مصادر لـ"العربية.نت": الإمام موسى الصدر على قيد الحياة في سجن ليبي
دبي - سعود الزاهد، بيروت - إيليا جزائري
في خضم الأحداث الدموية التي تعصف بليبيا وخروج الجماهير إلى شوارع مختلف المدن للمطالبة بإسقاط معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود، انفتح تلقائياً ملف الإمام موسى الصدر الذي غاب أو تغيّب حسب مؤيديه في ليبيا، وكثرت التكهنات حول مصير هذا الزعيم اللبناني الشيعي ذي الأصول الإيرانية مرة أخرى.
وقالت مصادر قريبة من أسرة الإمام موسى الصدر لـ"العربية.نت" إن الأسرة لديها شواهد وقرائن تدل على أنه حيّ يرزق في ليبيا...
وفي مقابلة مع "العربية.نت" انتقد رئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية علي رضا نوري موقف الحكومة الإيرانية من اختفاء رجل الدين الشيعي البارز موسى الصدر، واتهمها بالصمت المتعمد نتيجة للعلاقات الوطيدة التي تربط طهران وطرابلس.
في خضم الأحداث الدموية التي تعصف بليبيا وخروج الجماهير إلى شوارع مختلف المدن للمطالبة بإسقاط معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود، انفتح تلقائياً ملف الإمام موسى الصدر الذي غاب أو تغيّب حسب مؤيديه في ليبيا، وكثرت التكهنات حول مصير هذا الزعيم اللبناني الشيعي ذي الأصول الإيرانية مرة أخرى.
وأضافت نقلاً عن أقارب الإمام أن أسرة الصدر اطلعت على معلومات تفيد بأنه على قيد الحياة، ويقبع في أحد السجون الليبية، وأنها تبذل جهوداً حثيثة للتأكد من هذه المعلومات ونقله إلى لبنان. وكشفت عن تشكيل لجنة لاستقباله في العاصمة اللبنانية بيروت.
ضباط هاربون: رأينا الصدر في السجنوخلال البحث الذي قامت به "العربية.نت" للحصول على المزيد من المعلومات حول مصير الإمام موسى الصدر، أبلغ مصدر قريب من حركة أمل التي أسسها في سبعينيات القرن الماضي في لبنان، أن عدداً من الضباط الليبيين الهاربين إلى مصر أكدوا أنهم رأوا موسى الصدر في أحد السجون الليبية، الأمر الذي دفع أسرة الصدر إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بهذا الخصوص.
وكان موسى الصدر اختفى في 24-8-1987 لدى زيارته الرسمية إلى ليبيا بمعية الشيخ محمد يعقوب ومدير وكالة الأنباء اللبنانية عباس بدر الدين. وقالت السلطات الليبية إنه غادر طرابلس الغرب متوجهاً إلى العاصمة الإيطالية روما دون أن يحضر الاجتماع المقرر بينه وبين العقيد معمر القذافي.
وفي مقابلة مع "العربية.نت" انتقد رئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية علي رضا نوري موقف الحكومة الإيرانية من اختفاء رجل الدين الشيعي البارز موسى الصدر، واتهمها بالصمت المتعمد نتيجة للعلاقات الوطيدة التي تربط طهران وطرابلس.
ووصف نوري زادة العلاقات بين البلدين بالاستراتيجية. وبخصوص موقف موسى الصدر في حالة ظهوره من جديد تجاه الحكومة الإيرانية قال: لو ظهر، سيكون موقفه كموقف أصحاب الكهف حيث سيفضل الاختفاء مرة أخرى بدلاً من أن يرى صديقه العزيز صادق قطب زادة أول رئيس للإذاعة والتلفزيون الإيراني قد أعدم، والمرجع الشيعي الأعلى آية الله شريعتمداري قد أهين قبل موته، وصديقه الدكتور إبراهيم يزدي يقبع في سجن الجمهورية الإسلامية وهو يعاني مرض السرطان في العقد الثامن من عمره، ورفسنجاني على وشك الحذف من الساحة، وصديقه العزيز ابوالحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية يعيش في المنفى.
واستطرد نوري زاده قائلاً: "أما لبنانياً فسوف يستغرب من أن يرى تلميذه علي الأمين أقيل بواسطة حزب الله من منصب مفتي صور وجبل عامل، ويرى ما يقوم به كل من حزب الله وأمل في لبنان"، على حد تعبيره.
وأكد نوري زاده أنه بالرغم من أن موسى الصدر كانت تربطه صلة المصاهرة بأسرة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أنه لم يقبل أفكار آية الله الخميني بخصوص ولاية الفقيه.
وكان الصدر قد اقترح على الشاه السابق محمد رضا بهلوي تشكيل حكومة وطنية برئاسة المهندس مهدي بازرجان أول رئيس وزراء لإيران بعد الثورة، والذي أزيح من الحكم في ما بعد، وكان هو الآخر على علاقات جيدة به.
موقف طهران من ليبياوأعرب نوري زاده عن استغرابه تجاه موقف إيران هذه الأيام من النظام الليبي الذي يواجه ثورة جماهيرية عارمة، مضيفاً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتحدث هذه الأيام بخصوص النظام الليبي وكأنها كانت تعاديه منذ الأزل، في حين كانت العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها خلال العقود الثلاثة الماضية.
وموقف نظام الشاه كان أفضل بكثير من موقف نظام الثورة الإسلامية تجاه اختفاء موسى الصدر، حيث لبّى الشاه طلب كبار رجال الدين لاسيما آية الله شريعتمداري فبعث بهيئة إلى دمشق، وطلب من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد المساعدة لمعرفة مصير الإمام موسى الصدر.
وختم نوري زاده تعليقه بالقول إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تحدت الكثير من البلدان ووضعت أسماء معارضيها على شوارع في إيران وأشهرهم الأصولي المصري خالد الإسلامبولي، أبت أن تطلق اسم هذا الرجل العظيم على زقاق من أزقة إيران حتى مجيء الإصلاحيين إلى السلطة في عصر خاتمي لأن العلاقات بين إيران وليبيا من جهة وموقف الإمام موسى الصدر من ولاية الفقيه من جهة أخرى خير مبرر لموقف النظام الإيراني من موسى الصدر.
February 22, 2011 07:46 PM