشرح مثلاً إلى قوى يعتبرها.. تعتبرها إيران بشكل عام متغطرسة واستكبارية وما شابه ذلك. لكن ما حصل بكل أسف أن الرئيس الإيراني جاء ليتحدث لنا عما نعرفه. يعني ما كنا نريد من الرئيس الإيراني أن يتحدث لنا عن التعاون الاقتصادي والتعاون الأمني، نحن نقول أيضاً والتعاون الثقافي والتعاون التجاري وكل العلاقات الطيبة مع الشعوب الإيرانية تهمنا وتعنينا، بل إن إيران نفسها تعنينا ولذلك كان المفترض أن يكون الحديث فعلياً عن الملف النووي.. منتهى الرمحي: السؤال أيضاً دكتور عايد.. عايد المناع: لتجنيب إيران أي مواجهة مع الدول الغربية.. منتهى الرمحي: دكتور عايد لكن السؤال أيضاً هو: هل دول الخليج تريد شرحاً للملف النووي الإيراني؟ أم أنها متخوّفة إلى درجة أنها تطالب أيضاً بوقف تخصيب اليورانيوم؟ هذا ما سأسأل عنه بعد.. ولأننا بدأنا في الحديث عن الرئيس الإيراني الذي أكد طبعاً بعد أن نعرض كلمات الرئيس الإيراني الذي أكد على هامش القمة أن البرنامج النووي تم إقفاله وإيران مستعدة لكافة الاحتمالات واقترح على زعماء دول الخليج التعاون الأمني والاقتصادي بين ضفتي الخليج لنتابع.

أحمدي نجاد: وأتقدم ببعض المقترحات بغية تعزيز العلاقات وتنمية التعاون البناء بين دولنا: 1- أولاً تأسيس منظمة التعاون الاقتصادي الثاني. 2- إلغاء التأشيرات بهدف تسهيل تنقل المواطنين بين دولنا السبع. 3- وكذلك السماح بتمليك العقارات لدولنا البعض. 4- أربعة الاستثمار المشترك في مصادر النفط والغاز على الصعيد الصناعي والمتعددة الأطراف. 5- التخطيط والبرمجة لإقامة التجارة الحرة بين البلدان. 6- توفير المياه والغاز. 7- تنشيط كوردور شمال إلى جنوب. 8- تنمية السياحة النزيهة والعائلية. 9- التعاون في مجال مساعدة الدول الإسلامية والدول الفقيرة. 10- تأسيس وإنشاء المؤسسات الأمنية للتعاون. 11- التبادل التعليمي والعلمي والتقني والبحثي. 12- والموضوع الأخير التعاون للحفاظ على البيئة في منطقة الخليج الفارسي وبحر عُمان. منتهى الرمحي: الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر قال: إن ما أنجز في دول مجلس التعاون الخليجي لا يزال حتى اليوم دون مستوى تطلعات شعوب الخليج، وأضاف في كلمة افتتح بها القمة الخليجية أن هناك مخاطر كثيرة تحيط بالمنطقة منها البرنامج النووي الإيراني والعراق وباكستان والإرهاب وإنكار الحقوق الفلسطينية واحتلال الجولان ومزارع شبعا وقال إن هذه منطقة تستحق المحافظة عليها. الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر: نحن نريد أن يتفهم الجميع ولصالح الجميع أن هذه منطقة تستحق المحافظة عليها أمناً وسلاماً ورخاء يهم الإنسانية جمعاء. ومع أننا ندرك أن الأزمات المفعمة بالمخاطر لها أسبابها وخلفياتها وكثير منها واضح ندركه ونتابع تفاعلاته إلا أننا في الوقت نفسه نتمنى أن يقوم جميع المهتمين بالشأن الإقليمي والدولي بمراجعة أنفسهم قبل فوات الأوان لأن المطالب المتنازعة لا تخدم أهدافها بالاندفاع إلى التخويف المتبادل وحملات الكراهية التي تثير الحفائظ وتعمق الشكوك أو بالإقدام على مخاطر غير محسوبة تؤدي إلى عواقب غير مطلوبة.

منتهى الرمحي: عوداً إلى ضيوفي الكرام. عوداً لك مباشرة سيد عادل الطريفي ضيفي من الرياض. يعني ربما كان الأكثر إثارة للاهتمام في حديث الرئيس الإيراني اليوم هو دعوة دول المنطقة للتعاون الأمني. كيف يمكن النظر إلى هذه الدعوة؟ وإذا كانت دول الخليج كلها تتخوف أمنياً من الملف النووي الإيراني؟ عادل الطريفي: طبعاً هذه ملاحظة هامة جداً. أنا أعتقد أنه دائماً حين يكون هناك نزاع بين دول سواء في إقليم أو نزاع دولي بين دول أو قوى عظمى دائماً ما يبادر أحد الأطراف إلى طرح مسألة تعاون أمني أو شراكة أمنية أو معاهدة أمنية بين الطرفين. وغالباً يجب أن ننظر إلى مثل هذا النوع من الطرح بعين الريبة والشك لأننا لو تذكرنا أن مثل هذا الطرح ظهر من طهران نهاية الستينات حينما قررت بريطانيا العظمى المغادرة. ولذلك طرح الشاه وقتذاك معاهدة دفاعية بين بعض دول الخليج. والنتيجة كانت أن احتلت إيران الجزر الإماراتية الثلاث وهددت أيضاً باستعادة البحرين كحق وملك إيراني. ولذلك فمثل هذا النوع من المعاهدات تجلب معها الريبة والشك. إيران منذ سقوط.. منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية وهي تطرح على بعض دول الخليج بشكل منفرد وأحياناً بشكل جماعي مثل هذه المعاهدات الأمنية. ولا أعتقد أن مثل هذه المعاهدات الأمنية هي معاهدات جادة لأنه يعني لو عدنا إلى خطاب الرئيس أحمدي نجاد لوجدناه يطالب بإبعاد كل تدخل أجنبي أو تحالف أجنبي عن خارطة القوى السياسية في منطقة الخليج، وهو يعني التحالف مع الولايات المتحدة والتحالف مع الدول الغربية. ولذلك فإنه مع أنه يقدم مثل هذه المعاهدة الدفاعية أو هذا المقترح الأمني إلا أنه في نفس الوقت يطالب أيضاً أو يتدخل في موضوع التحالف الخليجي الأميركي. وأظن بأن هذا يعني نوع من الإشكال الذي لا يمكن أن يحل من خلال هذه المقترحات.

منتهى الرمحي: دكتور علي نوري زادة ما رأيك؟ ما الذي يجعل الرئيس أحمدي نجاد يكرر أنه يريد التعاون الأمني والتحالف الأمني مع منطقة الخليج في حين أنه عندما يشتد الضغط على إيران تخرج أصوات داخل إيران وأكثرها متشددة طبعاً أو من تيار أحمدي نجاد تهدد بضرب منطقة الخليج إذا ما تعرضت إيران لضربة عسكرية من قبل أميركا.
علي نوري زادة: نعم يقول شاعرنا حافظ: من جرب المجرب حلت به الندامة. هناك اتفاقية أمنية بين إيران والسعودية، ماذا حصل؟ هل أعادت إيران سيف العدل وإرهابيين آخرين مثل ابن بن لادن إلى السعودية؟ هل توقفت قوات الحرس الثوري وفيلق القدس واستخبارات الحرس وغيرها من اختزان الإرهابيين في المنطقة وتدريب عناصر إرهابية؟ لا. لا زالت هناك جهات في إيران تمارس السياسة نفسها. فلذلك لا أعتقد بأن أحمدي نجاد مقترحاته بشأن عقد اتفاقيات أمنية سوف تؤخذ بعين الاعتبار والجميع يعرفون جيداً من هو أحمدي نجاد وما يمثله. الدكتور أشار إلى أن إيران دولة مؤسسات، هذه المؤسسات لا قيمة لها طالما هناك الولي الفقيه نائب إمام الزمان وهو يقرر، وهو قد قرر أن أحمدي نجاد سوف يكون رئيساً لإيران، ويقدم دعمه له وأحمدي نجاد جاء نيابة عنه إلى القمة الخليجية. أعتقد أن لدى الخليجيين ولدى الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي والدول العربية المطلة على الجانب العربي للخليجي الفارسي فهؤلاء عندهم تجارب مرة مع إيران، ولا أعتقد أن ما بين قادة الدول ربما أمير قطر الذي لديه علاقات وثيقة مع القيادة الإيرانية هو صدق ما قاله أحمدي نجاد، لا أعتقد أن العاهل السعودي أو أمير الكويت أو العاهل البحريني أو رئيس دولة الإمارات فهؤلاء قد صدقوا ما قاله أحمدي نجاد. منتهى الرمحي: دكتور عايد المناع المشكلة بين الإمارات وإيران ليست جديدة مشكلة الحدود البحرية بين الكويت وإيران ليست جديدة، التهديدات الإيرانية ما زلنا نسمعها لمنطقة الخليج، فيه تخوّف على البيئة أصلاً في منطقة الخليج من مفاعل بوشهر تحديداً، وفيه حديث للرئيس الإيراني عن تعاون أمني وتعاون في مجال الحفاظ على البيئة.
في ظل ما قاله السيد عادل الطريفي والدكتور علي زادة هل يمكن أن يتعدى حضور الرئيس الإيراني هذه القمة أن يكون حضور علاقات عامة؟ أو حضور يعني فقط من أجل الحضور ومن أجل طرح الأفكار على الطاولة أو أمام الإعلام فقط؟
عايد المناع: أنا أتصور يعني أن الدعوة يعني لا عيب فيها إطلاقاً، أتيحت للرئيس الإيراني فرصة ذهبية وخاصة أن الإعلام العالمي محتشد في هذه القمة وكان يفترض أن يستغل هذا الإعلام استغلالاً إيجابياً من قبل الرئيس نجاد. لكن واضح بكل أسف أن الرئيس الإيراني جاء بروح استعلائية وبتحدّي أيضاً الحقيقة مع التقدير لكل ما يؤمن فيه، إلا أنه جاء بروح التحدي للغرب وكان يريد أن يرسل..

منتهى الرمحي: وين قرأت هذا التحدي؟
عايد المناع: نعم؟
منتهى الرمحي: أين قرأت هذا التحدي يعني كان واضحاً في خطابه؟
عايد المناع: التحدي يعني الحقيقة يعني مسألة أنه تعالوا نتعاون ونبعد القوى الأجنبية هو يعرف يقيناً أن جميع دول الخليج مرتبطة بالولايات المتحدة وبالغرب. وبالتالي هي لن تضحي بهذه العلاقات من أجل عيون إيران وخاصة بعد لدغة صدام حسين للكويت وهي لدغة دامية وعنيفة. وإيران بكل أسف إلى الآن لم تثبت خطوة إلى الأمام إيجابية تجاه المنطقة العربية. هذه جزر الإمارات العربية محتلة من سنة 1971، الثورة الإيرانية جاءت وأسقطت الشاه وتركت إرث الشاه الذي ينبغي أن يسقط معه، وأبقت على الجزر الإماراتية وتجدد بين حينٍ وآخر أن هذه الجزر لا داعي للنقاش في الحديث عنها، إذاً ما في داعي الحقيقة للحوار بكل أسف، لأن هذه العلة الرئيسية. دعونا نحلها، دعونا نلجأ إلى التحكيم الدولي، وهو الحقيقة يعني مثل ما لجأت قطر والبحرين إلى هذا التحكيم، والذي أدى إلى حل يعني مرضٍ للطرفين وهما الحقيقة الآن في علاقات طيبة فيما بينهم. لماذا لا تلجأ إيران إلى ذلك؟ أليس هذا غطرسة وعنجهية؟ أنا أقدر إيران..
منتهى الرمحي: قيل أنه كان فيه اجتماع مغلق ما بين شيخ الإمارات العربية المتحدة وما بين الرئيس الإيراني.
عايد المناع: رئيس دولة الإمارات العربية يسعى أكيد لحل سلمي، وكلنا نسعى لحل سلمي، ونتمنى على إيران أيضاً الحقيقة أن تنهي هذا الملف نهاية سلمية وعادلة لها ولنا، لا نريد هذه الجزر إذا كانت لإيران.

منتهى الرمحي: يعني ما نتوقع أنه ممكن يخرج أي شيء غداً يتعلق في هذا الموضوع؟
عايد المناع: أنا أعتقد أنها عملية احتفالية وأتيحت للرئيس الإيراني فرصة، جاء ليتحدث عن علاقات ثنائية مع دول مجلس التعاون أو كأنه يريد أن يطلب العضوية في مجلس التعاون أكثر من أن يقدم يعني رؤية واضحة لمشكلة الآن تواجهنا خلال فترة وجيزة.

منتهى الرمحي: أو حتى ضمانات كانت تطالب بها دائماً دول الخليج العربي.
عايد المناع: ولا أعتقد حتى لو كانت ضمانات، يعني دول مجلس التعاون أنا أقولها لك بكل وضوح لن تطمئن إطلاقاً مالم يتأكد لها جميعاً أن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج سلمي بحت وليس عسكرياً. ليس لأنها هي تخشى من هذا البرنامج النووي حتى لو كان عسكرياً، ربما هي حتى لو كان عسكرياً لن تقول أنها تخشى منه، ولكن لأنها تعلم أنه إذا كان عسكرياً فسوف تتعرض إيران إلى ضربة عسكرية إجهاضية وهذه الضربة الإجهاضية سوف يكون صداها وارتدادها في منطقة الخليج، لأن إيران لن تصل إلى واشنطن ولن تضرب نيويورك ولا ألاسكا، سوف تضرب قطر والكويت والبحرين والإمارات والسعودية والمناطق المحيطة فيها اضطراراً أو اختياراً.

منتهى الرمحي: في كل الطرح الذي قدمه، الـ 11 نقطة التي قدمها الرئيس الإيراني لن تكون مفيدة في هذه القمة طالما أن الملف الرئيسي لم يعالج..
عايد المناع: هي مفيدة جداً بالمناسبة ولكن الملف النووي هو الأهم.

منتهى الرمحي: بالظبط. طالما أن الملف الرئيسي لم يعالج ولم تحصل دول الخليج على الضمانات والتطمينات التي تريدها طالما فيه شك. سيد عادل الطريفي ملفات أخرى أيضاً لإيران دور فيها فيها في المنطقة أيضاً ستبحث أو بحثت في هذه القمة في الاجتماعات المغلقة: العراق وفلسطين ولبنان والإرهاب بشكل عام. هل نتوقع من مثل هذه القمة أن يكون فيه أي تأثير لتغييرٍ ما في الأدوار في هذه الملفات؟
عادل الطريفي: أعتقد أن الخليجيين حملوا القمم الخليجية ما لا تحتمل. بمعنى أنهم يريدون مناقشة جميع القضايا دفعة واحدة في كل لقاء. وهذا من الأشياء التي يعني أصبحت عقبة في وجه تطور مجلس التعاون الخليجي. وأحد الأمور يجب أن لا ننسى أن تاريخ ولادة هذه المجلس جاءت في وقت هناك تصارع في المنطقة ما بين إيران والعراق. ولذلك ولد هذا المجلس بدافع، الدافع هذا كان دافعاً أمنياً في المقام الأول. ولذلك فما إن أنشئ هذا المجلس حتى بعد خمس سنوات ظهرت قوة اسمها قوة درع الجزيرة مكوّنة من 5 آلاف جندي لمحاولة إحلال الأمن في المنطقة، وأيضاً كانت دول الخليج تحاول شراء الأسلحة وتحاول أيضاً عقد التحالفات مع الدول الأجنبية لضمان استقرارها الداخلي. بعد سقوط نظام صدام حسين تلاشى هذا الدافع، ولذلك غرقت ويجب أن نكون صرحاء في ذلك، غرقت بعض دول الخليج صراعات بين بعضها البعض ويجب أن نكون صرحاء أكثر فنقول أنه حتى على مستوى الملفات التي ذكرتيها ربما يتفقون على الأشياء العامة والمبادئ العامة، ولكن لديهم اختلاف في التفاصيل. كل دولة لها أسلوبها في التعاطي مع الملف اللبناني أو سواء مع الملف العراقي أو حتى مع الملف الفلسطيني. وما لم يعني يتحوّل الخليجيون إلى محاولة التركيز الأولويات، اليوم أظن يعني أحد الأشياء التي تناقش هي موضوع التعاون الاقتصادي فيما بين الخليجيين أظن أنه وفق حجم التفاوت الاقتصادي اليوم ما بين السياسة..

منتهى الرمحي: هذا الجزء الثاني إذا سمحت لي عادل ستبقى معنا في الجزء الثاني من بانوراما، لأن الحديث عن الاقتصاد أنا أحاول أن أركز على أهمية وجود إيران ودورها في هذا الجزء وأهمية هذه الزيارة، طبعاً ستبقى معنا للجزء الثاني اسمح لي آخذ الدكتور علي نوري زادة من جديد. ألا يمكن أن ينجح قادة دول مجلس التعاون الخليجي في - على الأقل لا أريد أن أقول تغيير مواقف إيران - في أخذ وعود من إيران بتغيير التحالفات فيما يتعلق بالعراق أو في تغيير التأثيرات في العراق والأراضي الفلسطينية ولبنان وغيرها من الملفات المطروحة على الطاولة؟
علي نوري زادة: بالتأكيد كان ذلك ممكناً في عهد الرئيس خاتمي، وأصر على ذلك بالنظر إلى أنه كانت هناك بين خاتمي والعديد من القيادات الخليجية تفاهم عام بشأن قضايا رئيسية مثل العراق ولبنان، ولكن الآن لدى إيران أجندة خاصة. هل تقبل الدول العربية في الخليج الفارسي - السعودية خاصة - تخطّي إيران الخطوط الحمر في لبنان؟ هل تقبل بأن هناك محمية إيرانية في جنوب العراق؟ لا لا أعتقد بأن هذه الدول سوف تقبل، فهناك تدخل إيراني سافر، في القضية الفلسطينية بدرجة حتى صار ذلك سبباً لإزعاج سوريا لما شاركت سوريا في مؤتمر أنابوليس. فلذلك هنالك خطوط متداخلة وهناك تناقضات واضحة وعلى إيران على سبيل المثال لو كانت هناك حسن النية لدى إيران لكانت تقبل بمقترحات العاهل السعودي بتشكيل كونسورسيوم إيراني عربي إسلامي لإنتاج اليورانيوم المخصّب وتأمين الوقود لمفاعل بوشهر النووي، إيران رفضت ذلك، وهذا خير دليل.

منتهى الرمحي: ورفضت كل الطروحات حتى الأوروبية أن يكون فيه تزويد للمنطقة بالطاقة النووية.
علي نوري زادة: بالتأكيد وكما قال خافيير سولانا فهذا يبدو مثل الشخص الذي يبني محطة للبترول دون أن تكون عنده سيارة. هذا ما فعلته إيران الإصرار على تخصيب اليورانيوم دون أن يكون مفاعل بوشهر جاهزاً. وهذا ترك انطباعاً وسوء ظن لدى الدول المجاورة لإيران بأن لدى إيران برامج عسكرية نووية وبالتأكيد هناك برامج سرية لدى إيران.

منتهى الرمحي: دكتور علي نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية ضيفي من لندن شكراً جزيلاً لك. دكتور عايد المناع المحلل السياسي ضيفي من الكويت شكراً جزيلاً لك. السيد عادل الطريفي الباحث السعودي ضيفي من الرياض شكراً جزيلاً لك، العربية دوت نت دائماًَ للمزيد تحية لكم وإلى اللقاء.

December 6, 2007 01:45 PM






advertise at nourizadeh . com