سايت العربيه
نائب الرئيس الإيرانى زار الأقصر وسط تكتم شديد
ديبلوماسية الطيران تفتح باب عودة العلاقات بين القاهرة وطهران
بقائي و احمدشفيق
علي نوري زاده:عليك أن تثبت أخوتك قبل أن تطالب بالإرث
دبي – سعود الزاهد
في أعقاب الإعلان في القاهرة يوم الاثنين الماضي عن اتفاق مصري إيراني بشأن استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين تسارعت خلال الأيام القليلة الماضية التكهنات بخصوص استئناف العلاقات بين البلدين من خلال ديبلوماسية الطيران.
وفی الوقت الذي دفع هذا القرار بعض المراقبين للقول بأن هذا الأمر قد يشكل خطوة تتلوه خطوات أخرى ممهدة لإعادة العلاقات المقطوعة منذ مايقارب ثلاثة عقود، إلا أن الخبير في الشؤون العربية الإيرانية الدكتور علي رضا نوري زادة الذي أعرب عن استغرابه لكثافة الرحلات بين البلدين حسب التوافق المبرم، أكد أن العلاقات السياسية بين طهران والقاهرة مؤجلة حتى القيام بمحادثات شفافة وصريحة بعيدا عن الأجواء الغوغائية بين الجانبين.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن نائب الرئيس الإيرانى لشؤون السياحة حميد بقائي الذي كان قد وصل الجمعة الماضية إلى القاهرة بغية توقيع اتفاقية استنئناف الرحلات الجوية قام مساء الاثنين بزيارة آثار الأقصر وسط تکتم شديد حيث منعت وسائل الإعلام من تغطية هذه الزيارة.
وبعثت مجموعة من الأكادميين الإيرانيين في الداخل بيانا تحليليا لـ"العربية.نت" شككوا من خلاله في نوايا الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا الصعيد مؤكدين أن استئناف الرحلات الجوية من شأنه إفساح المجال لطهران لإقامة اتصالات مباشرة بالجماعات الموالية لها في مصر من جهة والسعي للتأثير على عملية السلام من جهة أخرى.
ويرى هؤلاء أن إيران ربحت الكثير من علاقاتها مع دمشق خدمة لاستراتيجيتها المتبعة في الشرق الأوسط فتحاول دون أدنى شك أن تجير علاقاتها بمصر خدمة لهذه الاستراتيجية ولكن بتكتيكات مختلفة تماما إلا أنها لن تتخلى عن التنظيمات المرتبطة بها بتاتا.
وحول تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي كرر مرارا عن استعداد بلاده لإقامة علاقات كاملة مع مصر بأسرع ما يمكن، علق علي رضا نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن بأن المثل الفارسي يقول "عليك أن تثبت أخوتك قبل أن تطالب بالإرث" مشيرا إلى إلقاء القبض على شبكة حزب الله المرتبطة بإيران في مصر والتي كانت تنوي إثارة الفوضى، لذا لا يمكن المصافحة مع من يحمل خنجرا في يده الأخرى حسب تعبيره.
وفي حديث لـ"العربية.نت" قال زادة إن الخلافات السياسية بين البلدين لايمكنها التأثير على العلاقات التاريخية والثقافية والإنسانية العميقة بين الشعبين مستشهدا بحب الإيرانيين للموسيقى المصرية، ومشيرا إلى أن أول زوجة للشاه كانت الأميرة فوزية شقيقة فاروق ملك مصر السابق.
وأضاف أن الإيرانيين كانوا يحبون جمال عبدالناصر سيما بعد تأميمه لقناة السويس الذي تم بعيد تأميم النفط في إيران بواسطة رئيس الوزراء الإيراني الأسبق محمد مصدق.
واستطرد نوري زادة قائلا: في الفترة التي تحسنت خلالها العلاقات بين البلدين توجه الآلاف من الإيرانيين إلى مصر، وبينهم المئات من الطلاب الذين التحقوا بالجامعات المصرية وتدرب البعض منهم على الطيران هناك.
وأردف رئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية قائلا: وبعد الثورة لم تكن القاهرة تنوي قطع العلاقات مع طهران وخلافا لرغبة المهندس مهدي بازرجان أول رئيس وزراء إيراني بعد الثورة، أقدم آية الله خميني على هذه الخطوة، مضيفا أنه في فترة رئاسة محمد خاتمي اتخذت خطوات في غاية الدقة والأهمية تمهيدا لاستئناف العلاقات بين البلدين.
38 رحلة طيران شهرياً
وفي الوقت الذي أعرب نوري زادة عن ارتياحه حيال استئناف الرحلات الجوية بعد انقطاع طال ثلاثة عقود، لم يخف استغرابه لعدد الرحلات التي قد تبلغ 28 رحلة شهريا.
وتساءل هل هناك ما يدور خلف الكواليس، وهل هذا القرار يحمل رسالة موجهة لإسرائيل في إطار عملية السلام التي يختلف البلدان بشأنها؟.
ونقل نوري زادة رواية تأسيس أول شركة طيران وطنية إيرانية قبل 70 عاما ونيف بواسطة مواطن مصري يدعى أحمد شفيق والذي تزوج لاحقا بالأميرة أشرف بهلوي شقيقة الشاه في إيران، مضيفا "واليوم يتم أيضا إبرام اتفاق حول استئناف الرحلات الجوية بين البلدين حيث وقعه من الجانب المصري وزير الطيران الذي يحمل الاسم نفسه أي أحمد شفيق أيضا".
October 6, 2010 09:47 AM