روزنامه الاهرام -مصر
خبير إيراني يستبعد عودة العلاقات بين القاهرة وطهران إلى طبيعتها
أحمد عليبة - 28/10/2010
استبعد خبير إيراني عودة العلاقات السياسية بين مصر وإيران إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979، وذلك لعدم وجود رغبة صادقة من جانب القيادة الإيرانية، وعلى رأسها علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
وقال علي نوري زادة، مدير مركز الدراسات الإيرانية والعربية في لندن في مقابلة خاصة مع " بوابة الأهرام" إن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، سبق أن التقى بالرئيس حسني مبارك في جنيف، وكانوا على وشك اتفاق شامل، وعاد خاتمي إلى طهران، وقال له خامنئي لا، وذلك في إشارة إلى استئناف العلاقات مع مصر.
واعتبر نوري زادة أن ذلك الموقف يصدر من القيادة السياسية الإيرانية، على الرغم من أن كل إيراني قروي أو مدني يحلم بعودة العلاقات مع القاهرة كما كانت قبل الثورة الإيرانية. وأشار إلى أن القاهرة فصلت الاقتصاد عن السياسة، وعقدت مع طهران اتفاقا لتسير رحلات جوية بين البلدين، مشيرا إلى أن أول طيار مصري جاء إلى طهران كان اسمه أحمد شفيق، يحمل نفس اسم وزير الطيران الحالي، وتزوج من أميرة إيرانية في عهد شاه إيران، وقت أن كانت العلاقات مع القاهرة متداخلة للدرجة التي تسمع فيها البيوت في طهران صوت أم كلثوم.
ورأى أنه سيكون من المستحيل أن تسير 24 رحلة جوية بين القاهرة وطهران، معتبرا أن ذلك الاتفاق مجرد اتفاق على الورق، حيث إن إيران غير قادرة على تسيير رحلة طيران إلى لندن، فهل تسير كل هذه الرحلات إلى القاهرة، معتبرا أن العلاقات بين الدول لا تغيرها الكلمات، وإنما تحتاج إلى سياسية لن يحقهها نجاد.
وتطرق الحديث عن زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان، ورأى البروفسير زادة، أن نجاد أراد أن يبعث بتلك الزيارة برسائل إلى الداخل الإيراني سواء إلى تلك الجموع التي ترفضه، وإلى المرشد الأعلى، لكنها في الحقيقة أثارت قلق الدول العربية لأنها تدرك كيف يكون التسلل من الباب الخلفى، كما يعرفون تلك الشعارات التي يرفعها أحمدي نجادي وصداها في العالم العربي، وأشار إلى أن لبنان بلد يتميز بالطائفية، و الأدوار التي تلعبها كل طائفة وعلاقاتها معروفة، فرئيس الوزراء سعد الحريري ومجموعته أقرب إلى السعودية والدول العربية التي يسمونها بالمعتدلة وفريق حزب اللـه وعون أقرب إلى المحور الإيراني السوري، الذي يسمى بالممانعة، وبينهما وليد جنبلاط الآن والذي يتغير موقعه.
لكنه يرى في التحالف السوري الإيراني مهما بلغت درجته ما هو إلا زواج متعة يمكن أن يكون 100 يوم، ويمكن أن يكون 99 عاما، لكنه لن يدوم وليس أبديًّا فماذا لو دخلت سوريا في مفاوضات جدية حول الجولان، لا أتصور أن هذا التحالف سوف يصمد كثيرًا.
November 4, 2010 10:28 PM