بانوراما: نجاد في مواجهة صعبة مع البرلمان
اسم البرنامج: بانوراما
مقدم الحلقة: منتهى الرمحي
تاريخ الحلقة: الأحد 19/7/2009
ضيوف الحلقة:
الدكتور علي نوري زاده (مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية - من لندن)
محمد مهدي شريعتمداري (المحلل السياسي - من طهران)
هاني رسلان (رئيس تحرير ملف الأهرام الإستراتيجي - من القاهرة)
- استقالة مشائي من منصب النائب الأول للرئيس، هل تنقذ أحمدي نجاد من مواجهة صعبة مع البرلمان الإيراني.
- وإلى أين يتجه الوضع في موريتانيا بعد رفض المعارضة نتائج الانتخابات الرئاسية؟
هل يريد نجاد المضي قدماً في التحدي؟
منتهى الرمحي: دكتور علي نوري زاده، ربما رأى البعض بأن تعيين مشائي منذ البداية من قبل الرئيس أحمدي نجاد هو إصرار على المضي في التحدي برغم أنه يعلم تماماً الموقف تجاه تصريحات السيد مشائي والموقف منه، 100 نائب طالبوا باستقالة أحمدي نجاد نفسه وليس استقالة مشائي؟
د. علي نوري زاده: نعم. دعيني أوضح أولاً رداً على ما تفضل به الأستاذ شريعتمداري، أنا لم أقل أنه بسبب استقالة رحيم مشائي فإن أحمدي نجاد سوف يفقد الثقة في البرلمان. قلت: هذه بداية نهاية أحمدي نجاد. بمعنى آخر سوف نرى فصولاً
من هذه التراجيديا لأحمدي نجاد، فصولاً جديدة داخل البرلمان، خاصة وأن السيد علي لاريجاني رئيس البرلمان هو من ألد معارضي أحمدي نجاد، فهو يعتقد بأن وجود أحمدي نجاد على رأس السلطة التنفيذية خطر للبلاد ولمستقبل البلاد. إن تعيين رحيم مشائي من قبل أحمدي نجاد - حسب قناعتي - كان رسالة موجهة إلى الغرب. إن أحمدي نجاد في دورته الجديدة سيكون مختلفاً عن أحمدي نجاد الذي كان ينكر المحرقة وكان يطالب بإمحاء إسرائيل من الوجود، وخير دليل على ذلك أنه عين نائباً أول هو بمثابة رئيس وزراء داخل الأنظمة الشمولية نائباً أول فهو من المعجبين بتطورات المجتمع الأميركي، يحب الشعب الأميركي ويحب الشعب الإسرائيلي ويعتبر الإسرائيليين إخوة والأميركيين إخوة. هكذا كان يريد أن يوجه رسالة، وأعتقد بأن المحافظين الراديكاليين فضلاً.. يعني لم نسمع انتقاداً من قبل الإصلاحيين بالمناسبة، بل كافة الانتقادات قد جاءت من قبل المحافظين والراديكاليين المؤيدين لأحمدي نجاد. فهكذا أحمدي نجاد قد أراد أولاً أن يعيّن مشائي وزيراً في حكومته، وزيراً للداخلية أو وزيراً للإرشاد، ولكن كان يعرف بأن البرلمان سيرفضه. فلذلك عينه نائباً أول. فمعنى ذلك أن أحمدي نجاد لديه نائب مؤمن بضرورة قيام علاقات طبيعية بين إيران والغرب، ولكنه فشل، وهذا فشل مهم جداً، هزيمة.
منتهى الرمحي: طيب. دكتور علي في قراءتك.. يعني في قراءتك لتطور الأحداث الآن داخل إيران أنت ترى أن هذه المواجهة الأولى أو هذه هي الحلقة الأولى في سلسلة من الحلقات التي قد تؤدي بالنهاية إلى إلغاء الانتخابات ونهاية أحمدي نجاد، على ماذا يبنى هذا التصور يعني؟ هل فقط على علي لاريجاني والأقلية في البرلمان؟ هل هي قادرة فعلاً على أن تقف بالمرصاد لتصرفات الرئيس أحمدي نجاد؟
د. علي نوري زاده: إيران بلد المفاجآت. في ليلة واحدة الأقلية تتحول إلى أكثرية، والأكثرية إلى أقلية. فهذا يعني أمر شاهدناه منذ بداية الثورة. على أية حال رفسنجاني الآن في مشهد وهو يحاور آية الله ناصر مكارم شيرازي، وصافي كلبايكاني، وآية الله زنجاي وبيت الشيرازي وبيت القمي، يتحدث معهم بشأن موقف المرجعية تجاه أحمدي نجاد. سبق أن زار مدينة قم وتحدثنا سابقاً عنه، فسمعنا بأن آية الله جوادي آملي وهو من أبرز المراجع والمدرسين وأساتذة الحوزة، هو الشخص الذي رفض أحمدي نجاد حينما قال بأن حالة من النور كانت تحيط به في الأمم المتحدة، وضحك، فهو سيذهب إلى طهران برفقة آية الله إبراهيم أميني إمام صلاة الجمعة المؤقت لمدينة قم، أحد كبار المدرسين لمحادثة المرشد. فهذه رسالة قم. ورسالة مشهد أيضاً سوف تأتي، ورفسنجاني تحدث عن رسالة أحد أعمدة النظام، أحد أعمدة خيمة الجمهورية الإسلامية، هكذا هناك شبه رفض من قبل المرجعية ومن قبل الشخصيات البارزة داخل النظام لشرعية أحمدي نجاد، والشارع أيضاً يرفض شرعية أحمدي نجاد، وإذا خسر أحمدي نجاد لاريجاني والبرلمان فهذا معناه نهاية أحمدي نجاد.
منتهى الرمحي: طيب سيد شريعتمداري ما رأيك بما تفضل به الدكتور علي نوري زاده؟ ويعني البعض ربما يرى بأنه قد تنتهي الأمور بالنهاية إلى نوع من أنواع الصفقة ما بين رفسنجاني بشكل شخصي وما بين الولي الفقيه لإنهاء هذه الأزمة؟ أم أن الأمور ربما تسير كما يرى الدكتور علي نوري زاده؟
محمد مهدي شريعتمداري: طبعاً يبدو لي بأن عليّ أن أصحح بعض المعلومات التي وردت على لسان أخي علي من لندن، الشيخ هاشمي رفسنجاني لم يزر قم في هذه الفترة أي بعد الانتخابات وحتى قبل الانتخابات لفترة طويلة، وإن الحديث عن اجتماعه بالمراجع الدينيين في قم أو بعض علماء قم هذا غير صحيح. زيارته إلى مدينة مشهد المقدسة تأتي كزيارة عادية وخاصة بمناسبة مبعث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وهي ستحيى يوم غد في كل إيران، ذهب إلى مدينة مشهد، ليس من المتوقع كما اتصلت أنا قبل سويعات مع أحد المقربين جداً.. من عائلته من أفراد عائلته، ليس هناك من المتوقع أن تتم اجتماعات كما جاء على لسان أخي علي رضا، وأيضاً هناك أنا أتصور بأن هذه المعلومات الخاطئة ربما توجد بعض التحاليل. بالنسبة لعلاقة الشيخ هاشمي رفسنجاني من قائد الثورة أو مع الولي الفقيه، هذه العلاقة علاقة مستمرة، الكل يعلم بأن هذه العلاقة كانت منذ عشرات السنين، وما زال الشيخ هاشمي رفسنجاني له لقاءات منظمة ودائمية آخرها كان في الأسبوع الماضي يوم الثلاثاء مع قائد الثورة، وصرّح بكل صراحة في لقائه باللجنة المنبثقة عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي بأنه ليست له أي مشكلة مع قضية ومع مبدأ ونظرية ولاية الفقيه ومع الولي الفقيه آية الله الخامنئي. لكن هذا لا يعني بأن الشيخ هاشمي ليس له بعض الملاحظات أو الآراء حول نتائج الانتخابات، وبناء على ذلك يقوم ببعض المحاولات وبعض الوساطات لحل ما أسماه بالأزمة في صلاة الجمعة في خطبة الجمعة الماضية، وأنا أتصور بأن الشيخ هاشمي بموقعه المهم سيتمكن من أن يشق هذا الطريق وللعلم إن المقترحات التي قدمها في خطبة الجمعة السابقة رغم وجود بعض الآراء المتطرفة كما ذكر الأخ علي رضا نوري زاده من لندن حول مثلاً صحيفة كيهان أو ما شابه ذلك، لكنها تلُقّيت من قبل الجميع بترحيب، وهناك عمل على دراسة هذه المقترحات. أنا أتصور بأننا.. أولاً إن الأزمة انتهت في الشارع الإيراني وانتقلت إلى مستوى النخب والقوى السياسية وإلى مستوى المسؤولين في البلاد. هذه هي النقطة الأولى. النقطة الثانية أتصور بأن هذه الأزمة سيتم تدارك الأمر فيها أو لاحقاً عبر هذه المحاولات والمساعي.
منتهى الرمحي: لكن هناك أصوات.. أصوات كثيرة منها ما يأتي عبر وسائل الإعلام وأبرزها صحيفة كيهان معادية بشكل كبير كما توصف لرفسنجاني ولما قاله في خطبة الجمعة، منها مثلاً نائب ممثل ولي الفقيه في الحرس الثوري السيد نوري قال بأن رفسنجاني يقود حملة لإزاحة السيد خامنئي، فكيف يمكن أن نقول أنهما على علاقة حسنة يعني؟
محمد مهدي شريعتمداري: أنا أتحدث عن معلومات محتومة ومعروفة يعني مكشوفة ليست معلومات خفية، لقاءات مستمرة بين الطرفين، تأكيد هاشمي رفسنجاني على التزامه وإيمانه بمبدأ ولاية الفقيه وعلى أنه ليست له أي مشكلة مع قائد الثورة الإسلامية..
منتهى الرمحي: لا أختلف معك في أنه أكد أكثر من مرة رفسنجاني على هذا الموضوع. ولكن هناك منهم مقربون وممثلون للولي الفقيه يرون غير ذلك في شخصية رفسنجاني. إذا نظرنا إلى ما قاله السيد شريعتمداري فقط.. حسين شريعتمداري في كيهان نرى كيف يتم النظر إلى رفسنجاني وحتى محاولات رفسنجاني لتهدئة الأزمة؟
محمد مهدي شريعتمداري: حسين شريعتمداري ماذا يمثل في المجتمع الإيراني أو بين النخب السياسية في إيران؟ علينا أن نعلم ذلك بشكل جيد، نحن أمام نص..
منتهى الرمحي: لكن من لا يعلم بأن السيد رئيس تحرير صحيفة كيهان السيد حسين شريعتمداري معيّن من قبل المرشد؟
محمد مهدي شريعتمداري: نعم هذا صحيح. وهناك آخرون معينون من قبل قائد الثورة الإسلامية، مثلاً السيد محمود دعائي في صحيفة اطلاعات وله خط آخر معاكس لخط صحيفة كيهان. هذه هي طبيعة المجتمع الإيراني، هذه هي التعددية الموجودة في المجتمع الإيراني، نحن أمام نص رسمي وصريح من قبل قائد الثورة الإسلامية في صلاة الجمعة التي ألقاها قبل أو في خطبة الجمعة التي ألقاها قبل شهر وأيد في ذلك الشيخ هاشمي رفسنجاني وفند كل المحاولات للتهجّم على هذا الرجل، نحن أمام هذا النص لا يمكن أن ناخذ بآراء من أشخاص ربما ينتسبون بشكل أو بآخر إلى بعض الجهات التي هي يعينها مثلاً القائد أو بعض المؤسسات التي تنتمي إلى مؤسسة القيادة في إيران، أمام ذلك النص لا يمكن أن نعتمد على أو نركز على هذه النصوص الفرعية.
الخلاف بين رفسنجاني والولي الفقيه
منتهى الرمحي: دكتور علي نوري زاده، ما رأيك؟ لا يوجد أي نوع من الخلاف ما بين رفسنجاني والولي الفقيه؟
د. علي نوري زاده: أبداً، أبداً، أنا أعرف أن الزميل شريعتمداري هو موجود في طهران، وهناك ملاحظات وصعوبات للتعبير عن الواقع. أولاً السيد حسين شريعتمداري ليس ممثلاً عادياً للمرشد، هو رئيس تحرير ورئيس مؤسسة كيهان منذ أكثر من 15 عاماً، هو يكتب وبعد ذلك وزارة الاستخبارات تعتقل. السيد حسين شريعتمداري يشجع أجهزة الأمن على فلان بيت.. حتى قبل اغتيال داريوش فروهر كتب حسن مداري بأن داريوش فروهر هو مفسد ويجب يعني إمحائه من الوجود. فهكذا حسين شريعتمداري ليس رجل عادي لما يتحدث هو، هو يتحدث باسم المرشد. فلذلك السيد زنوري، زنوري ليس رجلاً عادياً، نائب ممثل ولي الفقيه في الحرس الثوري، رئيس الدائرة العقائدية في الحرس، ليس رجلاً عادياً. على أية حال بالمناسبة السيد هاشمي رفسنجاني قد زار قم مرتين خلال الأزمة، وعندنا دلائل ووثائق حول زيارته لمدينة قم، واليوم أيضاً ذهابه إلى مدينة مشهد لم يكن فقط بمناسبة دينية، بل إنه سافر بسبب وجود اثنين من الآيات الكبار في مشهد، وخير دليل على أن الشيخ عباس واعظ طبسي استقبل رفسنجاني ورفض استقبال أحمدي نجاد، شو معنى الخلاف؟ يعني الخلاف موجود والخلاف موجود حتى بين عباس واعظ طبسي والمرشد، وإلى ذلك فأود أن أقول بأنه قبل أسبوعين كان بعض الإخوة وبعض الزملاء من طهران يقولون: إن الأزمة انتهت الشارع عاد إلى هدوئه، والأزمة يعني حلحلة الأمور ستتم خلف الأسوار وبين الكبار. وشاهدنا يوم الجمعة إن الشارع ما زال مسيطر وموجود ويعبر عن رأيه سواء بالليل بصرخات الله أكبر الموت للدكتاتور، أو بحضوره صلاة الجمعة وربما غداً في مباراة كرة القدم، أو بعد غد في صلاة جمعة أخرى. فهكذا الجماهير يعبرون عن موقفهم.
منتهى الرمحي: نعم. دكتور علي نوري زاده مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية شكراً جزيلاً لك. ضيفي من لندن طبعاً، ضيفي من طهران المحلل السياسي محمد مهدي شريعتمداري شكراً جزيلاً لك على المشاركة.
وسنعود إليكم بعد قليل لنتابع معاً في بانوراما:
- إلى أين يتجه الوضع في موريتانيا بعد رفض المعارضة نتائج الانتخابات الرئاسية.
[فاصل إعلاني]
منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد. كما في إيران كذلك في موريتانيا التي تبدو على أبواب مرحلة جديدة من الأزمة التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب العسكري قبل نحو عام. فالمعارضة رفضت ما اعتبرتها نتائج ملفقة للانتخابات الرئاسية التي أعلن الجنرال محمد ولد عبد العزيز الفوز بها، وتدور في أوساط المعارضة أحاديث عن مساعدة فرنسية ولأسباب فرنسية للمجلس الانقلابي في تزوير نتائج الانتخابات وما يعني ذلك من شرعنة مزورة للانقلاب وما وراءه. فإلى أين تتجه التطورات في موريتانيا؟ وكيف ستتصدى المعارضة لنتائج الانتخابات؟
July 23, 2009 02:13 AM