مشاجرة بين نجاد ونائب وزير الداخلية وراء إقالته
حملة الاستقالات والإقالات مستمرة في إيران
لندن: علي نوري زاده
فيما نفى وزير الداخلية الإيرانية الشيخ مصطفى بورمحمدي استقالة أو اقالة نائبه الأول والمسؤول عن شؤون الاستخبارات والقوات النظامية (الشرطة) العميد حرس ثورة محمد باقر ذو القدر، هاجمت صحيفة «همشري» القريبة من عمدة طهران العميد محمد باقر قاليباف حكومة أحمدي نجاد بسبب قرارها بإقالة ذو القدر مؤكدة بذلك الشائعات التي عمت الوسط السياسي عقب عودة أحمدي نجاد من الدوحة، حيث حضر مؤتمر قمة دول مجلس التعاون، وكشفت عن مشاجرة قاسية جرت بين ذو القدر وأحمدي نجاد في اطار الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الوطني حول الخطة التي أعدها ذو القدر وفريقه الأمني بوزارة الداخلية لمواجهة «الوضع الطارئ»
الناتج عن تعرض البلاد لضربات عسكرية محتملة من قبل الولايات المتحدة أو اسرائيل. وكان وزير الداخلية قد أعلن يوم أمس (السبت) خلال اجتماعه مع الطلبة البسيجيين وأنصار حزب الله بجامعة طهران بمناسبة يوم الطلبة، أعلن ان ذو القدر، باق في منصبه، غير انه أوضح بأن ذو القدر كان قد طالب منذ فترة باعطائه وقتا لكي يتابع نشاطه في مجالات التحقيق والدراسة. كما ان قيادة أركان القوات المسلحة أبدت رغبتها منذ بعض الوقت في ان يعود ذو القدر الى عمله العسكري بالقيادة العامة. ومما يجدر ذكره ان العميد ذو القدر الذي تولى مناصب قيادية حساسة في الحرس والقيادة العامة للقوات المسلحة كان نائبا للقائد العام لقوات الحرس الثوري حينما عينه المرشد آية الله خامنئي نائبا أول لوزير الداخلية ومسؤولا عن شؤون الاستخبارات والقوات النظامية بوزارة الداخلية عقب عزل علي جنتي (سفير إيران في الكويت حاليا)، وبوصول ذو القدر المعروف بمواقفه المتشددة ومعارضته المستمرة للرئيس السابق محمد خاتمي والقوى الاصلاحية في البلاد تنفس أحمدي نجاد وفريقه الصعداء بينما اعتبر الاصلاحيون تولي ذو القدر أهم مسؤولية بوزارة الداخلية تأكيدا على ان المرشد عازم على «تطهير جهاز الحكم لا سيما القوة التشريعية أي البرلمان من الاصلاحيين واصحاب الرأي الآخر»، كما أن تعيين العميد علي رضا افشار (ابن شقيقة ذو القدر) وقائد البسيج السابق من قبل ذو القدر مديرا عاما للشؤون السياسية بوزارة الداخلية ومسؤولا عن اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية قد عزز القناعة لدى التيارات السياسية الموالية والمعارضة بأن الحرس الثوري قد يكون القوة الغالبة والمسيطرة على البرلمان القادم والذي ستجري انتخاباته في شهر مارس (آذار) المقبل.
وقد أثار خبر استقالة (أو اقالة) ذو القدر هزة كبيرة في الوسط السياسي الذي كان مصابا بدوار وحيرة أصلا نتيجة لاستقالة محمود فرشيدي وزير التعليم والتربية وتصعيد الخلافات بين أحمدي نجاد ووزيري العمل والخارجية، جهرمي ومتكي وتردد الشائعات عن انزعاج وزير الداخلية بور محمدي حيال قرار مجلس صيانة الدستور لفكرة افراز الأصوات الكترونياً خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. ووسط أنباء الاستقالات والردود القائمة على أساس النفي أو التشكيك في صحة هذه الأنباء نشر موقع «تابناك» الالكتروني والذي حل مكان موقع «بازتاب» الذي تم توقيفه قبل شهرين، من قبل اللواء محسن رضائي قائد الحرس السابق وسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام، نشر تقريرا مثيرا كشف خلاله عن اقالة العميد ذو القدر. ومما جاء في التقرير، «ان عدم حضور الدكتور (الجنرال) محمد باقر ذو القدر نائب وزير الداخلية إلى مكتبه خلال الأيام الأخيرة كان سببه اعفاؤه من منصبه وليس استقالته. واشار موقع «تابناك» الى ان وزير الداخلية مصطفى بور محمدي قد قرر البقاء في منصبه ليواصل خدماته الى النظام برغم الضغوط التي تعرض لها (من قبل أحمدي نجاد وفريقه). وأورد تابناك في تقريره «صباح الأحد تلقي وزير الداخلية رسالة من مسؤول كبير من خارج الوزارة، الذي طالب بعزل ذو القدر فورا وتعيين خلف له». وكشف مصدر قريب من ذو القدر ان الرسالة كانت موقعة من قبل مجتبى ثمرة هاشمي المستشار الأول للرئيس محمود أحمدي نجاد الذي كان نفسه مساعدا لوزير الداخلية ومسؤولا عن الانتخابات قبل ان يعزله ذو القدر ويعين ابن شقيقته الجنرال على رضا افشار في مكانه. ومما يجدر ذكره ان دور مجتبى ثمرة هاشمي الذي يرافق أحمدي نجاد في السر والعلن ويلازمه في كافة اسفاره داخل البلاد وفي الخارج، محل تساؤل واعتراض معظم القوى السياسية المشاركة في الحكم، بحيث يمارس ثمرة هاشمي نشاطا يتجاوز حدود مسؤوليته كمستشار لرئيس الجمهورية، لدرجة انه يصدر الاوامر الى الوزراء ويقيل ويعيّن باسم رئيس الجمهورية.
وفي نهاية تقريره اشار موقع «تابناك» الى ان حملة الاستقالات والاقالات التي اندلعت باعفاء علي لاريجاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي ومسؤول الملف النووي قد اطاحت لحد الآن بوزراء النفط والصناعة والتعليم، اضافة الى عدد من نواب الوزراء وحكام المحافظات، بينهم محافظا «لرستان» و«غولستان».
هذا ومن جانب آخر، فإن الأخبار والشائعات حول استقالة (أم اقالة) ذو القدر وملابسات وخفايا الأمر قد حلت مكان المانشيتات والعناوين الرئيسية في الصحف يوم السبت، ما يدل على ان الخبر كان مفاجئا للجميع.
December 9, 2007 02:32 AM