النمسا محطة الترانزيت الأولى لليهود الإيرانيين المهاجرين إلى إسرائيل .. وبعدها اسطنبول
عشرة آلاف دولار وتأشيرة هجرة إلى أميركا أو بريطانيا أو فرنسا أو جنسية إسرائيلية مكافأة للأسرة المهاجرة
لندن: علي نوري زاده
رغم الضجة التي أثارتها وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية حول هجرة 40 أسرة يهودية إيرانية الى اسرائيل عبر دولة ثالثة، الا ان مصدرا مسؤولا في «رابطة اليهود الإيرانيين» وهي هيئة رسمية تمثل الجالية اليهودية في إيران، نفى بشكل قاطع ان كان خروج 40 أسرة يهودية من إيران باتجاه اسرائيل دليلاً على خوف اليهود حيال التهديدات والحملات الموجهة ضد اسرائيل.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان رئيس الرابطة الدكتور سيامك مره صدق ونائب اليهود في البرلمان المهندس موريس معتمد كليمي سبق ان أصدرا بيانا اكد تمسك اليهود الايرانيين بهويتهم الوطنية بحيث فشلت جهات خارج ايران باغراءات مالية ضخمة في دفع اليهود الايرانيين الذين تعود جذورهم الى عهد الامبراطور كوروش (سيروس) الاخميني أي قبل 2500 عام الى مغادرة وطنهم. مشيرا الى ان مشاركة ابناء الجالية في الحرب الايرانية ـ العراقية حيث سقط عدد منهم خير دليل على انهم ليسوا أقل ايرانيا من المسلمين الايرانيين». وما يجدر ذكره ان الآلاف من اليهود الايرانيين البالغ عددهم أكثر من مائة ألف قبل الثورة، هاجروا من إيران عشية قيام الثورة وفي السنوات الأولى ما بعد الثورة بعد اعدام عدد من كبار تجار اليهود مثل «القانيان» ومصادرة أموال المئات من الاثرياء اليهود وتعرض الاسر اليهودية لمضايقات وتهديدات من قبل رجال الدين والسلطات الثورية. غير ان معظم اليهود المغادرين وطنهم ايران لم يتوجهوا الى اسرائيل بل اختاروا الولايات المتحدة بالدرجة الأولى ومن ثم بريطانيا وفرنسا وكندا.
وخلال فترة رئاسة هاشمي رفسنجاني ومن ثم محمد خاتمي التي تحسن وضع الاقليات الدينية بشكل عام واليهود بشكل خاص، قلما غادرت اسرة يهودية ايران ورغم ان سلطات الامن قد اعتقلت أوائل عهد خاتمي عشرة من المواطنين اليهود بتهم منها التجسس لصالح اسرائيل، (علما ان المعتقلين كانوا من اليهود العاديين، من جزار كوشر الى مسؤول مقبرة اليهود بشيراز وتلميذ عمره 16 عاما) وذلك للاساءة الى خاتمي وتشويه سمعته في الخارج، الا ان هذه الاعتقالات لم تغير شعور الجالية اليهودية. ووفقا لدراسة اعدها مركز الدراسات الايرانية، فإن المهاجرين الاوائل من اليهود الايرانيين بعد الثورة الى الخارج، كان معظمهم من الاثرياء اليهود، فيما تسعون بالمائة ممن بقوا في ايران هم من الطبقة المتوسطة وقليلا منهم من المستضعفين. كما ان هناك المئات من المثقفين والاطباء والفنانين والتقنيين اليهود الذين يزاولون انشطتهم بحرية نسبية في ايران. لكن تسببت عودة الشعارات الراديكالية التي كانت تردد في بداية الثورة إلى ألسنة كبار المسؤولين ووسائل الاعلام في تغيير مشاعر اليهود الإيرانيين وانتشار معالم الخوف والقلق فيما بينهم. ووفرت تصريحات محمود أحمدي نجاد ضد اسرائيل ودعوته لمحو اسرائيل من خريطة العالم فضلا عن إنكاره للمجزرة اليهودية والتي أدانتها الرابطة اليهودية وممثل اليهود في البرلمان، مرة أخرى أرضية مناسبة لمنظمات عالمية مشجعة للهجرة إلى اسرائيل»، حسب قول طبيب يهودي إيراني معروف بحيث قال: لقد وصلتنا منذ عامين رسائل الكترونية وإعلانات عبر وسائل اعلام اجنبية فضلا عن رسائل وبيانات تم توزيعها بين ابناء الجالية من منظمة تدعى «الصداقة العالمية لليهود المسيحيين مضمونها، ان المنظمة مستعدة لمساعدتكم لمغادرة إيران وذلك بمنح كل أسرة يهودية أو مسيحية (وأقليات دينية أخرى) عشرة آلاف دولار فضلاً عن مساعدتها للحصول على تأشيرات الهجرة إلى اسرائيل والولايات المتحدة ودول اخرى قد تختارها الأسرة المهاجرة. وما يجدر ذكره ان المئات من الأقليات الدينية (غير اليهود) قد استفادت من عرض المنظمة لمغادرة إيران بينما مائتا أسرة يهودية فقط، غادرت ايران تلبية لنداء المنظمة، خلال العام الجاري، فيما لم يتجاوز عددها 65 أسرة في العالم الماضي. وعلمت «الشرق الأوسط» بأن عدداً من الأسر المذكورة توجهت إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة حيث تعيش جالية يهودية إيرانية كبيرة بعد بضعة أشهر من وصولها إلى اسرائيل. وبالنسبة للدولة الثالثة التي كانت محطة الترانزيت بالنسبة لليهود الإيرانيين، فإن النمسا حيث شنت منظمة الصداقة العالمية لليهود والمسيحيين، حملتها لتشجيع اليهود الإيرانيين على الهجرة، هي المحطة الأولى، فيما مدينة اسطنبول بتركيا كانت ولا تزال أهم محطة ترانزيت سواء لليهود الزائرين لإسرائيل للاستشفاء أو زيارة الأهل والأقارب أو لمن يغادرون وطنهم نهائياً بعيون باكية على حد قول يعقوب ـ ش الذي وصل إلى اسرائيل مؤخراً، وهو لا يخفي شعوره بالغربة في الوطن الموعود، ويقول، أحلم بالعودة إلى وطني الأم إيران ومدينتي الحبيبة شيراز.
December 27, 2007 12:08 AM