الحكومة الإيرانية: أحمدي نجاد لم يستخدم كلام خامنئي لإسكات المنافسين
على خلفية الجدل المثار بشأن تقارير فرض المرشد وزير الداخلية الجديد على الرئيس
لندن: علي نوري زادة طهران ـ : «الشرق الأوسط»
دخل المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام رضا حسين إلهام أمس على خط الجدل الذي اثير بعد جلسة البرلمان التي خصصت لاعتماد ترشيح الوزراء الثلاثة الجدد لحقائب المال والاقتصاد والداخلية والطرق والمواصلات وقال في تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية (ارنا) «ان رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد لم يستخدم كلام قائد الثورة الاسلاميه (علي خامنئي) بهدف اسكات المنافسين».
واشار إلهام الى الشبهات التي اثيرت حول نقل رئيس الجمهورية لتصريحات خامنئي في جلسة التصويت لمرشحي الحقائب الوزارية الثلاث في المجلس وقال «انه وفق الاستنتاجات عن تصريحات رئيس الجمهورية ورسالة مكتب قائد الثورة الاسلامية لم يكن هناك تصريح باتخاذ موقف سواء سلبي او ايجابي من قبله (المرشد) ازاء هؤلاء المرشحين حيث ان مسؤولية التصويت بالثقة تقع على عاتق النواب التي لا يمكن انتزاعها منهم بأي حال من الاحوال. وحسب الوكالة قال إلهام «ان العناصر التي لم تؤمن بالنظام الاسلامي وولاية الفقيه يوما حاولت اضعاف وتشويه شخصية رئيس الجمهورية بعد فوز احمدي نجاد بهذا المنصب ووصفته بانه بمثابة رئيس مكتب القائد حيث ارادت بذلك الايحاء بان رئيس الجمهورية لا يملك القوة في صنع القرار ولا يريد تقبل مسؤولية بهذا الصدد والزعم بان رئاسة الجمهورية تذوب في القيادة». واوضح المتحدث باسم الحكومه، انه عقب بدء رئيس الجمهورية في مهامه الجديدة واتخاذ قرارات منسجمة واسلامية ووجيهة مما منح مكانه النظام الاسلامي مزيدا من الشموخ والرفعة خارج الحدود الجغرافية بدأوا الايحاء بوجود مسافه وتباين وتضاد بين مطالب القائد واداء رئيس الجمهورية. واضاف قائلا «على الصعيد الداخلي جرب المجتمع الاسلامي افضل صورة من العلاقات بين قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية وازداد النشاط الديني على الصعيد السياسي». وكان الجدل يدور حول شخص وزير الداخلية علي كردان حيث قالت مصادر ان احمدي نجاد لم يكن مرتاحا وانه ابلغ انصاره في البرلمان بانه سيختار احد مستشاريه الموثوقين وفي مقدمتهم المشرف المؤقت على الوزارة سيد مهدي هاشمي غير ان المرشد فرض علي كردان الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع مجتبي نجل المرشد. وحسب هذه المصادر فان انصار رئيس الجمهورية وفي مقدمتهم روح الله حسينيان في البرلمان قرروا عدم منح الثقة الى كردان بما اضطر احمدي نجاد الى تذكيرهم بان المرشد يدعم ترشيح الوزراء الثلاثة. واثار كلام احمدي نجاد انتقادات صحيفة «كيهان» التي دعت نجاد الى عدم الزج باسم المرشد في القضايا التي تخص الحكومة ونفت ان يكون المرشد قد اعلن دعمه للوزراء الثلاثة. لكن هذا ايضا اثار غضب مكتب المرشد الذي اصدر بيانا جاء فيه ان اجتماعاته مع رئيس الجمهورية خاصة وما يدور فيها يبقى بينهما وبالتالي فان ما جاء في بعض الصحف غير دقيق و«ما نقله الرئيس عن القائد ليس خلافا للواقع بما يعني عدم معارضته للمرشحين المذكورين» وحذر المكتب وسائل الاعلام من نقل تصريحات منسوبة الى المرشد قبل الحصول على تأييد رسمي من مكتبه. الى ذلك دعا علي خامنئي وزارة الخارجية الايرانية الى اطلاع العالم على «التقدم الذي حققته الدولة الاسلامية وعزتها». واشار خلال استقباله امس مسؤولي وزارة الخارجية الى ان التصور بعدم وجود تحديات اي الهدوء والافادة من المصالح هو تصور غير صحيح لانه في ساحة المواجهة العالمية المبنية على منطق القوه فان وجود تحديات للدولة الاسلامية والشعب الايراني الذي يدعو الى الاستقلال والتحرك على اساس المبادئ يعد امرا طبيعيا وموشرا على تقدم الدولة الاسلامية. وقال ان الشعب الايراني ومن خلال اعتماده مبادئه والاستقلال والعزة الوطنية ينطلق نحو الامام لكن ثمة محاولات لاظهار انه من غير الممكن التحرك في هذا المسار قائلا انه لا يجب الخوف من الضجيج والاخطار في هذا الطريق لان حصيلة هذا التحرك هو الفائدة الكبرى. واعتبر «انتشار الفكر الاسلامي في العالم وانتصار فكر المقاومة في لبنان وفلسطين في مواجهة نظام الهيمنة بانه يشكل مثالا بارزا على التقدم الذي حققته الدولة الاسلامية لدى الرأي العام وتزايد عظمة واقتدار الشعب الايراني قائلا ان تعابير تستخدم اليوم تجاه ايران مثل القوة الاقليمية والقوة العظمي الاقليمية بحيث ان جميع هذه الحالات مؤشر على ان الدولة الاسلامية تمضي قدما نحو الامام بفضل التقيد بالمبادئ». واكد القائد ان احدى الحالات المهمة في السياسة الخارجية للدولة الاسلامية هو اعطاء الاولوية للعالم الاسلامي ومصالحه ودور ومكانة الجمهورية الاسلامية في العالم الاسلامي. وقال ان احد الواجبات المهمة الملقاة على عاتق سفراء ايران اقامة الارتباط مع الاشخاص الموثرين والنخبة للتبيان الصريح لافكار ومواقف الدولة الاسلامية مؤكدا انه على سبيل المثال فان الروية التي تحظى بها الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه القضية الفلسطينية هي إحدى اقوى الروى لان ايران تؤمن بأن مصير فلسطين يجب ان يتقرر على يد السكان الاصليين سواء المسلمين والمسيحيين واليهود وان يتم تشكيل دولة على اساس انتخاب وأصوات الشعب الفلسطيني.
August 10, 2008 12:56 AM