زوجة نائب وزير الدفاع الإيراني السابق المختفي تنظم اعتصاما أمام السفارة التركية
دعت السلطات الرسمية لمتابعة ملف خطف زوجها
لندن: علي نوري زادة
قالت «زيبا أحمدي»، الزوجة الأولى لنائب وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا عسكري، ان زوجها يقبع في سجون اسرائيل منذ خطفه في تركيا. وأضافت زيبا أحمدي، التي كانت تتحدث من امام السفارة التركية في طهران اول من امس، حيث رفعت رسالة احتجاج الى مسؤول بالسفارة في الذكرى الثانية لاختفاء عسكري، «لقد جئت الى هنا برفقة بعض الاخوات كي نندد بصمت المنظمات الرسمية وغير الرسمية المدعية بحماية حقوق الانسان حيال خطف زوجي في تركيا. وما يجدر ذكره أن عسكري الذي تولى قيادة وحدات الحرس في لبنان نهاية الثمانينيات وبداية التسعينات في القرن الماضي، عُين مساعدا لوزير الدفاع بعد منحه رتبة عميد. وقد أسفرت خلافات بينه وبين وزير الدفاع في حكومة محمد خاتمي، الاميرال علي شمخاني، عن اعتقاله وتوجيه اتهامات اليه منها «القبض على العمولات في صفقة سلاح ضخمة مع روسيا، وتسريب الاسرار العسكرية الى الأعداء». ورغم ان الرئيس محمد خاتمي أعاد إليه الاعتبار ودرجته العسكرية غير ان عسكري كان قد اصيب بصدمة شديدة اثر اعتقاله وتعذيبه حسب قول العميد داود بيك زادة، أحد قادة الحرس الذي يقيم الآن في الولايات المتحدة...
وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت خبر هروب عسكري وهو في طريقه من دمشق الى ايران عبر تركيا في السابع من مارس (آذار) الماضي. ولم يكن السفر الى اسطنبول في فبراير (شباط) 2007 من ضمن برنامج زيارة عسكري، غير انه توجه الى اسطنبول للاجتماع بتاجر سلاح أوروبي معروف، علما أن التاجر المذكور أجل زيارته لمدة 24 ساعة عند وصول عسكري الى اسطنبول.
ووفقا للمعلومات التي أكدت صحتها زوجة عسكري الثانية فإن مساعد وزير الدفاع السابق، قد حجز غرفة في فندق شعبي بضاحية تقسيم حيث حدثها هاتفيا آخر مرة بُعيد وصوله إلى اسطنبول. ورغم أن السلطات الإيرانية اتهمت بعد اختفاء عسكري الاستخبارات الأميركية والموساد الاسرائيلية بخطف عسكري، غير انها لازمت الصمت بعد تعرض عناصر فيلق القدس وعملاء استخبارات الحرس في العراق وافغانستان للاعتقال والخطف، كما ان بعض عملاء الاستخبارات ممن كانوا يعملون في الخارج بغطاء رجال الأعمال وكانوا على صلات مباشرة بعسكري عادوا بسرعة إلى إيران ما كشف عن تعاون علي رضا عسكري، كرها أو طوعا، مع الاستخبارات الاميركية وربما الاسرائيلية.
واعتصام السيدة زيبا أحمدي زوجة عسكري وقريباتها أمام السفارة التركية بطهران، في ذكرى اختفاء عسكري الثاني، لبضع ساعات، يمثل تطورا في موقف السلطات الرسمية حيال ملف اختفاء الجنرال عسكري بحيث سمحت قوات الأمن باجتماع زيبا أحمدي ونساء قريبات لها أمام السفارة التركية وأبنائها الخمسة.
كما سمحت لمراسلي وسائل الإعلام لالتقاط بعض الصور عن الاجتماع، وحسب البيان الرسمي الأخير حول اختفاء عسكري، الصادر في مارس (آذار) الماضي من قبل وزارة الدفاع فإن «عسكري الذي أحيل الى التقاعد قبل عامين (من اختفائه) كان يزاول نشاطا تجاريا في مجال استيراد الزيتون من سورية، وفي السابع من ديسمبر (كانون الاول) 2006 نزل في فندق جيران في اسطنبول واختفى أثره في التاسع من الشهر نفسه». وقالت زوجة عسكري أمام السفارة التركية «لن ننسى عسكري.. نقف معه في خط واحد ضد الظلم ونطالب الأجهزة المعنية داخل البلاد لمتابعة قضية اختفائه».
December 10, 2008 10:39 PM