مشعل في طريق العودة إلى دمشق وتوركماني يصل إلى طهران
مصدر إيراني: إيران رفعت مساعداتها المادية والعسكرية لحماس
لندن: علي نوري زاده
تعهدت إيران بمواصلة دعمها التسليحي والمادي والمعنوي لحركة حماس حتى لو تخلت عنها دمشق في حالة عقد معاهدة السلام بين سورية واسرائيل، وانهاء حالة الحرب والعداء بين البلدين بإعادة اسرائيل الجولان المحتلة الى سورية وتبادل السفراء وإعلان الحدود السورية الاسرائيلية حدوداً آمنة ومنزوعة السلاح، بهذه العبارات وصف مصدر ايراني قريب من محادثات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في طهران والتي شملت قيادات سياسية وأمنية وعسكرية ودينية بينهم القائد العام للحرس اللواء جعفري وقائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني،و...
ومسؤولو منظمة الصناعات الدفاعية، بينهم العميد احمد وحيد الذي وعد مشعل بصواريخ متطورة جدا يتم انتاجها حاليا في مجمع الشهيد باكري في طهران خصيصا لحماس، كما ان مشعل اجتمع بوزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ومساعديه لشؤون الشرق الاوسط الدكتور محمدي ومحمد رضا باقري.
ووصف المصدر نتائج مباحثات مشعل بالمثمرة وذات أبعاد مستقبلية على الصعيدين الاقليمي والدولي. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مشعل قد أبدى مخاوفه عند لقائه مع كبار المسؤولين بطهران بمسار الاتصالات السورية الاسرائيلية، مشيرا الى ان دمشق رغم كافة الضمانات التي حصلت عليها حماس بان السلام السوري الاسرائيلي المحتمل لن يكون على حساب علاقات دمشق مع حلفائها الثوريين بمن فيهم الجمهورية الاسلامية، وحزب الله وحركة حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين المحتلة، غير ان للسلام مستلزماته وسورية لا تستطيع ان توقع على معاهدة السلام مع اسرائيل وتبادل السفراء مع تل أبيب وتنهي حالة الحرب وتحول هضبة الجولان الى منطقة منزوعة السلاح وجزيرة الاستقرار والأمن المشترك مع اسرائيل وفي نفس الوقت تسمح بأن ترسل إيران الأسلحة عبر أراضيها إلى حزب الله وتدرب مقاتلي حماس والجهاد الاسلامي وتحول الأموال عبر مصارفها الى حماس وغيرها.
وأكد مصدر بمكتب مرشد النظام الايراني آية الله علي خامنئي أن المرشد الذي كلف وزير الخارجية من جهة ومستشاره الاعلى للشؤون السياسية الدكتور علي أكبر ولايتي بالتحري عما يدور خلف الكواليس بين اسرائيل وسورية، أعطى مباركته لرفع حجم المساعدات المخصصة لحركة حماس الى 150 مليون دولار خلال النصف الثاني للعام الميلادي الجاري، ووعد الحركة بتأمين كل ما هي بحاجة اليه من الاسلحة والتدريب والمال، في حالة رفض الحركة محاولات جرها الى طاولة الحوار مع اسرائيل مباشرة أم غير مباشرة، ودعا حماس الى عدم المصالحة مع السلطة الفلسطينية التي حسب مصادر ايرانية قريبة من المرشد يعتبرها خامنئي على وشك الإفلاس الكامل. ونقل مسؤول إيراني عن خامنئي أن مصير الرئيس محمود عباس ابو مازن ملتصق بمصير ايهود أولمرت وأن كليهما يقترب من نهايته.
وحسب هذه المصادر، فان طهران تريد إفهام دمشق بأنها ليست بحاجة اليها لتنظيم علاقاتها مع القوى الثورية في المنطقة ولديها حساباتها الخاصة مع حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله.
ومن جانب آخر، تزامن وجود مشعل في طهران مع وصول وزير الدفاع ونائب القائد العام للقوات المسلحة السورية العماد حسن توركماني الى طهران والذي سبق أن زار طهران في العام الماضي، حيث وقع على اتفاقية شاملة للتعاون الدفاعي والتسليحي والأمني بين البلدين، كما أن العميد مصطفى محمد نجار وزير الدفاع الايراني زار دمشق أكثر من مرة، في زيارات رسمية وسرية، منها زيارته الخاطفة عقب مقتل عماد مغنية رئيس استخبارات حزب الله في دمشق.
ولزيارة العماد توركماني هذه المرة أجندات عدة الى جانب زيارة عمل في اطار الاجتماعات الدورية مع نظيره الايراني، علما أن ايران قد زودت سورية في السنوات الأخيرة بكميات من المعدات العسكرية الى جانب تغطيتها فاتورة المشتريات العسكرية السورية من روسيا والصين وكوريا الشمالية وروسيا البيضاء، كما ان منظمة الصناعات الجوية الفضائية الايرانية قد أنشأت في سورية مصانع ومجمعات لإنتاج الصواريخ والراجمات الصاروخية والمواد الكيماوية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن العماد توركماني الذي من المقرر ان يرافقه وفد عسكري وأمني وسياسي، سيحمل ردود القيادة السورية على تساؤلات القيادة الايرانية بشأن مستوى الاتصالات مع اسرائيل وما سيكون هناك، أملا بحصول اتفاق بين البلدين.
May 25, 2008 02:29 AM