لندن: علي نوري زاده ومنال لطفي ـ بيروت: ثائر عباس ـ دمشق: سعاد جروس

تركت عملية اغتيال عماد فايز مغنية، الملقب بالثعلب والذي وصف بأنه أهم مسؤول عسكري في حزب الله اللبناني وتطارده 42 دولة تريد اعتقاله وصاحب صفقة إيواء قيادات «القاعدة» الهاربة من أفغانستان في إيران، تساؤلات كثيرة حول وجوده في دمشق والطريقة التي فخخت بها سيارته التي انفجرت في منطقة توجد فيها مقار مراكز أمنية واستخباراتية. وبينما نفت إسرائيل التي وجهت اليها أصابع الاتهام أي علاقة لها بهذه العملية، وإن كانت أبدت ارتياحها لقتله، قالت واشنطن إن العالم أصبح في وضع أفضل بعد اختفاء مغنية.

وجاء الإعلان عن مقتل مغنية من قبل حزب الله الذي بكاه بدون إعطاء تفاصيل عن المكان الذي قتل فيه، بينما التزمت سورية الصمت منذ تفجير السيارة مساء أول من أمس حتى مساء أمس عندما كسرت صمتها ونسبت وكالة الأنباء السورية «سانا» الى وزير الداخلية قوله إن التحقيقات جارية حول انفجار السيارة المفخخة في حي كفر سوسة السكني، مبينا إنه استهدف «المناضل اللبناني عماد مغنية». وقال إن التحقيقات جارية بحثا عن الفاعلين، وإن سورية تدين هذا العمل الإرهابي الجبان وتعبر عن «مواساتها للشعب اللبناني الشقيق ولاسرة الشهيد.»

ونعى حزب الله عماد مغنية بعد أن ظل ينكر طوال عقدين أي علاقة تنظيمية معه، وسيقيم له تشييعا كبيرا وحاشدا بعد ظهر اليوم بمشاركة زعيم الحزب، السيد حسن نصر الله، في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت. ووصف الحزب مغنية في بيان النعي بـ«الشهيد القائد»، معتبرا انه «لطالما كان هدفا للصهاينة والمستكبرين». غير أن أوساطا لبنانية كانت على اتصال بمغنية في أوقات سابقة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن النيل من مغنية بهذه الطريقة في دمشق على مقربة من أحد مراكز الاستخبارات السورية يدل على «خرق خطير». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عمة عماد، فايزة مغنية، 51 عاما، قولها «فوجئنا بمقتله في سورية. كنا نعتبره محميا هناك. غريب أن يقتل في دمشق». ونعت إيران مغنية، واتهمت اسرائيل باغتياله، بينما أعربت فرنسا عن الأسف لعدم مثوله أمام القضاء. ووسط تضارب المعلومات حول مغنية الذي ظل شخصية غامضة تبتعد عن الأعلام وكان يلقب بالثعلب، حيث نجا عدة مرات من الاغتيال والاعتقال، قال مصدر إيراني لـ«الشرق الأوسط» إن مغنية غادر طهران قبل 25 يوما الى دمشق، وإن الهدف كان لقاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس لبحث الأوضاع في غزة. ووقع الاغتيال قبل يوم من وصول منوشهر متكي، وزير الخارجية الإيراني، الى دمشق. ووصف المصدر الاغتيال بأنه «كارثة على حزب الله، ويعد بالنسبة لحسن نصر الله أهم شخص في الحزب». واتهم المسؤول إسرائيل قائلا «الاغتيال تم على أرض سورية، لكنه ليس في مصلحة سورية، فبدون حزب الله وبدون إيران ليس لدى سورية أوراق كثيرة. وقال صديق لمغنية اسمه محمد خاتمي «أبو وفاء»: «لقد كنت اترقب ان اسمع خبر قتل عماد منذ ان تركته في دمشق عام 1990. واستغرب نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وجود مغنية المطلوب من دول كثيرة في دمشق، مشيرا الى أن هناك حالة ارتباك في دمشق التي كانت تنكر وجوده ووجود أنباء عن أنه كان في اجتماع مع مسؤول سوري أمني كبير واحتمالات إصابته. واستنكر صدر الدين البيانوني، الأمين العام للإخوان المسلمين السوريين، الاغتيال بغض النظر عن الشخصية، وقال إن المعلومات أن مغنية كان في اجتماع مع مسؤول أمني سوري بارز. ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد من هذه المعلومات.